بالمباشر: لأجلك سيدتي، ترفع قبعات التقدير والاحترام

عزيز بلبودالي

هل كنا نحتاج لهذه المناسبة والعالم يحتفي بالمرأة، لنرفع من جديد قبعة الاعتراف بما حققته المرأة المغربية من إنجازات في الرياضة، ليس في الموسم الحالي أو الذي سبقه، وإنما على طول المسيرة الوطنية منذ سنوات خلت؟ إنجازات مكنت المرأة الرياضية المغربية من تحطيم كل الطابوهات وتسجيل اسمها كرقم صعب إلى جانب الرجل الرياضي، رغم الإكراهات والصعوبات التي واجهتها منذ البدايات الأولى لولوجها عالم الرياضة، مع الرائدات الأوائل اللواتي طواهن النسيان رغم أنهن أسسن للبدايات الأولى للطريق الطويلة ولكل الإنجازات التي تم تحقيقها، حيث لم تكتف البطلات المغربيات بالتنافس عربيا وقاريا، لكنهن نافسن على أعلى المستويات العالمية وحققن التفوق رغم تفاوت الاهتمام والإمكانيات، وأصبحن نموذجا للنساء في عدد من البلدان.
اليوم، وأمس وغدا وعلى طول أيام السنة، نحن ملزمون باستحضار ما تحققه المرأة المغربية من إنجازات، ومطالبون في نفس الوقت بإعادة التذكير بما تعانيه المرأة الرياضية من إكراهات عديدة تعرقل طموحها.
لك نرفع قبعة التقدير والاحترام.. لك منا أجمل وردة سيدتي.. كنت ومازلت المكافحة، المناضلة، المتحدية، المغامرة، الجريئة، الوفية والمخلصة لقيم الرياضة، لك ترفع القبعات وتهدى الورود.. تستحقين بكل تأكيد التفاتة الوطن، فأنت من تحدى أصعب شروط الممارسة الرياضية في بلد لايزال غير قادر على التخلص من كل الثقافات الذكورية المتزمتة، ومع ذلك نجحت سيدتي في تتويج رياضتنا بأغلى الميداليات والبطولات، رافعة راية المغرب في كل المحافل العالمية.. لأجلك، أرفع القبعة..ولأجلك أعيد نشر هذه الكلمات..
أجمل النساء أنت سيدتي المرأة المغربية..
أجمل النساء أنت سيدتي الرياضية..
كل التحية، كل التقدير لك سيدتي، تحديت الصعوبات، قاومت الأعاصير، واجهت العراقيل، واقتحمت مجالا كان من الأليق أن يفرش أمامك بالورود، صنعت لك مكانا فيه، واجتهدت وثابرت وعرقت لتقولي هذه أنا.. المرأة الرياضية وما تستطيع إنجازه.
أنت الأجمل، ألست أنت سيدتي، من نجح في تجاوز كل المشاكل وكل الإكراهات وكل العقول المعقدة المتحجرة، ألست أنت سيدتي من تحدى مجتمعا لا تزال رؤيته ونظراته قاسية رافضة ومترددة في التحاقك بالميدان الرياضي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة في العالم العربي والإسلامي التي فازت بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس سنة 1984؟
ألست أنت سيدتي أول ربانة قادت طائرة في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة مظلية في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول مدربة لكرة القدم في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول مدربة لألعاب القوى والسلة في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة تترأس فريقا لكرة القدم في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة تقتحم عالم التحكيم الكروي في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة في العالم العربي تشارك في رالي دكار للسيارات؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة اقتحمت رياضة ألعاب القوى في العالم العربي؟
ألست أنت سيدتي أول امرأة كفيفة تعلم فنون الحرب في العالم بأسره؟
ألست أنت سيدتي أول حكمة دولية في العالم العربي والإفريقي في الاتحاد الدولي لرياضة التكواندو؟
سيدتي الجميلة، أنت رائعة روعة إنجازاتك، بطولاتك، ألقابك.
نعم، لن يكون للرياضة الوطنية طعم ولا رونق بدون روح جمالك وبهائك.
هو الجمال جمال إبداعاتك، إنجازاتك، ألقابك وبطولاتك، هو ذا الجمال الحقيقي الذي يعلو في الأهميّة عن الجمال الخارجي.
الجمال؟ لا يمكن بتاتا أن يتفق اثنان على معنى واحد لمفهوم الجمال، لكننا بكل تأكيد، لن نختلف حول جمال ما قدمته وما تقدمينه اليوم من نتائج مبهرة تجعلنا عاشقين متيمين بك سيدتي الرياضية الجميلة.
سيدتي، دمت ودامت إنجازاتك وبطولاتك مصدر إعجابنا وفخرنا.
واصلي، ثابري، ننتظر منك سيدتي أكثر مما منحتِه لنا، سنكون، نعم، غير قنوعين، سنطمع في المزيد، وكيف للمحب العاشق أن يرضى إلا بالمزيد؟
دمت جميلة سيدتي الرياضية..دمت متألقة بطلة في مجتمع، للأسف، عيونه لا تزال غير قادرة على رؤية الجمال!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 08/03/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *