شمس

سكينة حبيب الله ان كل شيء على مايرام،
إلى أن ضرب الضوء قلبي
فانكشف خط الصمغ الدقيق
الغبار الكثيف
وبصمات الأيدي المودعة
على النافذة الوحيدة المغلقة،
فصار الثمن الملصق عليه
مبالغا فيه
وانتبه الجميع الى الصفقة الخاسرة.

****
رغم ذلك كله،
قمتِ بعمل طيب أيتها الشمس
صار بوسع جذور الشجرة
البارزة في رسغي أن تخضر
مسهلة الطريق على الحطّاب.
كما أن الأيام الرطبة التي أزعجت رائحتها كل من دخل حياتي
بات بإمكانها أن تخرج الى الحديقة
كي تلعب مؤقتا دور الفزاعة
على حبل الغسيل
رفقة ثيابي القديمة،
وترعب أطفال الحي.

****
الآن
هل أنظر الى الساعة بقلق وأقول إني أترقب وصول شخص ما؟
أتثاءب وأخبرك بأن علي أن أنام؟
أشد على يديك بلطف، وأطلب منك إقفال القلب جيدا بعد أن تغادري؟
ماهي الطريقة المهذبة لإخبار الشمس بأن وقت الزيارة قد انتهى
لا أعرف.
سأقول لكِ بأن العين التي سالت طوال الطفولة
جفت تماما بفضلك،
كما أن الكلمة التي سببت كل هذا الألم
قد انفجرت أخيرا
وليس عليك أن تقلقي
فأنا لن أبتلع الصديد
بل سأبصقه في قصيدة
قبل أن أضمد مكان الجرح بلساني، إلى أن يتحول الى صمت طويل
سأتكلم كثيرا
وقد أفشي قبرا أو اثنين،
لكن افهمي من فضلك بأن عليك أن تعجلي بالذهاب،
لأنعم مثل نطفة بالظلام الكامل
حيث زر»
على مرمى اليد،
وإعادة الحياة إلى اللقطة الأولى
هي التسلية الوحيدة.

****
أنتِ أيضا
لا تستطيعين إطفاء نفسك لبعض الوقت
أنتِ أيضا
لم يمنحك أحد عينيه
لأكثر من ثوان معدودة.
انتِ أيضا
لا تعرفين لمن تخبئين كل هذا الدفء.
لا، ليس عليك أن تذهبي الى أي مكان
بإمكانك أن تمكثي معي
ربما نتقاسم معا هذا البيت،
ثمة وحدة هائلة تتسع لي ولك
لسن مذنبة في أي شيء،
فالقلب الذي رخص
ربما كان رخيصا منذ البداية.


الكاتب : سكينة حبيب الله

  

بتاريخ : 12/07/2019