جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا ،الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن يحتضنان ملتقى حول «الهجرة ليست مشكلا. اللجوء حق”

 

نجحت شبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا والفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، بتعاون مع جمعية أفق ولجنة تمييز صفر، في استقبال واحتضان وتنظيم أول ملتقى ما بعد المنتدى الاجتماعي العالمي سالفادور باهيا (البرازيل)، تحت شعار “الهجرة ليست مشكلا. اللجوء حق”، يوم السبت 08 يونيو 2019، بقاعة المجلس البلدي لسان جوليانو ميلانيزي، ميلانو- إيطاليا.
يندرج الملتقى ضمن الأنشطة المستقبلية للمنتدى الاجتماعي العالمي الذي انعقد بمدينة سالفادور باهيا بالبرازيل خلال مارس 2018، وخاصة المواضيع الهادفة إلى تحقيق شعار: “عالم خال من العنصرية، واللاتسامح ومعاداة الآخرين”، وترجمة شعار: « الحياة ليست سلعة”. حيث سيلي هذا الملتقى ملتقيات أخرى في فرنسا وبلجيكا والمغرب.
وأكدت أرضية الملتقى أن الشبكة تهدف، من خلال اللقاء، إلى «تسليط الأضواء على القضايا المحلية والجهوية والعالمية المتعلقة بالهجرة واللجوء، والتحسيس بملفات هذه القضايا الإنسانية التي تسائل الضمائر الحية في العالم «. فضلا عن التركيز أيضا في الملتقى على «المقارنة بين اللجوء في إيطاليا ومناطق أخرى».
وقد عرف الملتقى مشاركة أكثر من خمسين منظمة غير حكومية وجمعيات وخبراء ونقابات من مختلف جهات إيطاليا ومن الخارج، حيث تم تقديم “مانيفصطو إيطاليا حول الهجرة واللجوء”.
وتميز برنامج الملتقى بغنى فقرات أشغاله بحضور يحيى المطواط، رئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، الذي أكد أن المهاجر أصبح مصدرا للتنمية الاقتصادية والثقافية والسياسية، مشيدا بدور جمعيات المجتمع المدني في الدفاع عن قضاياهم والتعريف بها.
هذا وعرفت أشغال الملتقى تدخلات قيمة في صلب موضوع اللقاء ساهم فيها كل من ديوب امباي، وهو بالمناسبة رئيس الفيدرالية الإفريقية بطوسكانة وتنسيقية جمعيات الجالية السنغالية بطوسكانة، وكذلك مداخلة الصحفي إينريكو أولياري، مدير جريدة أنباء جيوسياسية، صحافي وكاتب وخبير في القضايا الجيوسياسية، والأستاذ ياسين بلقاسم منسق وطني لشبكة جمعيات الجالية المغربية بإيطاليا، ومحمد أشقر عن المرصد المغربي لمحاربة الإرهاب والتطرف، علاوة على تدخل ثوريا لحرش، مستشارة برلمانية مغربية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ورئيسة جمعية التنمية.
هذا وأكدت ورقة الإطار العام للملتقى أن مجتمع شمال الكرة الأرضية أصبح يسود فيه مناخ التمييز والاحتقار مصحوب بعنف سياسي في معالجة قضايا الهجرة. حيث وقفت ضمائر العالم على ضرورة إبراز أن الهجرة مصدر اقتصادي ثمين ووسيلة للتنمية بالنسبة لدول الشمال، حيث يمثل الأجانب 8,5 في المئة من مجموع الساكنة، ويساهمون بسيولة مالية تضخ 8 ملايير أورو عن طريق الضرائب، و13 مليارا كمساهمة في الضمان الاجتماعي ويشاركون بـ 9 في المئة في الدخل القومي بما يعادل 130 مليار أورو في السنة.
واعتبرت أرضية الإطار العام أنه قد آن الأوان للاستثمار في الواقع المعيش، والقيام بحملات تعميم الخبر الصحيح ونشر المعطيات الواقعية. حيث أصبح لزاما على الفعاليات المعنية النضال من أجل العيش المشترك الأوروبي والعالمي، والحرص على دعم اللجوء كحق إنساني وجب احترامه في كل بقاع العالم، والعمل من أجل تحويل العالم وأوروبا إلى فضاءات مضيافة وحساسة لمصير الضحايا في مناطق النزاعات وبؤر التوتر الاجتماعي في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا وغيرها.
وأكدت أرضية الإطار العام أنه أصبح من اللازم الضغط على وكالة غوث اللاجئين والجزائر من أجل ضمان الحقوق الأساسية للساكنة المعزولة في مخيمات تندوف بالجزائر، الوحيدة في العالم التي لم تسجل ولم تحص أبدا، الوحيدة التي لا تتوفر لا على الحماية الإنسانية ولا على بطاقة لاجئ رغم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ونداءات الاتحاد الأوروبي.
واختتم الملتقى بتقديم «بيان إيطاليا حول الهجرة واللجوء”، وتأسيس تنسيقية دائمة للهجرة واللجوء توكل لها  مهمة التنسيق وتتبع تنفيذ توصيات الملتقى والعمل على التحضير للقاء ثان بالمغرب لتسليط الضوء على الهجرة ومشاكلها وعقد لقاءات مع مؤسسات مدنية ورسمية ذات الصلة بملف الهجرة.


الكاتب : محمد قمار

  

بتاريخ : 14/06/2019