المشاكل التنظيمية تعذب الجمهور المغربي بالقاهرة : المنتخب الوطني يخطف فوزا ثمينا بمساعدة خصمه الناميبي

 

عانى الجمهور المغربي ساعات قبل انطلاق مباراة المنتخب الوطني ونظيره الناميبي، التي احتضنها ملعب السلام أول أمس الأحد، من تداعيات سوء عملية التنظيم التي أحاطت بولوج الملعب. فقد اضطر المئات من مشجعي المنتخب الوطني إلى قطع مسافات طويلة جدا مشيا على الأقدام تحت أشعة شمس حارقة وحرارة مرتفعة، بسب رفض المنظمين السماح لهم بولوج الملعب عبر البوابات المسجلة أرقامها على تذاكرهم، وتحويل وجهتهم لبوابات أخرى.
وكان الجمهور وفي كل مرة يصل لبوابة من تلك البوابات، يطلب منه تحويل وجهته لبوابة أخرى، وهكذا دواليك إلى أن تدخل ضابط في الأمن، والجريدة عاينت الواقعة، وأمر بالسماح للجمهور المغربي بولوج البوابة رقم أربعة ليتم حل المشكل، ولكن بعد ساعات من العذاب الحقيقي.
وازاد عذاب الجمهور وارتفعت معاناته والمباراة تنطلق، وشوطها الأول يمر بسرعة دون أن يتمكن المنتخب الوطني من تسجيل أي هدف، بالرغم من سيطرته على مجريات اللعب. ومع ذلك، ظل الجمهور يؤمن بقدرة اللاعبين على صنع الفارق، ورغم حرارة الجو لم يهدأ من تحفيز وتشجيع اللاعبين.
ومع مرور الوقت، وفشل لاعبي هيرفي رونار في التسجيل وفي تجاوز المتاريس الدفاعية لمنتخب ناميبيا، زادت معاناة الجمهور خصوصا مع ارتفاع حرارة الجو وغياب الماء بسبب إغلاق مقاهي وومحلات بيع الأكل والمشروبات في الملعب لأسباب غامضة.
ولم تنفرج “ الأزمة” إلا بعد انطلاق الشوط الثاني، حيث بادر المنظمون إلى استقدام شاحنات تحمل قنينات الماء وتوزيعها بالمجان على الجمهور، الذي تغلب على عطشه وانتظر فك أزمة عانى منها خط هجوم الفريق الوطني، وجعلت “ نجومه” الكبار يعجزون عن التسجيل.
وخلال الشوط الثاني، ومع دخول بوفال، تغيرت طريقة لعب المنتخب الوطني، وبدا أكثر اندفاعا للهجوم وأكثر حضورا في مربع عمليات منافسه الناميبي. وتنبأ الجمهور بقرب انفراج الأزمة لكنه انتظر طويلا وتحديدا إلى الدقيقة الأخيرة، حيث ارتطمت كرة سددها حكيم زياش، من ضربة خطأ، باللاعب الناميبي إيتامونوا كيميوني، وتحولت وجهتها إلى داخل مرمى فريقه، معلنة عن هدف التفوق لفائدة المنتخب الوطني المغربي.
فوز أنسى الجماهير الحاضرة كل أشكال المعاناة وأدخل البهجة لقلوبها، خاصة أن الجميع اعتقد أن الحظ عاكس مرة أخرى الفريق الوطني كما فعلها معه في مونديال روسيا، حين استقبلت مرماه هدفا قاسيا في اللحظات الأخيرة من مباراته أمام إيران، ليعود الحظ نفسه ليعلن عن تصالحه مع منتخبنا الوطني ويهديه هدفا لم يسجله مهاجموه طيلة 88 دقيقة، وليحل مكانهم في التسجيل لاعب ناميبيا عن طريق الخطأ.
بعد تسجيل الهدف، وبعد أن عاتبوه وانتقدوا طريقة لعبه طيلة المباراة، أبدى الجمهور المغربي تعاطفا خاصا مع اللاعب امبارك بوصوفة، الذي ارتمى على الأرض متأثرا وسعيدا بهدف الفوز، بل وبعكس ما كان ينتظره الجمهور تم اختيار بوصوفة أفضل لاعب في المباراة، التي قال عنها إن الأهم فيها هو الفوز وليس الطريقة أو الأسلوب.


الكاتب : مبعوث الجريدة إلى القاهرة: عزيز بلبودال

  

بتاريخ : 25/06/2019