بعد أن تم سحب مباراة الكوكب ويوسفية برشيد من شبكة الرهانات .. هل شمت شركة الرهانات رائحة حريق «الطنجية» المراكشية؟

أنقذت شركة الرهانات الرياضية في المغرب، نفسها من تقليص كبير في أرباحها، بعد أن سحبت نتيجة مباراة الكوكب المراكشي ضد يوسفية برشيد، برسم الجولة 28 من شبكة رهاناتها، قبل يومين من إجراء المباراة.
وجاء قرار السحب، بعد أن وقفت الشركة على أن كل الرهانات على هذه المباراة، ترجح فوز الكوكب المراكشي بالرغم من ترتيب الفريقين، وبذلك تكون قد شمت حريق «طنجية» مراكش قبل أن تنضج.
وهناك من أرجع قرار الشركة، إلى تتبع مسار الرهانات على هذه المباراة من خلال معداتها الإلكترونية، في حين ذهب آخرون إلى كون الشركة اهتمت كثيرا بما استقته من أخبار حول تهافت المراهنين على هذه المباراة، وبأعداد كبيرة، خاصة في كل من مدينتي مراكش وبرشيد.
ووقفت شركة الرهانات الرياضية على أن هناك من راهن على فوز الكوكب بمبالغ كبيرة، بلغت في بعضها 10 ملايين سنتيم، لأن الربح كان مضمونا.
وعوض أن تتحرك جامعة كرة القدم وتقوم بعمل استباقي، اعتمادا على كل الأخبار التي كانت تأتي من مراكش وبرشيد، حول احتمال التلاعب بنتيجة المباراة، بقيت تنتظر إلى أن هبت عاصفة الأهداف على شباك فريق اليوسفية.
وبعد المباراة، لم تتحرك الجامعة بالشكل المطلوب، ولم تقم بالتحقيقات الواجبة، خاصة وأنها تتوفر على تسجيل المباراة، كما أن ذلك لن يتطلب مكتب دراسات يكلف الملايين لإثبات التلاعب في المباراة من عدمه.
ويلعب مسؤولو الجامعة بالنار، لأنهم يعرفون جيدا بأن السلم الاجتماعي يمكن أن يتأثر بأحداث مباراة في كرة القدم، وقد بدأت الاحتجاجات على الجامعة المعنية تتصاعد في مدينة تطوان وفي بعض المدن الشمالية.
وأصبح مفروضا على «فوزي لقجع « رئيس الجامعة، تفحص العديد من الحالات التي كانت عرفتها بعض البطولات في العالم، وخاصة في إيطاليا، حيث تم التصدي لكل عمليات التدليس والغش، والتعامل بالصرامة المطلوبة، وكان ذلك قد مس أندية عريقة، ولا أحد من مسؤولي الاتحاد الإيطالي وضع في الحسبان الوضع الاعتباري للأندية، التي تبث تورطها، لأن هناك القانون يسري على الجميع.
وفي مثل هاته الحالات، فإنه لا يجب الانتظار حتى نهاية البطولة لاتخاذ القرار المناسب، المبني بطبيعة الحال على القرائن والأدلة ورأي المحللين والخبراء.
و كانت إحدى الإذاعات الخاصة قد بشرت المهتمين بكرة القدم المغربية بكون مباراة الكوكب ويوسفية برشيد ستمر في أجواء نظيفة، وكان التأكيد على ذلك من طرف مدرب اليوسفية «سعيد الصديقي»، الذي ما إن تم الاتصال به هاتفيا حتى أجاب قبل أن ترتد جفون المستمعين، وكأنه كان موجودا داخل الأستوديو، أو أن ذلك كان مرتبا له من قبل من طرف مقدم البر نامج، الذي أشاد كثيرا بمصداقية المدرب ورئيس الفريق.
ولم يتردد المدرب في تأكيد ذلك، وعلى كون يوسفية برشيد سيقدم مباراة نظيفة، لأنه يحرص هو ورئيس الفريق على ذلك.
لكن في اليوم الموعود، تابع المغاربة مباراة أهدافها مهزلة ونتيجتها، أكدت تخوفات شركة الرهانات الرياضية في المغرب، والتي اتخذت كل الاحتياطات لإنقاذ نفسها، في حين لازالت الجامعة تتلكأ في الإعلان عن نتائج تحقيقاتها، هذا إن كانت قد فتحت أصلا.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 17/05/2019