كارثة إنسانية تجري في صمت .. 50 مليون طفل اقتلعوا من بلدانهم بسبب الحروب والفقر

 

أصدرت منظمة اليونسيف تقريرا يتضمن أرقاما صادمة حول عدد الأطفال في العالم الذين أجبرتهم الظروف على الهجرة من أوطانهم.
وجاء في التقرير أن ما يزيد عن 28 مليون طفل أجبروا على ترك بلدانهم نحو ملاجئ أخرى بسبب الحروب وأعمال العنف، ينضاف إليهم أزيد من 20 مليون طفل آخرين هاجروا لأسباب أخرى على رأسها الفقر والحاجة، وفي المجمل فإن ما يناهز 50 مليون طفل اقتلعوا من أوطانهم ووجدوا أنفسهم مجبرين على العيش تحت سماوات أخرى.
ويشير تقرير اليونسيف أن البحث عن ملاذات آمنة بسبب انتشار الحروب وأعمال العنف، لا يكون في الغالب أمرا سهلا أو متاحا، فأغلب المهجرين يقعون في أيدي المهربين أو يسلكون طرقا غير آمنة مضحين بأغلى ما يملكون، حياتهم.
وعدد التقرير المآسي التي يتعرض لها الأطفال المهجرون، حيث أنهم بسبب سنهم وهشاشتهم، يصبحون عرضة لمختلف أشكال الاستغلال الجنسي والاستعباد وغيرها من الأفعال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ناهيك عن التمييز الذي يعانون منه بسبب اللون أو الدين أو الانتماء العرقي. وتسجل منطقة البحر الأبيض المتوسط أعلى الأرقام المتعلقة بالأطفال المهجرين، كما أنها المنطقة التي خلفت ولاتزال أكبر عدد من المآسي الإنسانية، ويعود ذلك بالأساس إلى أنه على المتوسط تطل العديد من الدول التي، بسبب ظروفها الداخلية، اضطر أطفالها، مع عائلاتهم أو لوحدهم، إلى الهجرة، وتأتي سوريا على رأس هذه الدول، حيث تشير الأرقام إلى أن هناك مليونان و 200 ألف طفل سوري لاجئ أغلبهم وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط، تأتي بعدها دول تعرف بدورها العديد من الاضطرابات مثل أفغانستان العراق أرتيريا نيجيريا وغامبيا.
وأغلب هؤلاء الأطفال يصلون إلى أوروبا لوحدهم، ففي إيطاليا مثلا، سجل تقرير اليونسيف أن 92 في المائة من الأطفال الذين حلوا بهذا البلد سنة 2016 كانوا بدون مرافقين، وفي ألمانيا طلب حوالي 261 ألف طفل حق اللجوء السنة الماضية.
وحسب اليونسيف فإن الحروب والصراعات الداخلية على رأس الأسباب التي تدفع بالأطفال إلى البحث عن ملاذ آخر وذلك بنسبة 84 في المائة، تأتي بعدها الأسباب الاقتصادية بنسبة 14 في المائة. هذه المأساة الإنسانية وغير المسبوقة التي تجري في صمت، دفعت اليونسيف إلى إصدار هذا التقرير لإثارة انتباه الحكومات والمجتمع الدولي، الذي يبدو أنه، ولحد الساعة، غير مهتم بها.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 02/07/2019