سيرة رجل سلطة : الحسن مختبر ، من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح : 25 : استقبلت بحفاوة ولطف كبيرين عند تكريمي، إنه شعور إنساني ونبيل عند تكريم إنسان رغم خلافاتك معه

– وكيف كانت رحلتك ؟
– كانت رحلة ممتعة، حفز فيّ الإخوة ذكريات التاريخ والمعارك النضالية وكانوا ملمين بكثير من التفاصيل والأشخاص، واكتشفت خلال الطريق لطفهم وطيبوبتهم وحسهم الوطني، وخلال مقامي بتطوان أحاطوني برعاية خاصة جدا، لن أنسى المقام والرحلة وباقي الشباب المحامين الذين اكتشفتهم هناك والذين أضحوا أصدقائي.
وحين وصولنا إلى مدخل مدينة تطوان كان الإخوة المنظمون يتصلون للاطمئنان علينا وطالبونا بالإسراع لأنهم ينتظروننا للافتتاح، وفعلا وصلنا ووجدنا قيادة الحزب في المنصة يترأسها الكاتب الأول إدريس لشكر وباقي الإخوة المنظمين واستقبلت بحفاوة ولطف كبيرين، إنه شعور إنساني عندما تكرم الإنسان، رغم خلافاتك معه، فهذا هو النبل الإنساني وهذا ما لمسته في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي بقي وفيا لمبادئه وقيمه الإنسانية، وهذه اللحمة الأخلاقية النبيلة تساهم بشكل كبير في الحد من الانفصال وتحول دون الابتعاد عن الحزب الذي يكرم دائما المناضلين، وهذه ليست هي المرة الأولى، بل الحزب يقوم بذلك بشكل مستمر إما في القيادة أو الكتابات الإقليمية أو الفرع، وآخر تكريم قمنا به كان هو تكريم الأستاذ الهمالي على المستوى المحلي بعين الشق والفداء، وعاهدت نفسي على أن الوطن والحزب شيء واحد .
– كيف كانت علاقتك بالقادة التاريخيين للاتحاد ؟
– أنا لا أفرق بين الزعماء التاريخيين والقادة الذين تربعوا على الكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أعتبرهم انتخبوا بصفة شرعية وماعلينا سوى الانضباط لهم، مع حرية في الانتقاد والمصارحة. عندما ينتخب كاتب أول للحزب يجب العمل معه بالرغم من عدم التصويت له، بل أمارس حريتي وألتزم مع الأغلبية .
لقد عانيت كثيرا من ثنائية الاختلاف، لا أعرف سبب العداوة من موقف أو رأي يتحمل الخطأ أو الصواب، لم أكن في تصنيف أوخانة جهة ما، أنا مناضل منضبط .
أعتبر أن حزبي قد فرض المشروع المجتمعي في التنظيم وفي التنسيق مع المؤسسة الملكية إن رغبت، لأن المرحوم الحسن الثاني لم يرغب، والملك محمد السادس نعم تبنى مشروع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعين أشخاصا ينتمون للاتحاد الاشتراكي في مؤسسات دستورية .
– كلمة أخيرة ؟
– استغل هذه الاستراحة في السرد الشفوي لأراجع الحلقات المنشورة لتصحيح بعض الأخطاء وبعض الوقائع التي تسربت للمكتوب، ولا يسعني هنا إلا أن أوجه الشكر والتبجيل أولا لحزبي العتيد الذي كرمني مؤخرا، كما أشكر جريدتنا « الاتحاد الاشتراكي « المنبرالمكافح بشراسة هادئة لنشر مشروع الحزب المجتمعي مع تحياتي الخالصة لجميع طاقمها المتمسك جميعه بثوابت الحزب، من المهدي بنبركة إلى أخينا إدريس لشكر مرورا بباقي القامات العظيمة الأحياء منهم والأموات. كما ألتمس العذر لعدم ذكر بعض الأصدقاء الذين لم يرد ذكرهم بالاسم للسهو والنسيان فقط .

إنتهى


الكاتب : مصطفى الإدريسي

  

بتاريخ : 04/06/2019