حكاية  أول  أغنية : فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات ، بيقشة: «لاعلاقة» خط جديد في الأغنية المغربية 

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

الفنان المبدع زكرياء بيقشة، كالعديد من الموهوبين منذ الصغر،  وجد نفسه داخل دائرة الفن وتشبع به منذ طفولته، يقول، «ولوجي عالم الفن لم يكن صدفة، بل أنا من عائلة فنية كانت ذات شهرة في مدينة فاس مسقط رأسي».
ويتذكر أن أول أغنية» كانت من ألحاني تحمل اسم «شكيت عليك»، إذ قامت فرقة لوس تريس أميكرص بغنائها، حيث كنت أحد مؤسسيها ولقيت الأغنية صدى كبيرا جدا لم أكن أتوقعه في مدينة فاس، هذه كانت  تجربة في قسم الهواة إن صح  التعبير، لكنها كانت الدافع الأساسي في أن أكمل المشوار وأدخل مجال الاحتراف».
«لكن أول أغنية في مجال الاحتراف والتي لاقت نجاحا عربيا، يقول زكرياء بيقشة ، هي أغنية لاعلاقة التي تعاملت فيها مع الفنان حسن المغربي ومن هنا كانت الانطلاقة…».
عن كواليس أغنية لاعلاقة يضيف بيقشة صاحب  أغنية  «كنا  وكنتو « للفنانة  لطيفة رأفت، وأغنية «زهر ومريشة «التي كانت  جنيريكا لمسلسل يحمل نفس الاسم، كنا نشتغل على ألبوم الفنان حسن المغربي، وكنا نبحث عن أغنية مغربية حقيقية حديثة عكس ما كان رائجا من الأغاني المخلجنة، فكانت لاعلاقة هي المولود الفني والخط الجديد في الأغنية المغربية، الذي ساهم في بناء الموجة الغنائية المغربية الشبابية .
و بالنسبة للصعوبات التي واجهها، يكشف زكرياء بيقشة أنها متعلقة بالإنتاج والترويج للألبوم . «طبعا كان رد فعل الناس والوسط الفني إيجابيا، بشكل كبيروالحمد لله، والدليل هو النجاح الذي حققته الأغنية داخل المغرب وخارجه «.
وبخصوص ماتقاضاه حول أغنية «لاعلاقة «يقول بيقشة، «لا أريد أن أفصح الآن عن المبلغ المالي الذي تقاضيته، لأن أغنية» لاعلاقة» لاتقدر عندي بمال …». وعن رد فعل عائلته يقول: «أكيد رد فعلها كان إيجابيا وفيه الكثير من الفخر، خصوصا أنني أنتمي لعائلة فنية ومن الصعب إقناعهم بعمل فني عادي، فهم يفهمون جيدا هذا المجال ولهم ذوق رفيع.»
وبخصوص تقييمه  لهذه الأغنية اليوم، يقول الفنان زكرياء بيقشة، ليس من حقي تقييم عملي، بل الجمهور هو صاحب هذه المهمة، ولكن يمكنني أن أبدي ملاحظة متمثلة في كون  أغنية «لاعلاقة» مازلت حية لحد الآن ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنها أغنية قوية استطاعت أن تصمد وأن تحافظ على نجاحها لسنوات.
«أغنية «لاعلاقة» لها مكانة خاصة في قلبي ووجداني، لأنها ليست أغنية فقط، بل هي خط وعلامة مميزة» .
بعد أغنية «لاعلاقة» يضيف زكرياء بيقشة، استمر التعامل مع نفس الفنان حسن المغربي، لأننا حققنا نجاحا كبيرا، وثانيا لأن لدينا نفس الرؤية الفنية التي تتمثل في الحفاظ على الهوية المغربية التي نحرص على تقديمها للجمهور من خلال منتوجنا الفني.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 20/05/2019

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *