عقب دورة المجلس الإقليمي لبنسليمان : تفويت سيارة الإسعاف إلى إحدى الجماعات يثير الجدل

كشفت الدورة العادية للمجلس الإقليمي لبنسليمان المنعقدة يوم الاثنين 10 يونيو 2019 بمقر العمالة، عن استمرار بعض المسؤولين في مكتب المجلس في التسبب في بروز مشاكل تؤثر على التسيير وتؤدي إلى خلق الصراعات التي تعرقل التنمية بالإقليم، حيث لم تمر هذه الدورة دون أن تخلف ردود أفعال متباينة، وتثير جدلا لدى الرأي العام ولدى المتتبعين والمهتمين بتدبير الشأن العام، وصل حد القيام بتدوينات على صفحات الفايسبوك تتهم «مسلكيات» بعض الأعضاء خلال الدورة «الشيء الذي ستكون له تداعيات على مكونات وأداء المجلس الإقليمي»، كما وجه أحدهم شكاية إلى عامل الإقليم، وقرر البعض منهم اللجوء إلى القضاء وتقديم شكاية في موضوع الاتهام.
وحسب بعض المتتبعين لأشغال المجلس، فإن النقطة التي أفاضت الكأس هي التصويت بالأغلبية على قرار تفويت سيارة الإسعاف التابعة للمجلس الإقليمي لإحدى الجماعات بعد إنجاز اتفاقية مع هذه الاخيرة، حيث أثارت هذه النقطة نقاشا ساخنا بين النائب الثاني لرئيس المجلس والفريق المعارض المشكل من الأغلبية والمعارضة والذي أصبح يتحكم في زمام الأمور.» فقد حاول عضو المجلس الإقليمي (النائب الثاني للرئيس) الإبقاء على سيارة الإسعاف قريبة منه بتقديم اقتراح تفويتها إلى جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي العمالة أو إبقائها رهن إشارة عمالة الإقليم، لكن هذا الاقتراح تم التصويت عليه بالرفض»، في حين استند فريق المعارضة في تصويته على تفويتها إلى إحدى الجماعات «على كون سيارة الإسعاف المشار إليها كانت تستغل في القيام بحملات انتخابية بجماعة فضالات من طرف النائب الثاني لرئيس المجلس الإقليمي ، وهو بالمناسبة عضو معارض بنفس الجماعة حاليا وكان رئيسا لها في الولاية السابقة، حيث شوهدت (سيارة الإسعاف) مرارا وهي مركونة بالمركز القروي لفضالات على بعد 30 كلمترا من مقر المجلس الإقليمي، بعد أن خصص لها المعني تدوينة على صفحات الفايسبوك بمثابة إشهار تدعو ساكنة فضالات إلى الاستفادة من خدماتها «في خرق سافر للقانون» حسب مصادر من المجلس ، مضيفة بأن» الجماعة المذكورة تتوفر على سيارة الإسعاف، تقوم بتقديم الخدمات لساكنة المنطقة»، وقد اضطر المجلس الجماعي لهاته الجماعة إلى توجيه مراسلة في الموضوع إلى رئيس المجلس الإقليمي يستفسره فيها عن سر تواجد سيارة الإسعاف تابعة لنفس المجلس بتراب جماعة فضالات طيلة أيام الأسبوع وخلال السوق الأسبوعي دون تقديم الخدمات للمواطنين، مما اعتبره الفريق المعارض بالمجلس الإقليمي بمثابة « استغلال للنفوذ وللتفويضات التي منحت للمعني من أجل خدمة أجندة سياسية وانتخابية في الجماعة المذكورة»، وهي « ممارسات وسلوكات» غير مقبولة أقحمت المجلس الإقليمي في صراعات ضيقة مع جماعة فضالات، هو في غنى عنها بعد أن أساءت للمجلس الذي ينبغي أن ينأى بنفسه عن خلق مثل هذه المشاكل مع الجماعات الترابية المتواجدة بالإقليم، على اعتبار أنه مؤسسة دستورية له اختصاصات محددة في القانون التنظيمي للمجالس الإقليمية، الشيء الذي جعل المعارضة تتخذ قرار تفويت سيارة الإسعاف تفاديا لبعض الإنزلاقات التي تضع المجلس في حرج كبير ومحط تساؤل حول تدبيره لشؤون الإقليم « تقول المصادر ذاتها.
وللإشارة فإن النائب الثاني لرئيس المجلس الإقليمي لبنسليمان يجري التحقيق معه من طرف النيابة العامة باستئنافية البيضاء في موضوع «الخروقات والاختلالات التي عرفها التسيير في عهده بجماعة فضالات والتي سبق للفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن قامت بتحقيقات واسعة في شأنها مع الأطراف المعنية من خلال الاستماع إلى مقاولين وموظفين ومستخدمين وعمال وممونين… وهو الملف الذي ينتظر مآله الرأي العام المحلي، باعتبار تأثيراته المباشرة على ساكنة منطقة فضالات.


الكاتب : بوشعيب .ح

  

بتاريخ : 19/06/2019