بطل فيلم «تيكيتة السوليما» الطفل إلياس الجيهاني نموذج يحتذى في السينما وعلاقتها بالتربية

ااسمه إلياس الجيهاني 14 سنة، يدرس بالثالثة إعدادي بمديرية أنفا بالبيضاء، لفت الأنظار في دوره الرائع بفيلم “تيكيتا السوليما” للمخرج المغربي أيوب اليوسفي، الذي تم عرضه مؤخرا في افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس في نسخته 18 أيام 25- 26و27 أبريل الماضي، وخيرا فعل المنظمون بمنحه كلمة على هامش عرض الفيلم الذي لعب فيه دور ثاني بطولة بعد الممثلة القديرة فاطمة بناصر ..
كل من جالس إلياس أو ناقشه في أفكاره يستطيع أن يتنبأ له بمستقبل واعد في مجال السينما التي يحبها حتى النخاع، لا سيما مجال الإخراج حسب رأيه، إلى ذلك، نبيه هادئ و متزن، ويمتلك جميع مقومات البطولة والنجومية رغم صغر سنه، يتحدث للكاميرا بهدوء وأمام الجمهور بسلاسة وبلا أدنى ارتباك كما لو كان نجما كبيرا. ولكونه يمتلك جرأة القول، فهو متحكم في توليد أفكاره التي يتضح للمستمع أو المشاهد أنها تمتلك القدرة على التحقق بالفعل، ما سيأهله أن يكون نموذجا يحتذى في السينما في علاقتها بالتربية .
صفحة إعلام وفنون فتحت قلبها لإلياس الجيهاني الممثل السينمائي الواعد  وتفاعلت مع طموحه وسقف انتظاراته من مجال عشقه حد الولع، فجاءت الورقة التالية :

– كيف جاء إلياس الجيهاني إلى فيلم “تيكيتا السوليما ” وإلى السينما تحديدا؟
– جاء إلياس إلى عالم السينما عن طريق كاستينغ نظمه طاقم الفيلم للعب دور شخصية الصغير ميمو، التي سيؤديها بنجاح في فيلم “جوق العميين” إلى جانب والده الحسين الذي يريد له مستقبلا أفضل، لذلك يولي لدراسته الأولوية المطلقة. وهو الفيلم الذي ضمن التألق والنجاح بعد حصوله على العديد من الجوائز الكبرى.
– هل اقتصر الدور على مجرد كومبارس أم كان حضورا مميزا ؟
– بداية، تدور أحداث فيلم “جوق العميين ” من تأليف وإخراج محمد مفتكر سنة 2015 في السنوات الأولى لحكم الملك الراحل الحسن الثاني، ويجسد فيه الفنان القدير يونس ميكري دور الحسين قائد فرقة موسيقية شعبية ومن أشد المعجبين بالملك، وهو والد الصغير”ميمو” إلياس الجيهاني. يعيش الحسين وزوجته حليمة التي تجسد دورها الفنانة منى فتو، في بيئة صاخبة يؤثثها المرح والمتعة وتتكون الفرقة الغنائية من موسيقيين رجال يضطرون أحيانا إلى إخفاء هوياتهم الحقيقية والتظاهر بالعمى من أجل العمل كمجموعة موسيقية في سهرات وحفلات خاصة بالنساء” أما دوري فيتمثل في شخصية، الصغير ميمو، الذي كان يعلم الاهتمام الكبير لوالده بدراسته، ومع تطور الأحداث سيضطر إلى تزوير نتائج امتحاناته، كي يرضي والده ولا يخيب آماله وهو الذي ينتظر نجاحا باهرا لفلذة كبده ولا شيء غير النجاح، لكن الحب سيعصف بقلب “ميمو” ليقع في حب شامة، خادمة الجيران الجديدة ليعكر صفو مساره. ويمكن القول إن مجرد الوقوف إلى جانب ممثلين كبار أمثال يونس ميكري، والراحل محمد بسطاوي والفنانة منى فتو، وفدوى طالب، وماجدولين الإدريسي وسليمة بنمومن، وفهد بنشمسي، وعبدالغني الصناك ومحمد اللوز وسعاد النجار وعلية عمامرة، ومحمد الشوبي و راوية ومجدولين والخياري وسعدية لديب يعتبر شيئا مميزا وينبئ بمستقبل جدير بالأمل.
– كيف يقيم أداءه في فيلم تيكيتة سوليما؟
– في البداية لابد من ملخص للفيلم القصير“تيكيتة السوليما” من إخراج أيوب اليوسفي وبطولة فاطمة الزهراء وبناصر، والياس الجيهاني وممثلين آخرين. يحكي الفيلم حدث عرض فيلم (سبايدرمان 3 ) في آخر عرض لسينما مرحبا بالبيضاء قبيل إغلاق أبوابها بشكل نهائي، لكن هوس الطفل حسن 11 سنة للسينما ورغبته الشديدة لمشاهدة الفيلم، رغم عدم توفره على ثمن التذكرة، ورفض أمه ذهابه إلى السينما رفقة أصدقائه فاق كل الحدود، ما جعله يجازف بحياته، ويعصى أوامر والدته التي تعيش منفصلة عن زوجها، ويقطع دروبا ومسارات محفوفة بالمخاطر..
– وما سقف طموح إلياس كممثل واعد؟
– أطمح أن أكون مخرجا وأعرف أن المسـألة تحتاج إلى دراسة وتكوين مستمر وتخصص في بالإخراج. لقد زادت ثقتي بالكاميرا لا سيما عندما مواكبتي لمخرجين كبار مثل محمد مفتكر، نورالدين خماري، ياسين فنان وعلاء أكعبول وزكية الطاهري ومجموعة أخرى من المخرجين، كما أنني سعيد كذلك بالمشاركة في أعمال رمضانية هذا العام بالوقوف أمام أسماء وتجارب مغربية ياسين فنان ( دموع وردة) وعلاء أكعبول (زعيمة)
– كيف كانت العلاقة مع مخرج الفيلم وطاقم التصوير مع ما يتطلبه العمل من اندماج وحضوربعيدا عن أجواء الدراسة؟
– أجواء التصوير مدينة أزمور كانت جيدة، وكذلك العلاقة مع المخرج أيوب اليوسفي رائعة وتعامله مع الجميع ساده الاحترام والأخوة والصداقة الفضلى وصديقا له كان يتعامل مع بشكل جيد، مما جعله يحبه لحد الآن. أما بالنسبة المدرسة فكان الكل سعداء به لكونه ممثل ويدرس معهم الكل كان يساعده من تلاميذ ومعلمين وأطر إدارية وتعليمية المزاوجة بين الدراسة والسينما …؟
– كيف يقيم إلياس الجيهاني الدورة 18للفيلم التربوي بفاس ؟
– الدورة 18للفيلم التربوي بفاس كانت جد متميزة عن باقي المهرجانات، لكون هذا الأخير يتواجد فيه سوى الأطفال وأستمتع بمشاهدة الأفلام من توقيع مخرجين وممثلين أطفال ، أما الباقي فأكون لوحدي .. أو الطفل الوحيد
– كلمة أخيرة
– يحب إلياس أجواء التصوير ويحب الكاميرا وكل من يشتغلون ويثقون بالقدرة العجيبة لهذه الآلة الرائعة، أكون سعيدا عندما أشاهدني على الشاشة، لا سيما في الشاشة السينمائية، وأكون أسعد أكثر عندما أسمع التصفيقات وتشجيعات الجمهور لي فيعتريني الإحساس بالرضى عن أي أدائي، لأنني أنا من يختار أعماله وبحب .. شكرا لجريدة الاتحاد الاشتراكي على اتاحتها لي الفرصة للحديث مع قرائها داخل المغرب وخارجه


الكاتب : أعد الحوار وقدم له عزيز باكوش 

  

بتاريخ : 10/06/2019