«لبابة المراكشية» تكرم  محمود الإدريسي، أحمد وهبي وعزيزة ملاك بسطات : محمود الإدريسي:رفضت دعوة بليغ حمدي للهجرة الفنية إلى مصر بحضور سميرة سعيد 

في حفل حضرته وجوه فنية وإعلامية ومحبو الأغنية المغربية الأصيلة، تم تكريم بسطات السبت الماضي الفنان القدير محمود الإدريسي والشاعر الغنائي أحمد وهبي والفنانة عزيزة ملاك، وأيضا الاحتفاء بالمرأة الفلاحة ودورها في المجتمع على كل الأصعدة، تم كذلك تكريم حكيمة بارودة بنت قبيلة أولاد سعيد، رئيسة الجمعية الجهوية بجهة الدارالبيضاء سطات للمرأة الفلاحة من طرف جمعية لبابة للإبداع والتنمية والتواصل الأدبي والفني، وهي الجمعية التي أتت من مراكش إلى عاصمة الشاوية لتكريم هذه الأسماء الرائدة، والتي أثرت بعطاءاتها الفنية الخزانة الوطنية .
الشاعرة والزجالة فاطمة المعيزي التي نشطت فقرات هذا الحفل التكريمي، والذي عرف قراءات شعرية لعدة شعراء والاستماع والاستمتاع بصوت الفنان القدير محمود الإدريسي في أغنية من كلمات الشاعر المحتفى به أيضا أحمد وهبي والفنانة القديرة عزيزة ملاك، باسم جمعية لبابة للإبداع والتنمية والتواصل الأدبي والفني، استحضرت فاطمة المعيزي عطاءات المحتفى بهم والدور الذي قاموا به لصالح الأغنية المغربية، واعتبرت أن هذا التكريم هو عربون محبة واعتراف لهذه القامات الفنية التي أبدعت في نكران الذات، وكانت تتعامل كما الرواد مع هذا الحقل الفني والإبداعي كرسالة مجتمعية لتربية الذوق وخدمة الوطن.
محمود الإدريسي سلط الضوء في كلمته بالمناسبة على واقع الأغنية المغربية اليوم الذي لا يسر الناظرين والمستمعين، ولاحظ أن هناك قطيعة حقيقية بين الرواد والجيل الجديد، مستثنيا أسماء تحرص على خدمة الأغنية المغربية، ولاحظ محمود الإدريسي أن الأغنية المغربية الحالية هي ليست مغربية بقدر ماهي خليجية،»جميل – يضيف الإدريسي – أن يتم احتضان الشباب، لكن هذا لا يعني ذلك إهمال الرواد الذين أنتجوا آلاف الأغاني الجميلة الهادفة والوطنية، إذ كانت إنتاجاتنا – يضيف – تحت مراقبة لجنة الكلمات ولجنة خاصة بالألحان، الشيء الذي لم يعد قائما اليوم «.
وحمل المسؤولية في ذلك للإعلام الذي لا يحتوي على مختصين في المجال الفني، مما جعل الرواد اليوم يعيشون حالة إحباط.
وكشف رئيس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، أنه تمت مراسلة جلالة الملك محمد السادس في هذا الشأن الذي يرعى الفن والفنانين، وسجل الإدريسي أن هناك التفاتة مولوية لهذا المجال، حيث سجلنا إصلاحات على مستوى حقوق المؤلفين، كما أنه ستكون هناك التفاتة لهؤلاء الرواد في الإذاعة والتلفزة المغربية عما قريب.
وكشف، أيضا، أن المغرب زاخر بالألوان والإيقاعات الفنية، والتي لم نستوف 10 في المائة من ذلك عن طريق البحث، داعيا الشباب إلى مواصلة البحث لخدمة الأغنية المغربية. وأوضح محمود الإدريسي أن الرواد كانوا متعصبين ومتشبثين بالأغنية المغربية، إلى درجة أن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله كان يثني على تعلقنا وتشبثنا بأغنيتنا المغربية، وقد كنت قريبا من جلالته – يشرح الفنان القدير محمود الإدريسي – وكان يقول لي جلالته،»تبارك الله عليك على هذا التعصب والروح الوطنية اللي فيك تجاه الأغنية المغربية»، وكان يحترم كثيرا أولئك الذين رفضوا الهجرة إلى الخارج، وبأمر من جلالته ذهبت إلى مصر لتسجيل أغنية من كلمات الطنجاوي، وكان من المفروض أن يلحنها محمد عبد الوهاب، لكنه سافر إلى فرنسا للعلاج، حيث اختير محمد الموجي لهذه المهمة.
وأضاف محمود الإدريسي أنه رفض تلبية دعوة الموسيقار بليغ حمدي الذي عرض عليه الذهاب إلى مصر بحضور الفنانة سميرة سعيد .
الشاعر الغنائي أحمد وهبي سلط في كلمته الضوء على مسيرته الفنية من خلال العديد من القطع الغنائية التي أداها فنانون مغاربة.
وأوضح أحمد وهبي أن الفن رسالة نبيلة، وبالتالي على كلمات الأغنية أن تساهم في الرقي بالذوق العام، ومعالجة قضايا المواطنين والوطن في مختلف المجالات.
وعبر الشاعر الغنائي أحمد وهبي عن أسفه الشديد لما وصلت إليه الأغنية المغربية اليوم، حيث أصبحنا نسمع الكلام الساقط باسم الفن، في الوقت أن ما نسمعه لا علاقة له بالفن لا من قريب ولا من بعيد، ووصف الأغنية الحالية أنها مجرد ضجيج في ضجيج .
الفنانة عزيزة ملاك شددت في كلمتها بالمناسبة على واقع الأغنية المغربية اليوم الذي شكل قطيعة مع الزمن الجميل، وذكرت بالرواد وعطاءاتهم والتعاون الذي كان يجمع الفنانين كل ذلك لخدمة الأغنية المغربية.
وشددت الفنانة عزيزة ملاك على أهمية إعادة الاعتبار للأغنية المغربية ولروادها أيضا.
حكيمة بارودة المحتفى بها هي الأخرى شددت على مكانة المرأة المغرببة، خاصة القروية في الحقل الفني المغربي وما أعطته في هذا المجال، وكانت تستوحي أغانيها من الطبيعة ومن الفضاء التي تعيش فيه، مذكرة في هذا الاتجاه بالعديد من الأسماء الفنية التي ترعرعت في البادية، وكان لها كعبها العالي في الأغنية المغربية وفي كل أصناف الفنون الإبداعية الأخرى.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 24/06/2019

أخبار مرتبطة

يخلد 21 أبريل من كل سنة يوم الإعلام العربي بموجب القرار الصادر عن الدورة 46 لمجلس وزراء الإعلام العرب، وذلك

أكثر من 87 % يرون أن المحتوى التافه يحظى بأكبر قدر من الانتشار على منصات التواصل الاجتماعي     كشف

من المنتظر انطلاق فعاليات مهرجان ابداعات سينما التلميذ في نسخته الخامسة دورة المخرج والمنتج بوشتى الإبراهيمي ، في إطار انشطتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *