جمهورية مصر العربية ضيف شرف المهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس

 

تتواصل فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس بتنظيم ثلاث ورشات، تخص السيناريو وصناعة الفيلم الوثائقي وإدارة التصوير، وذلك صباح كل يوم، وماستر كلاس مع كل من المخرج نور الدين الخماري حول تجربة الثلاثية الفيلمية يوم الثلاثاء، وتنظيم ندوة السينما العربية وسؤال الهوية التي نشطها الناقد السينمائي حسن نرايس، وأطرها الدكتور نور الدين الصايل، والأستاذ وليد سيف من مصر.
فيما شهد المركب الثقافي المنوني والقصر البلدي في ذات اليوم عرض ثلاث أفلام ضمن المسابقة الرسمية ويتعلق الأمر بكل من اللبناني « يوم ببيروت « والجزائري « دم الذئاب « والعراقي «تورن» فيما يتم عرض فيلمين مصريين « أرض الخوف « و « مولانا «.
هذا واختار المنظمون للمهرجان الدولي للفيلم العربي لمكناس جمهورية مصر كضيف شرف، وتم تكريم نجوم شاشتها بوسي ومحمود قابيل وعمرو سعد، الذين وشموا إسمهم من ذهب وذلك خلال حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي ترأسه عامل عمالة مكناس ، ورئيس الجماعة بها وسفير مصر بالمغرب، ورئيسي جماعة المشور الستينية ومجلس عمالة مكناس وشخصيات مدنية وعسكرية والممثلين من مختلف الدول العربية المشاركة. كما تم تكريم كل من الفنان والممثل القدير محمد مفتاح والجزائري سيدي أحمد أكومي. كما تم عرض أشرطة مقتضبة عن أعمال المكرمين، وتقديم شهادات في حقهم وما أسدوه من خدمات فنية حول أعمال كل واحد منهم.
وتميز حفل الافتتاح أيضا بإلقاء كلمة ترحيبية لرئيس المهرجان حسن الروخ ذكر فيها بسياق الفكرة / المشروع التي تم التحضير لها منذ مدة إلا أنه أجرأتها كانت تصطدم بغياب الدعم المادي، إلى أن احتضنتها جماعة مكناس. وفي ذات السياق ذهب رئيسها عبد الله بوانو وشرح للحضور البرامج الأربعة المتفق عليها مع الفنان إدريس الروخ، وهي الفيلم العربي، وفيلم مؤسساتي حول مدينة مكناس واتفاقية لدعم كل الفنانين الذين يريدون إنجاز أفلام بمدينة مكناس، ثم ملتقى للفنانين المنحدرين من مدينة مكناس. ودعا ضيوف المهرجان إلى شرب ثلاث سوائل من الأربع، مائه العذب وزيتونه الرائع وعصائره والسائل الرابع لمن يشتهيه وهنا ضحكت القاعة ( كون السائل الرابع الذي تعرف به مكناس هو النبيذ )
أما مدير المهرجان إدريس الروخ وفي معرض كلمته العميقة التي قسمها وهو يتحدث عن السينما وأدوارها النبيلة إلى كلمتين « نستطيع « و « يمكن « واستفاض فيهما قال : نستطيع أن نختصر المسافات ، ونستطيع أن نبحر في عمق الأحاسيس، من خلال السينما وبها نتطور- نتحول – نتنور- نتعرف على الآخر ، ونتعرف على الذي يشبهنا، وعلى الآخر الذي يرعبنا والآخر الآخر … الآخر الذي يجتنبنا، ونتعرف على أنفسنا، نتقابل مع عيوبنا ونتوقف لكي نتصالح مع ذواتنا. إنها السينما هذا العالم العجيب المليئ بالصور والنغمات والكلمات وشخصيات والفضاءات المليئة بنا والمليئة بكم.
