تشكل الخزان الرئيسي للأكسجين بمدينة فاس: غابة عين الشقف.. ملاذ نضارة وسكينة في حاجة للتجديد

 

تعد غابة عين الشقف الخزان الرئيسي للأكسجين في مدينة فاس، والملاذ الرطب لسكان المدينة خلال فترات الحرارة الشديدة، بحثا عن البرودة والهدوء، وقد بدأت تعرف حاليا عملية تجديد واسعة النطاق.
تمتد غابة عين الشقف على مساحة 46 هكتارا تقريبا، وتمثل فسيفساء من أشجار الصنوبر الحلبي والسرو والأكاسيا والخروب والزبوج والسدر والأوكاليبتوس.
ويقع هذا الموقع الفريد من نوعه في منطقة مفضلة للاستجمام والتنزه، ويعبره مجرى للماء العذب تكسر موسيقى جريانه هدوء وسكينة المكان.
وتعد غابة عين الشقف المنطقة الخضراء الوحيدة بفاس ذات الإمكانات الترفيهية الرائعة، فهي تستقبل أكثر من 80 ألف زائر من العموم وتلاميذ المدارس.
ومن جاذبية هذه الغابة، ما تتوفر عليه من نباتات طبيعية وزهور وأصناف من الورود والنباتات العطرية، إلى جانب أصناف من الطيور والزواحف التي تؤثث أشجارها ومجاري مياهها.
وفي تصريح صحفي قال سعيد حجي مسؤول القطاع الغابوي بالمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمولاي يعقوب، إن هذه الغابة غرست أشجارها ما بين 1930 و1951 وتتألف في معظمها من الصنوبر الحلبي والأوكالبتوس والسدر والزبوج وأشجار أخرى في حاجة لعمليات تجديد في الوقت الراهن. وأضاف «أن جزءا من الغابة تم غرسه خلال السنوات الأخيرة لكن ذلك يبقى غير كاف «، مشيرا إلى «أن تطبيق النموذج التقليدي لغرس الغابات ، من خلال قطع الأشجار الهرمة واستبدالها ، غير مناسب بالنظر إلى الطابع الترفيهي لهذه الغابة، والذي يفرض الصيانة المستمرة لغطائها النباتي».
وبحسب المتحدث، فإن «غابة عين الشقف، بسبب موقعها المحاذي للنسيج الحضري وطوبوغرافيا المجال المسطحة نسبيا وسهولة الوصول إليها، تلقى إقبالا كبيرا من قبل سكان المدينة الذين يفتقرون إلى مناطق خضراء وغابات، ومن هنا الحاجة الماسة لتطوير هذه الغابة وتأهيلها لاستقبال مستدام للجمهور من أجل الترفيه والمشي والاكتشاف والتثقيف البيئي».
وتوجد الغابة حاليا ضمن استراتيجية وطنية جديدة للتدبير الفعال لموارد الغابات الحضرية وشبه الحضرية، وتخضع حاليا لإصلاحات تستهدف الحفاظ على المسارات بداخلها، وتعزيز عمليات غرس الأشجار وتأهيل فضاءاتها.
ولضمان ظروف أفضل لزوارها للتنزه، قامت مديرية المياه والغابات بتركيب مجموعة من المعدات بما في ذلك طاولات بمقاعد خشبية وحاويات لجمع القمامة ومعدات رياضية للترفيه، بالإضافة إلى أماكن لوقوف السيارات والصرف الصحي وتنظيف وادي عين الشقف ووضع علامات للتشوير.ويتم دعم هذه الإستراتيجية من خلال سلسلة من الإجراءات التي أطلقتها المديرية الاقليمية للمياه والغابات عبر برامج التدخل الرامية إلى حماية وتطوير تراث الغابات في الجهة والحفاظ على البيئة والتوازنات البيئية. وبالإضافة إلى اتفاقية شراكة أبرمت بين المديرية وعمالة إقليم مولاي يعقوب والمجلس الإقليمي بهدف ضمان حراسة الغابة وسلامة زوارها، وضعت المديرية الإقليمية مشروعا لتثمين وتأهيل غابة عين الشقف بموجب عقد برنامج بسنة 2019 باستثمار إجمالي من مليونين و399 ألف درهم.
ويستهدف المشروع ضمان استدامة الغابة، وتعزيز طاقتها الاستقبالية عن طريق تطوير مرافقها الترفيهية، وتعزيز الجانب الأمني (أمن الأشخاص، والوقاية من الحرائق، ومكافحة التخريب، واليقظة ، الصحة النباتية) وتعزيز نشر المعلومات والتوعية والتثقيف البيئي من خلال إنشاء مركز للتوعية البيئية على مستوى هذه الغابة من أجل زيادة الوعي بأهمية الغابات وعواقب استخدام الأخشاب وغيرها من منتجات الغابة.


الكاتب : نور الدين الناصيري «و.م.ع»

  

بتاريخ : 18/06/2019