استمرار الجدل بفرنسا وأوربا حول استعمال الكلوروكين

باريس يوسف لهلالي

تشهد فرنسا ارتفاعا في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، ورغم ذلك مازال الجدل شديدا حول استعمال دواء الكلوروكين ، والذي يسوق في فرنسا تحت اسم “بلاكنيل” مستمرا بين مؤيد ومعارض منذ أن أعلن البروفيسور ديدي راؤول أنه الدواء المعجزة لمواجهة هذا الوباء الجديد، وهو وباء قلب النظام العالمي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي من خلال إعلان عدد كبير من الدول عن الحجر الاجتماعي لسكانها وتوقف الحركة الاقتصادية.
الانقسام الذي تشهده فرنسا وأوربا وباقي العالم حول استعمال الكلوروكين، هو حول طريقة استعماله وحول فعاليته، ففريق الدكتور راؤول بمرسيليا يرى أن الدواء يجب وصفه لمرضى فيروس كورونا عند تشخيصه، أي في بداية المرض وعندما يكون المريض في حالة جيدة، في حين يرى المجلس الأعلى للصحة، وعدد من الأطباء بفرنسا واوربا استعماله في الحالات الخطرة فقط، وهو الرأي الذي أخذت به الحكومة الفرنسية التي قرت أن هذا الدواء هو للحالات الخطرة ومنعت إعطاءه لباقي الأشخاص. وفي المغرب قررت وزارة الصحة استعماله للجميع.
الجدل في فرنسا،يقسم الوسط الطبي والوسط السياسي حول استعمال هذا الدواء بين مؤيد ومعارض حول طريقة الاستعمال، فيما يخص البروفيسور راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، يبرر استعماله من خلال التجارب
السريرية التي أظهرت أن “بلاكنيل ” يمكن أن يساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد، وحسب الدراسة التي أجراها على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع العينة بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار. وصرح استعداده فحص ومعالجة كل الحالات التي تتوافد على المعهد الذي يعمل به، وهو ما جعل عددا كبيرا من المرضى يتوافدون على مقر المعهد.
وحتى الآن، فإن “المجتمع العلمي” غير مقتنع بفعالية هذا الدواء خاصة بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وانضمت إلى هذا الرأي منظمة الصحة العالمية، وقال الرجل الثاني بوزارة الصحة الفرنسية جيروم سالومون إن العديد من الخبراء يدعون إلى الحذر ما لم يتم عدد أكبر من الدراسات، خاصة فيما يخص الآثار السلبية التي يمكن أن تكون خطيرة. وقال عدد آخر من الخبراء إن هذا الدواء يمكن أن يسبب اضطرابا في الجهاز المناعي، والمغص المعوي والغثيان، ومشاكل في الكبد والدم، خاصة في حالة الجرعة الزائدة.
وفي انتظار إجراء باقي التجارب السريرية التي سوف تمس 800 فرنسي في إطار برنامج أوروبي يمسى “ديسكوفري” أكثر من 3200 مريض. وهي تجارب تتم في نفس الوقت حول أدوية اخرى لمواجهة هذه الجائحة، كما أن الولايات المتحدة الامريكية تجري تجارب سريرية بمدينة نيويورك، ومنظمة الصحة العالمية هي الأخرى تشرف على تجارب عديدة من أجل مواجهة هذا الوباء.
بالنسبة للمجلس الأعلى للصحة فغير مقتنع بالنتائج الأولية التي تمت بمرسيليا وبالصين، ذلك لأنها لم تراع الأصول العلمية الاعتيادية المتبعة، مثل اختيارا المرضى بالقرعة، وإجراء التجارب دون أن يعرف المشاركون أو الاطباء من الذي يتلقى فعلا العلاج. وحتى داخل الصين نفسها تم نشر دراسة سريرية أخرى في السادس من مارس الماضي لم تخلص إلى فاعلية هذا الدواء وأجريت على ثلاثين مريضا.
وفي الواقع، فإن العديد من الخبراء يدعون إلى توخي الحذر في غياب المزيد من الدراسات، ويحذرون من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لهذا الدواء، ولا سيما في حالات الجرعات الزائدة. وهو ما أكدته بعض الحالات سواء في الصين أو نجيريا وحتى في الولايات المتحدة التي يستعمل فيها هذا الدواء من أجل تنظيف أحواض السمك.
وهاته التساؤلات العلمية لا تعني أن كلورين لا فائدة له في معالجة كوفيد 19 ولكن لمعرفة قدرتها لا بد من تقييمه بشكل موضوع وحسب التجارب السريرية المعتادة في هذا المجال.
ودول عديدة قررت استعمال الكلوروكين واعتبرته ذا فعالية كبيرة ضد فيروس كورونا المستجد منها المغرب، الجزائر ،تونس، السنغال، الصين ايطاليا بالإضافة إلى عدد من الدول الخليجية.

الكاتب : باريس يوسف لهلالي - بتاريخ : 02/04/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *