النيران تحرق مخيم «أفارقة أولاد زيان» عن آخره بدرب السلطان

 

أتت النيران في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد 30 يونيو 2019، على مخيم المهاجرين الأفارقة الذين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، قبالة المحطة الطرقية أولاد زيان بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء. حريق جديد، يأتي لينضاف إلى سلسلة حرائق سابقة روّعت المنطقة وأدت إلى تسجيل خسائر مادية، اندلعت نيرانه على إثر خلاف نشب بين مهاجرين ينحدرون من غينيا كوناكري، على غرار صراعات وخلافات جرت أطوارها بين عدد من المهاجرين من جنسيات مختلفة مرات عديدة، وسرعان ما تطورت الأمور إلى مواجهات، استعملت فيها العصي وغيرها من «الأدوات» لمطاردة المتصارعين بعضهم البعض.
وأفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن بعض المتنازعين فيما بينهم أضرموا النار التي انتشرت ألسنتها بسرعة البرق، وارتفع لهيبها عاليا بعد أن طالت قنينات غاز البوطان، أكثر من 50 قنينة، التي انفجرت وحولت المكان في لحظات إلى قطعة من لهيب أتت على كل شيء، وكان من الممكن أن تترتب عنه تبعات وخيمة في الأرواح لولا الألطاف الإلهية.
حادث آخر يتم تسجيله على مستوى هذا المخيم، الذي يفتقد لأدنى الشروط الإنسانية، إذ صار عنوانا على امتهان الكرامة، وتسبب في وقوع مواجهات بين الساكنة وعدد ممن يأوون إليه، ولم تنفع الشكايات والمطالب المرفوعة بتغيير وجهة المهاجرين نحو فضاء آخر يتوفر على ظروف العيش الكريم، إلى حين تسوية الوضعية القانونية لهؤلاء المهاجرين أو اختيارهم لوجهة أخرى نحو الضفة المقابلة، وهو ما جعل المنطقة تعيش على إيقاع الحرائق المتتالية والجرائم المختلفة، فضلا عن الممارسات الشائنة التي يعاينها الجميع صباح مساء وتزكم روائحها الأنوف؟
ليلة السبت الأحد، كانت عنوانا على الحرائق، إذ اندلعت النيران بسطح منزل بحي السمارة بنفس العمالة، وتصاعدت ألسنة اللهب التي تأججت أكثر فأكثر مع انفجار قنينتي غاز البوطان، الأمر الذي تسبب في خلق حالة من الذعر في أوساط السكان المجاورين لمكان الحادث.
ورجحت مصادر الجريدة أن يكون السبب الذي أدى إلى الحريق ، شمعة كانت تستعمل بغاية الإنارة في إحدى البراريك التي يحتضنها سطح المنزل، حيث يعيش شخص متقدم في السن، حيث»غافلته» وسقطت أرضا فانتقلت النيران وسرت في كل مكان، وطالت «براكتين» مجاورتين، وكان من الممكن أن يتسبب الحريق في خسائر أكثر فداحة لولا تجند السكان وتدخل رجال الإطفاء الذين عملوا على تطويق ألسنة اللهب وإخمادها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 01/07/2019