كورونيات..

جواد شفيق

2- أبطال من ذهب

سادت العادة أن نطلق هذا التوصيف على كل مغربي أو مغربية يحقق في مجال عمله إنجازا أو ينال جائزة أو سبقا أو ميدالية أو شهادة . و العادة أيضا أن هؤلاء عندنا كما عند غيرنا هم أفراد قلائل لا يجود الزمان بهم إلا لماما.
في تاريخنا الوطني أبطال و أبطال ، حتى إن لنا «أبطال بلا مجد « كما كتب المهدي بنونة، و لنا أيضا «أبطال من ورق «
و نحن اليوم في عزلتنا / أعشاشنا ، حاضنون لأرواحنا و فلذات أكبادنا ، نمارس التعقيم كما لم يمارسه أحد ، و نعيد التوازن لتغذيتنا و نظافتنا ، و نعيد تركيب شريط حياتنا، آمنين مطمئنين من جهة قرب دولتنا منا ، و خائفين متوجسين من أن يلحقنا كورونا..
و نحن هكذا حالنا ، سيكون من باب الاعتراف و الامتنان و التقدير و رد بعض الجميل أن نقف لنحيي و ننحني بإكبار و خشوع و إجلال أمام «أبطال الجائحة»…
هؤلاء الذين لم يشملهم الحجر الصحي و لا استفادوا من حالة الطوارئ الصحية ..و صاروا مطلوبين في عملهم أكثر من أي كان و أكثر من أي زمان.
هؤلاء الذين يرابطون في المكاتب و الإدارات و الشوارع و الطرقات و المستشفيات و المصحات و الصيدليات و المختبرات .
هؤلاء الذين يسهرون على توفير الأمن و الأمان و النقل و الاتصال و التعليم و الغذاء و الدواء و الاستشفاء و الوقود و الماء و الكهرباء ، و الأنباء …
وكثير خدمات، و أشياء …
هؤلاء الذين يجمعون قمامتنا و ينظفون و يعقمون مدننا ،
هؤلاء الذين يحرسون و يحمون مملكتنا وسلامتنا و ممتلكاتنا ،
هؤلاء المسؤولون في كل مستوياتهم ، و الموظفون و الأعوان و المتطوعون،
هؤلاء الذين يخططون و يوجهون ..
هؤلاء الذين يقررون ويفتون بما يفيدنا ويقينا و يحمينا( رغم أنف تنطع أو جهل أو عدمية بعضنا ) .
هؤلاء الذين يضمنون ، وحيواتهم على أكفهم ، أن تستمر شريان البلاد دافئة ، دافقة.
هؤلاء الذين يخرجون يوميا ليحاربوا بشجاعة النساء و الرجال المغاربة الأبطال وحشا غير مرئي ، خطير و جبان..
هؤلاء الذين هم معبؤون بلا هوادة يحاربون الموت وسط الموت…و ينثرون الحياة.
هؤلاء الذين هم خارج دائرة الشعار الكوني الجديد «اجلس فدارك».
لهؤلاء الأبطال…الذين يكتبون بتضحياتهم و تفانيهم و وطنيتهم صفحات أخرى من دفتر التاريخ الوطني..
و هم بذلك يمسكون المجد من كل أطرافه .
لكم أيها الأبطال نقول :
نحن فخورون بكم..
ممتنون لكم ،
قلوبنا و عقولنا معكم ،
حفظكم الله في حلكم و ترحالكم.

الكاتب : جواد شفيق - بتاريخ : 25/03/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *