كان يوم السبت الماضي مشهودا بصم على حدث موسيقي وفني بمدينة أكادير، لن ينساه الجمهور أبدا والذي حج من مختلف الأعمار إلى مسرح الهواء الطلق بأكَادير، للإستمتاع بلوحة موسيقية وفنية متكاملة بقيادة “المايسترو»الأمازيغي السوسي خالد البركاوي،الذي أبدع واجتهد في تقديم هذا الطبق الموسيقي والغنائي في صورة رائعة أبهرت الجمهور.
فلأول مرة في تاريخ الأغنية المغربية والعالمية يتم جمع 80 موسيقيا وفنانا عصريا وتقليديا التحموا فوق خشبة واحدة، في أول أوركسترا فيلارمونية أمازيغية، ضمت جميع الألوان الغنائية والموسيقية وجميع الآلات الموسيقية العصرية والتقليدية. كما ضمت مغنيين مشهورين في الغناء الأمازيغي السوسي مثل: الفنان علي شوهاد، والفنانة فاطمة تيحيحيت والفنان حميد انزراف والفنان علي فايق والفنان هشام ماسين والفنانة زهيرة ياسين.. فضلا عن مشاركة مجموعة من الإناث والذكور أدوا بطريقة بديعة «الكورال» حين رددوا الأغاني الأمازيغية المؤداة بإتقان وفنية من طرف الفنانين المذكورين.
إنها لحظات ولا أروعها عاشها الجمهور السوسي، ليلة يوم السبت 15 يونيو 2019، حيث امتلأت جنبات مسرح الهواء الطلق بكاملها في مشهد رائع قلما تكرر إلا في السهرات الفنية الكبرى واللقاءات الفنية المتميزة التي بصمت على حضور فاق كل التوقعات.
بيد أن ما ميز جمهور اللقاء الموسيقي هو نوعيته وعدده، فقد كان بحق جمهورا نخبويا ذواقا من عشاق الموسيقى الصامتة وعشاق الأغاني الموسيقية الرائعة التي سبق لهؤلاء الفنانين أن اتحفوا بها الجمهور السوسي في ألبومات غنائية وأشرطة موسيقية سبق أن تعرف عليها الجمهور لثلاثة عقود من الزمن.
هذا، وجمعت هذه التجربة الأولى من نوعها وطنيا ودوليا، أكثر من 80 موسيقيا على خشبة مسرح واحد، يتقدمهم أشهر المغنين والمغنيات الأمازيغ، بقيادة المايسترو خالد البركاوي، عضو مجموعة إينوراز الأمازيغية والذي يعد أشهر العازفين والمبدعين في مجال الإيقاع الأمازيغي، بحيث تعود لهذا الفنان له فكرة إنشاء أوركسترا فيلارمونية أمازيغية تم التحضير لها لعدة أسابيع وتم عرضها مؤخرا على خشبة مسرح الهواء الطلق وفق مواصفات بيداغوجية معروفة في الموسيقى العالمية خاصة في مجال الأوركسترا الفيلارمونية، مع إضفاء لمسة أمازيغية عليها، وذلك عن طريق دمج عدد من الآلات الموسيقية العصرية (بيانو، كمان، قيتار)، إلى جانب الآلات الوثرية التقليدية خاصة آلتي «الرباب” و”لوطار” و”الناي” وآلات إيقاعية عصرية وتقليدية، فضلا عن آلات أخرى عصرية لا تستعمل عادة إلا في الأوبرا.
هذا، وتم تقديم الأوركسترا الفيلارمونية الأمازيغية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى، وذلك في إطار الإنفتاح على الأنماط الموسيقية العالمية، لذلك نظمت جمعية إنوراز للموسيقى، هذا الحدث الموسيقي الكبير بدعم من المجلس الجماعي لأكادير ووزارة الثقافة ومجلس جهة سوس ماسة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمجلس الجهوي للسياحة بسوس ماسة.