و يمكن أن نحب بعضنا البعض ، يمكن أن نجلس في قاعة مظلمة تنورنا من الداخل وتبعد عنا التخلف وتطهرنا وتجعلنا أقرب إلى الحقيقة. وما الخيال في حقيقة الأمر إلى حقيقة نعيشها أو يعيشها الآخر، أو قد عاشها من قبل أناس لا نعرفهم ، نعم يمكن … يمكن أن نكون كلنا في مكان واحد لا يفرقنا الجنس ولا العرق ولا الدين ولا اللغة لا الحدود. نعم يمكن … يمكن أن نحلق على شاكلة الطيور، ونصبح سربا واحدا نصدح بصوت واحد ، نعم نحن العالم نحن واحد هي ذي السينما.
من جهتها أوضحت الرئيسة الشرفية للمهرجان الفنانة القديرة والوزيرة السابقة ثريا جبران أن فكرة المهرجان جاءت تعبيرا عن وعي عميق بالتحولات التي تشهدها الساحة السينمائية العربية من حيث اتساع آفاقها وتنوع أجيالها وتوجهاتها وتجاربها ومرجعياتها. وكذا ما باتت تعرفه الممارسة السينمائية المغربية من نضج وعمق وتجدر وما أصبحت تحققه من نجاحات تعود في جانب منها إلى حوارها الخصب مع المدارس السينمائية في العالم واستثمارها لتركمها القوي الغني الذي حققته السينما العربية في العقود الأخيرة داخل الوطن العربي وفي العالم.
هذا وأجمع أعضاء الوفد المصري عن سعادتهم بتواجدهم بالمغرب وبمكناس على وجه الخصوص بفضائها التاريخي والرمزي مشيدين بفكرة مهرجان الفيلم العربي متمنين له التوفيق والنجاح. وفي هذا الصدد قالت فراشة الشاشة المصرية « بوسي « أن إحساسها لا يتصور وهي موجودة بالمغرب وبمهرجان مكناس الذي يكرم السينما المصرية، التي تعتبر ذاكرة للتاريخ وللأحداث التي مرت بالأوطان، وأن لها الشرف أن تكون جزءا صغيرا من هذه السينما التي أعطتها الفرصة أن تتواجد في هذا الحفل البهيج، وتتعرف على مكناس وعلى فنانين من كل البلدان العربية وتتبادل الأفكار والتجارب وكل الذي يفزع والذي يسعد. ثم توجهت إلى الشباب قائلة أن المستقبل أمامه في عالم السينما لإمتاع الشعوب العربية لتكون مرآة لمجتمعهم ولأحاسيسهم، ويعتبر كل نجاح بداية لنجاحات آخرى، وأي تجربة غير موفقة ستكون مفيدة لهم أكثر من نجاحاتهم لتطوير عملهم . وفي ذات السياق حيى الفنان المصري الكبير محمود قابيل الشعب المغربي ومن خلاله كل الشعوب العربية وكل الفنانين العرب الموجودين في المهرجان والغائبين عنه، كما وجه تحية خاصة إلى كل من ساهم في نهوض السينما العربية وخاصة المصرية . فيما كشف الممثل الجزائري سيدي أحمد أكومي عن مشاركته في عمل مسرحي بمدينة مكناس خلال سبعينيات القرن الماضي بدعوة كريمة من عميد الفن المسرحي العربي الراحل الطيب الصديقي الذي اقتبس له منه مذكرة أحمق لنيكولا كولكوف مع « النقشة « التي تعتبر أول مونولوك درامي في مجال المسرح العربي والمغربي.
أما الممثل القدير محمد مفتاح فعبر بدوره عن سعادته وهو يكرم رفقة ثلة من نجوم الشاشة العربية والمصرية من طينة محمود قابيل وصافيناز مصطفى قدري ( بوسي ) والشاب عمرو سعد الذي صعد نجمه على الخصوص خاصة بمدينة مكناس التي قال أنه يعشقها.
وجدير بالذكر أن لجنة التحكيم التي تقديمها خلال حفل الافتتاح الرسمي للمهرجان تتشكل لجنة التحكيم بالإضافة إلى رئيسها المنتج والمخرج البحريني بسام محمد الدولي من الفنانة فاطمة خير والممثلة والمخرجة الجزائرية موني بران والمدير التنفيذي للمهرجان الدولي قاسم السليمي والمخرج والناقد السينمائي الفلسطيني عزالدين شلح .


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 20/06/2019