بلغت نسبة الأشغال به %45 ومن المنتظر أن تنتهي في 2021 : السجن المحلي 2 بالجديدة يعوض ثلاثة سجون، وسيستقبل أزيد من 2000 نزيل

للجديدة ونواحيها حكايات مع السجون ومع من تحمل المسؤولية فيها، مازغان أو المهدومة أو الجديدة أسماء متعددة لمسمى واحد تضم من بين ما تضم ثلاث مؤسسات سجنية وواحدة مغلقة.
السجن الفلاحي العدير ، السجن المحلي العدير، والسجن المحلي سيدي موسى وحبس الصوار المغلق الذي يتمركز وسط الحي البرتغالي ، قبل 1998 ظلت العديد من المؤسسات السجنية منغلقة على نفسها الداخل إليها مفقود ، والخارج منها مولود إلى أن اعتلت أصوات الجمعيات الحقوقية الداعية إلى إصلاح أوضاع المؤسسات والاهتمام بأنسنة السجون والاهتمام بالسجناء فصدر القانون رقم 23/98 الذي دفع بإدارة السجون إلى إعادة النظر في وضعية بعض المؤسسات السجنية وإغلاق بعضها وإصلاح أخرى وإنشاء مؤسسات جديدية تستجيب للمعايير الدولية وتوصيات الأمم المتحدة٠
سجون الجديدة ،الداخل مفقود والخارج مولود
سجن الصوار بالملاح له حكايات خاصة حيث كان قد أنشئ ليأوي العشرات من عتاة المجرمين المحالين على المحكمة الإقليمية بالجديدة وأصبح يأوي بعد ذلك كل المحكومين من قبل المحكمة الابتدائية بالجديدة ومحكمة الاستئناف بالبيضاء ، وكان نموذجا لمؤسسة سجنية عقابية تهدف لتطويع السجناء وفي منتصف التسعينات تم نقل سجن الصوار إلى سجن جديد بسيدي موسى، وهو السجن الذي عرف في نوفمبر 2002 أبشع حريق في تاريخ السجون المغربية أودى بحياة 51 من النزلاء .وخلف أزيد من مئة مصاب إصابة بعضهم خطيرة وشرد أسر بعض الموظفين ٠
وفي 1917 أنشأت فرنسا سجن العدير الفلاحي وسخرت السجناء في أعمال زراعية ترتبط بالفلاحة على أرض تمتد لأكثر من 1500 هكتارمع إنشاء اسطبلات لرعي الماشية و تربية الدواجن، إلا انه لم يعد يحمل من الفلاحي إلا الاسم، فكل شيء توقف ٠ ولم تعد به حيوانات أودواجن تذكر ، ومن المنتظر أن يغلق أبوابه بعد أربع سنوات على أبعد تقدير لعوامل متعددة أبرزها زحف العمران المتحضر عليهما في ما يتعلق بالمدينة الذكية أو القطب الحضري ” مازغان ” وأيضا لم يعد مستساغا وجود مؤسسات سجنية في منطقة سياحية واعدة تضم منتجعين سياحيين وأيضا الفضاء الذي يحتضن مركز المَعارض محمد السادس الذي يحتضن التظاهرة الدولية معرض الفرس كل هذه العوامل وأخرى عجلت بالشروع في بناء سجن جديد أطلق عليه اسم السجن المحلي 2 ٠إضافة إلى عامل الاكتظاظ الذي يفوق أحيانا 200% ، ذلك أن السجن المحلي يؤوي حاليا أكثر من 1400 نزيل بينما طاقته لا تسع أكثر من 700 نزيل ما يعني أن الاكتظاظ بنسبة 200 في المئة وأن 700 من السجناء ينامون على الأرض خاصة وأنه نمط سجن للمحكومين نهائيا وليس للاعتقال الاحتياطي بل ويستقبل سجناء من محكومين بالمؤبد وعقوبات تتراوح مابين ثلاثين سنة وعشر سنوات ، فيما يؤوي السجن الفلاحي بالعدير 400 من السجناء الذين اقتربوا من الإفراج وهو من نمط السجون المفتوحة لكن بنايته بدأت تلحقها شقوق .
30 هكتارا بجماعة أولاد رحمون لإنشاء سجن من الجيل الجديد
عبأت الإدارة العامة للسجون وعاء عقاريا بمساحة 30 هكتارا بتراب الجماعة القروية أولاد رحمون ويبعد عن الجديدة بتسعة كيلومترات ، وهو من الجيل الجديد للسجون ووصف بأنه أول سجن بالمغرب بمعايير دولية يزاوج بين العقوبة وحفظ كرامة السجناء ، ويستجيب لتوصيات حقوقية ويتسع ل1800 نزيل ويمكن له استقبال 2800 نزيل خاصة في فصل الصيف الذي تكثر فيه الجريمة وبه مساحة حيوية لتوسيعه متى دعت الظروف إلى ذلك ، هو عبارة عن بناية أرضية أفقية والأشغال قطعت فيه نسبة 50 في المئة وهمت السور الأمني الذي يعد أهم شيء في البنايات السجنية. وهو سجن خاص بالمحكومين بالعقوبات النهائية بينما سيظل سجن سيدي موسى الذي يتسع لحوالي 800 سجين في معظمه لذوي الأحكام المخففة وأيضا للخاضعين للاعتقال الاحتياطي .
ويتوفر ” سجن الجديدة 2 ” على مصحة كبيرة تتوفر على كل الخدمات الطبية بما فيها تصفية الكلي ويوفر خدمات مرتبطة بالنزيل، بما فيها أوراش للتكوين في المعلوميات والمهن الدقيقة وقاعة للدرس ومركز متطور للتكوين المهني ٠
ويمكن التصميم المتطور لسجن الجديدة 2 من توفيرأمن المؤسسة السجنية وسلامة الأشخاص وأيضا توفير السكن الوظيفي لكل العاملين به ليكونوا قريبين عند الحاجة .
كما أن السجن الجديد ينقسم إلى أجنحة متعددة حسب نوع العقوبة وخطورة المجرمين، وأنها أجنحة لا تؤدي إلى بعضها حتى لا يتم احتكاك نزلاء قادتهم الصدفة إلى العقاب بأخطر المجرمين فيعودون إلى المجتمع أكثر خطورة وعدوانية، كما أنه لا يتيح الاختلاط الذي من شأنه تقوية عمليات استقطاب أو تنسيق من داخل السجن خاصة في صفوف المحكومين في قضايا مخدرات أومس بأمن الدولة أو عصابات منظمة.
ويتوفر على نظام وقاية متطور ضد الحرائق وتدبير الحوادث والأزمات تفاديا لكارثة سجن سيدي موسى.
وقد دفعت المتغيرات الداخلية والخارجية التي لها امتدادات مرتبطة بالسياسة الجنائية ببلادنا وبالديمقراطية وحقوق الإنسان، وبتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة في 11 دجنبر 1990 المتعلقة بتحسين معاملة السجناء، وأيضا انخراط الإدارة العامة للسجون من خلال القانون 23/98 الرامي إلى أنسنة ظروف الاعتقال،إلى البدء في بناء ” سجن الجديدة 2 ” بالجماعة القروية أولاد رحمون بمواصفات، تؤسس لتصور جديد يقطع مع اعتبار المؤسسة السجنية مكانا للردع والانتقام، إلى أبعد من ذلك فضاء إصلاحيا وتربويا وتكوينيا٠


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 21/05/2019