مارسيل خليفة يحيي جذوة النضال في النفوس ويعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة في المهرجان العالمي للموسيقى العريقة في دورته25

 

لم تكن السهرة التي أحياها الفنان اللبناني مارسيل خليفة بمنصة باب المكينة في اليوم الثالث من المهرجان العالمي في دورته 25 ،الذي انطلقت فعالياته يوم 14 يونيو ليستمر الى غاية 22 منه، تحت شعار»فاس في ملتقي الثقافات» برعاية جلالة الملك محمد السادس والذي تنظمه مؤسسة روح فاس، سهرة عادية، لقد كانت ليلة مميزة في تاريخ المهرجان، حيث ضاقت رحاب الحفل الكبير بالجماهير المغربية التي هبت من كل المدن كل المدن، لتعيش لحظات لا تنسى، مع هذا الفنان الملتزم بقضية نضال الشعب الفلسطيني الذي يطمح إلى تحقيق دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية تعيش إلى جانب إسرائيل في جو يطبعه الوئام والتسامح. لقد أيقظ مارسيل جذوة الحماس الذي كاد يخبو في العالم العربي حول القضية الفلسطينية نتيجة مخطط سياسي غير عادل تقوده الولايات المتحدة الأمريكي.
الجمهور المغربي ردد مع الفنان مارسيل خليفة أغلبية أغانية الملتزمة، وازداد حماسا عندما أدى الأغنية الملتزمة الرائعة التي حركت ولاتزال تحرك وجدان الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط، وأنا أمشي وكذا أحن إلى خبز امي ويا بحرية وحبيبتي غيتا وجنسيتي تسقط جواز سفريوغير ذلك من الأغاني التي يحفل بها ريبيرتواره الموسيقي، فصدحت النساء بالزغاريد ورقص الشبان والشابات على الإيقاعات الموسيقية التي أعطت نكهة خاصة لإشعار محمود درويش.
مارسيل خليفة الذي انبهر بمدينة فاس العتيقة مدينة 12 قرنا التي زارها رفقة جوقه، هذه المدينة التي تتفاعل مع الحضارة العصرية، فناشد المسؤولين والمنتخبين للمحافظة على هذا الإرث الإنساني التليد، وبالإضافة للأغاني الملتزمة التي أداها ببراعة، كان الفنان ملتزما مع روح المهرجان الذي يحتفي بالموسيقى العريقة، حيث عزف بعوده الرنان قطعة موسقية صامته من ألحان ابنه رامي العازف الماهر على آلة البيانو، والذي درس الموسيقى بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية حيث تفاعل الجمهور مع إيقاعاتها المتنوعة، والتي تؤدى في الكنائس بمناسبة الأعياد المسيحية ببيروت وغيرها من العواصم العالمية، وصاحبتهم في ذلك مجموعة من العازفين المهرة، المعزوفة تحت عنوان طانكو في عيون حبيبتي ..
الجدير بالذكر أن مارسيل خليفة ازداد في شمال بيروت في أسرة مسيحية مارونية، وعاش وسط الفلاحين والصيادين والغجر في جو إسلامي مسيحي، وهو يعتبر نفسه عربيا فلسطينيا في فلسطين، اعترفت به مؤسسة اليونيسكو فنانا ملتزما بالتراث الموسيقي، أغانيه تمتح من التراث الموسيقي المتنوع وينأى بنفسه عن كل إغراء أصولي، واستطاع أن يرقى إلى العالمية وأن يجعل من قصائد الشاعر محمود درويش دررا موسيقية خالدة وبذلك يحظي بتقدير واحترام في العالم العربي.
وفي ختام السهرة اقتربت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» من عدة شرائح من شباب وشابات ورجال ونساء لاستمزاج أرائهم حول السهرة الفنية التي أحياها الفنان مارسيل خليفة، حيث أجمع الكل على أنهم عاشوا لحظات في حياتهم لا تنسى رغم مشقة عناء السفر التي تكبدوها من مدنهم إلى فاس وأكدوا أن اللجنة المنظمة للمهرجان توفقت في هذا الاختيار.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 21/06/2019

أخبار مرتبطة

  تستضيف مدينة أيت ملول، ولاية أكادير فعاليات الدورة السادسة عشر لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير من 21 إلى 25

  شهدت إحدى قاعات فندق بالدار البيضاء، مساء يوم الجمعة 29 أبريل الماضي، ندوة صحفية من تنظيم مؤسسة الفنون الحية،

أطلقت المطربة المغربية الشابة عواطف زمرد « الراطون «، جديدها الغنائي بعنوان» ترللي» فديو كليب حصريا على قناتها الرسمية اليوتوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *