الودادية الحسنية للقضاة بمكناس تدخل البسمة والفرحة على قلوب نزيلات سجن تولال 3

 

تجسيدا لقيم التسامح والتراحم المنصوص عليها في ديننا الحنيف وتفعيلا للمقاربة التشاركية المنصوص عليها في الفصل 12 من الوثيقة الدستورية لـ2011، ومساهمة منه في أنسنة الشأن السجني بالمغرب تماشيا مع سياسة المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، نظم المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة إفطارا جماعيا لفائدة النزيلات بالمؤسسة السجنية تولال 3 يوم الخميس الماضي.
وفي معرض كلمته في هذه اللمة الإنسانية عبر المدير الجهوي عن امتنانه وشكره للودادية التي دأبت أن تكون بجانب المؤسسة السجنية، وأبانت من خلال ما تقدمه للمؤسسات الثلاث على أن دور القاضي لا ينتهي بمجرد صدور الأحكام ووضع من خالف القانون داخل السجن، بل أثبتت أن دورها يمتد إلى المواكبة النفسية والمواكبة المادية والمعنوية لكل النزلاء المتواجدين في المؤسسة، مضيفا أن هذا الإفطار مناسبة لتأكيد دور المؤسسة السجنية الذي لا يقتصر على العقاب فقط،  بل المساهمة أيضا في إعادة الإدماج وتأهيل هذه الفئة من النزلاء لكي تكون فئة صالحة بإذن الله بعد الإفراج.
من جهتها أوضحت مديرة السجن عتيقة روتبي أن هذه الالتفاتة الكريمة  أدخلت الفرحة على قلوب جميع النزيلات وتمنت أن تكون هذه البادرة فأل خير على النزيلات من خلال عفو قريب،  فيما أكدت سهام بنمسعود قاضية تطبيق العقوبات بأن السجن يبقى، في جميع الحالات، مدرسة ” نتعلم منها الكثير كقضاة ممارسين أو نزلاء وهي صفحة وستطوى لكن العبرة التي تبقى هي الإصلاح وأن يد المجتمع ممدودة للجميع “.
أما سباعي عبد الرحمان، رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة، فقد أشار إلى أن هذا العمل الإنساني جزء من أهداف الودادية الذي لا ينحصر في الدفاع عن مصالح القضاة، ولكن العمل الجمعوي يعد بالنسبة لها أحد أهم الأهداف الأساسية. وبما أن النسخة الثانية من هذا العمل قد لقيت صدى طيبا لدى مؤسسات وجمعيات أخرى وأصبحت قدوة على المستوى الوطني، فقد وعد بأن تكون النسخة الثالثة إضافة نوعية.
ممثلة النيابة العامة لدى قضاء الأسرة أسماء جدو أشارت في كلمة قصيرة إلى استكمال الحملة الأولى للتسجيل في الحالة المدنية مبرزة أن التركيز هذه المرة سيكون على الأطفال غير المسجلين والذين سيلجون المدارس، وأوضحت أن النيابة العامة بقضاء الأسرة رهن إشارتهم لاستقبال طلباتهم أو تساؤلاتهم أواستفساراتهم وتسجيلهم بالمجان.
وفي كلمة مؤثرة شكرت إحدى السجينات الجميع على هذه المبادرة الطيبة في هذا الشهر المبارك التي أخرجتهن من رتابة السجن، ليعشن جوا روحانيا وأسريا في انتظار معانقة الحرية، مما جعلها تنتزع تصفيقات الجميع وزغاريد النزيلات.
وتخللت هذا الحفل البهيج أغان وموشحات من فن الملحون، وأمداح نبوية أدتها باقتدار الفنانة فاطمة رحال استحسنها الجميع وتجاوبت وتفاعلت معها نزيلات المؤسسة السجنية تولال 3.
وعلى هامش هذا الإفطار الإنساني الذي حضره الوكيل العام بمحكمة الاستئناف ووكيل الملك لدى ابتدائية مكناس وقاضي التحقيق وقاضي الأحداث والقاضي المقيم بالمحكمة بالحاجب ووكيل الملك بتازة وممثلو السلطات الحكومية وغير الحكومية وجمعيات المجتمع المدني وممثلو وسائل الإعلام الوطنية والمحلية، تم توزيع العديد من الهدايا العينية على النزيلات أبرزها حواسيب على طالبات تفوقن في مسارهن الدراسي وحققن نتائج جد مشجعة نالت إعجاب وتقدير الجميع.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 01/06/2019