الوداد يتحدى استفزازات الترجي ويبحث عن لقبه الثالث بدوري الأبطال

تتحول أنظار محبي كرة القدم الإفريقية ليلة يومه الجمعة إلى الملعب الأولمبي برادس، حيث سيحتضن إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي وضيفه الوداد البيضاوي.
وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بالتعادل بهدف لمثله وسط جدل كبير، حيث احتجت مكونات الفريق البيضاوي على أداء الحكم المصري جهاد جريشة، قبل أن يتم توقيفه لمدة سنة أشهر بسبب أدائه السيئ.
ويؤكد هذا النهائي مدى هيمنة الكرة العربية على لقب البطولة للنسخة الثالثة على التوالي، بعدما سبق لكل من الوداد والترجي أن توجا بآخر نسختين للمسابقة.
وستكون مهمة الوداد صعبة في لقاء اليوم، لأنه سيكون مطالبا بتفادي الضغط الكبير، الذي سعت إدارة الفريق التونسي إلى فرضه عليه، والذي بلغ حد الهجوم على المدرب فوزي البنزرتي والمعد البدني نابي مناف، وكذلك تحدي عاملي الأرض والميدان، فضلا عن نتيجة مواجهة الذهاب، والتي تعطي شيئا من الامتياز لفريق الترجي، الذي يكفيه التعادل من دون أهداف لانتزاع اللقب للعام الثاني على التوالي، ورفع عدد بطولاته في هذه المسابقة إلى أربعة في تاريخه، بعدما سبق له الحصول عليها أعوام 1994 و2011 و2018، لكن حظوظ الوداد مازالت قائمة، وبقوة، في انتزاع لقبه الثالث في هذه المسابقة، بعد لقبي 1992 و2017، حيث يتعين عليه الفوز بأي نتيجة، أو التعادل الإيجابي بأكثر من 1 – 1.
وتسود حالة تفاؤل صفوف الفريق الودادي، الذي سيحاول جاهدا الثأر لخسارته في نهائي نسخة المسابقة قبل 8  أعوام أمام الترجي، بيد أن مهمته لن تكون سهلة في ظل نتائجه الباهتة في اللقاءات التي لعبها خارج ميدانه في المسابقة هذا العام، حيث اكتفى بانتصار واحد في 6 مباريات لعبها خارج المغرب، مقابل تعادلين وثلاث هزائم، وسجل لاعبوه ثلاثة أهداف فقط في تلك اللقاءات، في حين تلقت شباكه 7 أهداف.
وتأتي هذه المواجهة في سياق جدل كبير وساخن بين مكونات الفريقين، بعدما تقدمت إدارة الوداد ومعها الجامعة بشكوى إلى الاتحاد الإفريقي، بشأن الأداء السيئ لحكم مباراة الذهاب، المصري جهاد جريشة، والذي كانت أخطاؤه مؤثرة في نتيجة المباراة، بعدما حرم الوداد من هدف وضربة جزاء، رغم استخدام تقنية الفيديو، الأمر الذي دفع الاتحاد القاري إلى توقيفه لمدة ستة أشهر.
وفي رد فعل مباشر، بادرت إدارة الترجي إلى الطعن في تعيين الحكم الغامبي بكاري غاساما، الذي أسندت له مهمة قيادة لقاء العودة برادس، واتهمته بالانحياز للفريق الأحمر، مقدمة دليلها بأدائه في نهاية النسخة قبل الماضية، التي شهدت تتويج الفريق البيضاوي على حساب الأهلي المصري، تضاف إليها التصريحات المشككة التي أطلقها بعض مسؤولي الفريق التونسي، والذين أجمعوا من خلالها على أن الترجي لن يتنازل عن اللقب، وأنه سيفوز به مهما كلف الأمر.
ومن مظاهر هذا الضغط كذلك قيادة إدارة الترجي بتوجيه خطاب إلى الكاف من أجل إلغاء البطاقة الصفراء الثانية التي رفعت في وجه لاعبيه الثلاثة بالرباط، كرد فعل على طلب الوداد بإسقاط الإنذار الثاني عن أشرف داري.
ويتعين على الوداد، الذي سيكون محروما من خدمات عميده إبراهيم النقاش والمدافع أشرف داري بسبب الإيقاف، التعامل بذكاء مع تفاصيل هذه المباراة، التي ستكون مختلفة كثيرة عن مواجهة الرباط يوم الجمعة الماضي، لأن الفريق التونسي سيحاول استغلال اندفاعه الهجومي في ميدانه، خاصة وأن لاعبيه سجلوا عشرة أهداف بملعب رادس، فيما لم تهتز شباكهم إلا مرة واحدة، وهذا سيفرض على المدرب البنزرتي استغلال خبرته التي راكمها طيلة مساره التدريبي، وجعلها في خدمة الوداد، الذي يملك بدوره مهاجمين يمتازون بالسرعة والخفة، والتي يمكن أن تكون حاسمة، خاصة في ظل افتقاد الفريق التونسي لخدمات ثلاثة من لاعبيه المؤثرين، يتقدمهم الحارس معز بنشريفية والثنائي شمس الدين الذوادي وغيلان الشعلاني، بسبب حصولهم على الإنذار الثاني بمجمع الأمير مولاي عبد الله.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 31/05/2019