بشأن ملف «ذبح البهائم وتسويقها» اجتماعات ماراطونية بالجديدة لتفادي «الاحتقان» بأسواق الإقليم

عرفت العديد من الأسواق القروية التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الجديدة، منذ الأسبوع المنصرم ، تطورات متلاحقة بشأن ما بات يعرف بملف ذبح البهائم وتسويقها، والتي تنذر بظهور الكثير من المشاكل والإكراهات التي قد يستعصي حلها على القائمين على الشأن العام بهذا الإقليم.

فقد طالب 12 مستشارا جماعيا بالجماعة الترابية أولاد حمدان، من أصل 17 ، بعقد دورة استثنائية في موضوع المجزرة، خصوصا بعد توصل ذات الجماعة برسالة من المكتب الجهوي للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية تخبرها فيها» أن المصالح البيطرية الإقليمية سوف تتوقف عن إجراء التفتيش الصحي البيطري للحوم بالمجزرة الجماعية المعنية ابتداء من 11 يونيو 2019 «على أساس أن» الحالة الراهنة التي توجد عليها المجزرة المعنية لا تسمح بإعداد اللحوم ولا تستجيب لشروط الجودة والسلامة الصحية المنصوص عليها في القوانين والنصوص التطبيقية الجاري بها العمل، وبالتالي تمثل خطرا على سلامة وصحة المستهلك»
ويوم الجمعة 14 من الشهر الجاري فوجئ المتسوقون الوافدون على السوق الأسبوعي «جمعة الحوزية» الكائن بتراب جماعة أولاد رحمون بعدم وجود لحوم حمراء بذات السوق، حيث احتج المتسوقون والجزارون على حد سواء على «قرار إغلاق» مجزرة سوقهم القروي وعبروا عن استيائهم من ذات «القرار» باعتباره «يضر كثيرا، بشكل مباشر، كلا من الكساب والجزار والزبون»، مطالبين، في نفس الوقت، «بأن يتم إصلاح المجزرة وتستمر عملية ذبح البهائم أمام أعينهم»، رافضين «أن يتم جلب اللحوم الحمراء من أي مكان آخر خارج السوق»، معبرين عن خشيتهم من احتمال تأثير ذلك على الاقتصاد المحلي، «خصوصا وأن رحبات بيع المواشي ستعرف كسادا غير مسبوق وستؤدي إلى بطالة أكثر اتساعا».
ويوم الأحد 16 من نفس الشهر عرف السوق الأسبوعي للجماعة الترابية أحد أولاد عيسى، حالة من الاحتقان بعدما عمدت السلطات المحلية مدعومة برجال الدرك والقوات المساعدة إلى منع المتسوقين من اقتناء اللحوم الحمراء التي لا تحمل تأشيرة المصلحة البيطرية الإقليمية، خصوصا بعد أن تحدى الجزارون «قرار» الـONSSA وقاموا بعملية ذبح البهائم بالمجزرة الجماعية في تعبير منهم عن «رفض الخضوع لجلب اللحوم الحمراء من خارج الجماعة».
ويوم الإثنين 17 يونيو اتخذت الاحتجاجات شكلا «عنيفا» بسوق جماعة اثنين هشتوكة، حيث تم الاعتداء على قائد المنطقة بعدما كان رفقة أفراد من القوات المساعدة في محاولة لمنع الجزارين من ذبح البهائم بمجزرة السوق، الأمر الذي تحول إلى حالة اعتداء أصيب على إثرها القائد وتم نقله إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة…
وقد شهدت عمالة الإقليم يوم الإثنين 17 يونيو عقب وقائع اثنين هشتوكة، حالة من الاستنفار الملحوظ من خلال اجتماعات ماراطونية مع رؤساء الجماعات والمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتوجات الغذائية وأمناء الجزارين، استمرت إلى غاية الساعة التاسعة ليلا، طالب فيها الجزارون بتمكينهم من المساهمة في عمليات إصلاح المجازر مهما كلفهم الأمر ذلك من جهد ومن وقت، وقد تمخضت هذه الاجتماعات – حسب بعض المصادر – عن تحديد أول أمس الثلاثاء 18 يونيو موعدا للشروع في تنفيذ خرجات إلى المجازر المعنية، من أجل تحديد جوانب الإصلاحات المطلوبة والشروع الفوري فيها خصوصا بعدما أشهرت الـONSSA نماذج من تصاميم تهيئة وتأهيل هذه المجازر…


الكاتب : عبدالكريم جبراوي

  

بتاريخ : 20/06/2019