حكاية  أول  أغنية فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات: محمد عدلي: «ليالي» كانت أول أغنية بعد مشاركتي في برنامج «ذا فويس »

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

سنة 2001 بالضبط دخل الفنان محمد عدلي عالم الفن  بشكل رسمي من خلال تأسيس فرقة  «الراي تكناويت «،وهي فرقة موسيقية، يقول الفنان المغربي، كانت تشارك  في المهرجانات، لكن لم  يعد لها وجود الآن، بعد ذلك فكرت في دراسة الموسيقى، فدرست السولفيج والمقامات، لألتحق بعد ذلك بالفرقة المغربية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح الشرقاوي، وهناك لاحظ الجميع أن صوتي مميز وسط الكورال، ومن المعروف أنه من الضروري، قبل أن يحيي أي فنان من عمالقة الفن العربي حفلا بالمغرب، مثل وديع  الصافي، صباح فخري، كاظم الساهر، هاني شاكر وغيرهم، أن تتمرن الفرقة المغربية للموسيقى العربية على أغاني هؤلاء الفنانين الكبار، ولهذه الغاية اختارني المايسترو صلاح الشرقاوي لأقوم بمهمة أداء أغانيهم، وكانت هذه فرصة، يقول الفنان محمد عدلي، لكي أقوم بتطويع صوتي وأكتسب تجربة كبيرة، وقد قمت بهذا الدور لمدة عشر سنوات تقريبا.
قبل المشاركة في البرنامج العربي  «ذوفويس «شاركت في سهرات وبرامج تلفزية، حيث كانت المشاركة في برنامج «ذو فويس «مرحلة انتقالية في حياتي الفنية سنة 2012، وقد  لاقى صوتي انتشارا على المستوى العربي، وبعد  عودتي إلى المغرب، وجدت  الجمهور يتساءل عن جديدي  الفني، مما جعلني أضطر لإنتاج أغان  خاصة  بي…».
ويقول محمد عدلي إن أول أغنية في مشواره الفني كانت بعنوان «ليالي «، وهي من كلماته وألحانه على إيقاع  الهاوس، ويضيف «كنت أبحث عن  «ستايل «خاص  بي، وكنت عاقدا أملا كبيرا على ذلك، وحرصت على أن يكون  موضوع  الأغنية عاطفيا  حتى  ألامس جيلي، وقد  تعاملت مع الموزع محمد رشيد علي».
«الصعوبات التي واجهتها،  يضيف  عدلي،  تكمن  فى أنه  لم تكن  لدي علاقات عامة، كما أن الدعاية للأغنية لم تكن  في مستوى طموحي، كما لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي  بهذا الشكل الذي وصلت إليه اليوم .»
«طبعا ردود  فعل الجمهور كانت إيجابية، خاصة أنني كنت قد عدت للتو من مشاركتي في برنامج  «ذا فويس» وهذا كان عاملا مهما حيث استفدت من هذا الانتشار، وأذيعت الأغنية في الإذاعات».
«لقد تطلب مني إخراج هذه الأغنية إلى النور مبلغ  20ألف درهم تقريبا وذلك لكوني صاحب الكلمات واللحن أيضا، وقد كان رد فعل عائلتي إيجابيا جدا، وكانت فرحة والديّ لا توصف، وهما اللذان لم يتوقفا عن الدعاء لي بالتوفيق والسداد في جميع خطواتي، وخاصة الوالدة التي تعتبرني من وجهة نظرها أفضل صوت في الساحة الفنية، وأنا أحرص دائما وإلى غاية اليوم على أن أسمعها أي عمل فني قبل  إطلاقه  «.
ويرى الفنان محمد عدلي أن «هذه الأغنية هي من بين  أحسن الأعمال الفنية سواء على مستوى الكلمات أو اللحن  أو التوزيع، الذي  اشتغلنا  عليه، لكن  المشكل  الحقيقي  كان  في عملية  التسويق  لعدم  وجود  شركات، ولو  كان  هناك  تعاون  مع  شركة «روتانا»  مثلا  حينها، لعرفت  انتشارا  أوسع، لأن الشكل الذي حرصنا على أن تكون  عليه يشبه اللون الغنائي لعمرو دياب ومحمد حماقي في مصر، وهو  «الستايل «الذي لم يكن مألوفا في المغرب، خاصة كما قلت أن اسمي أصبح معروفا بعد المشاركة في  برنامج «ذا فويس «، لكن للأسف لم أكن محظوظا لأتعاقد مع شركة ما، وبقيت الأغنية تذاع فقط  في الإذاعات».
لم يندم محمد عدلي على إنتاج أي من أغانيه ،»لأن  كل  عمل،يقول، ساهم في صنع مساري الفني ، وسواء نجحت  أو لم  تنجح  فهي  مثل  أبنائك  لايمكن التنكر لهم، وتذكرك  بمرحلة البدايات وبمراحل الكفاح والنضال في هذا المجال»  .
ويكشف الفنان محمد عدلي أنه استمر بعد أغنية «ليالي» في التعامل مع الموزع محمد رشيد علي في أغنية «قولي  شكون «سنة 2013 وفي أغنية  «حالة خاصة «سنة  2015، قبل أن يتوقف التعامل بينهما، لأن الظروف لم تسمح بذلك.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 15/05/2019

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *