بالمباشر : أسئلة دون أجوبة!

عزيز بلبودالي

 

الندوة الصحافية، كما تعلمنا، هي لقاء يجمع ممثلين عن الإعلام بمنظم الندوة حول موضوع محدد، تقدم خلالها ورقة تقديمية تتلوها مناقشة وطرح الأسئلة والرد عليها، ومن المهم، كما جرت العادة، إعداد ملف صحفي حول نفس الموضوع يسلم للحاضرين عند نهاية اللقاء.
لم تحضر معظم هذه الشروط، أول أمس السبت، في ندوة رئيس اللجنة المكلفة بالملف المغربي لاحتضان كأس العالم 2026. لنقلها اليوم حتى لا تتكرر غدا، ففي تلك القاعة التي أبهرتنا بتعدد الألوان على جدرانها، وبالإضاءة الجميلة، وبالكراسي الناعمة، وبجيش من الموظفين الذين كان عددهم كبيرا بشكل ملحوظ، حتى يتخيل المرء أن عددهم فاق بكثير عدد الصحفيين والضيوف، غابت الردود والإجابات عن الأسئلة التي طرحت، وحتى عندما حضرت الردود كانت غيرمقنعة، وكان واضحا أن المشرف على الندوة اجتهد في تجنب الإجابة عن كثير منها، غاب أيضا الملف الصحفي، وتفاجأ الصحفيون وهم يتوجهون لتسلم الملف عند القاعة التي أشار لها الوزير، فإذا بها قاعة خلت طاولاتها من أية أوراق لتعوضها أنواع من الحلويات والمأكولات الشهية!
ندوة الوزير العلمي تحولت من ندوة بقواعدها المعروفة حيث سؤال / جواب، إلى لقاء صحفي حيث يتلى بلاغ صحفي دون أن تطرح الأسئلة.
ومع ذلك، يلزمنا أن نسجل إيجابية انفتاح اللجنة المكلفة بالملف المغربي أخيرا على الإعلام الوطني، على الأقل، وقفنا على معطيات بعضها يثير الارتياح والتفاؤل، خاصة في ما يتعلق بالإرث الذي تحدث عنه الوزير، نجحنا أو فشلنا في احتضان المونديال، والحديث هنا عن بناء أكثر من عشرين مصحة استشفائية من المستوى العالي، و130 ملعبا للتداريب ،علاوة على خلق 110 آلاف منصب شغل سنويا ابتداء من تاريخ التعيين …
وبقدر ما تحمسنا لتلك المعطيات الجميلة، بقدر ما تأسفنا، ونحن نكتشف في كلمة الوزير، أننا لا نملك ملاعب بالمواصفات التي تفرضها (الفيفا).. ولا نتوفر حتى على ملعب واحد صالح لاحتضان مباريات المونديال، والدليل أن رئيس اللجنة نفسه، أقر وأكد أنه يلزم إضافة تعديلات كثيرة على ملاعبنا القائمة التي كنا نتوهم أنها صالحة، كملاعب مراكش، أكادير، فاس أو طنجة، لتصبح جاهزة وصالحة، هذا بالإضافة إلى أننا مطالبون ببناء ملاعب أخرى تستجيب للمعايير الدولية، وفي لحظة ونحن نتابع حديث الوزير بفرنسيته الجميلة، تخيلنا أننا أمام لجنتي 2006 و2010، حيث قدمنا « الماكيطات» وانتظرنا المعجزات! فحتى والسؤال يطرح حول طبيعة « اللوغو» الذي تم تقديمه في الندوة الأولى التي نظمت قبل حوالي شهرين، والذي لم ينل الإجماع حوله، عاد الوزير ليوضح أن الأمر غير ذي أهمية وأن اللجنة ستعيد مستقبلا النظر في رسم «اللوغو»، نفس الرد خصه العلمي لسؤال حول الشريط الترويجي حيث قال إنه موجه للداخل، أي لنا نحن هنا في المغرب، وأنه سيتم إنجاز شريط آخر يوجه لخارج المغرب.. أنا ما فهمت والو!
لماذا لم يفكر خبراء اللجنة في إنجاز شريط واحد تُستحضر فيه كل خصوصيات المغرب، وتحديدا هويته الرياضية، ويعرض فيه مثلا جزءا من تاريخ الكرة الوطنية بنجومها وبمباريات منتخبنا الوطني منذ السبعينيات، مرورا بملحمة مونديال 1986 وألعاب البحر الأبيض المتوسط ومباريات «الديربي» البيضاوي بين الوداد والرجاء وروعة الحضور الجماهيري فيه؟ ثم أَنسِي خبراء اللجنة أننا في عصر الإنترنت وعولمة المعلوميات، وأنه لم يعد هناك فرق بين نشر شريط أومعلومة بين داخل البلد أو خارجه؟
لسنا متشائمين، فلا تخف السيد الوزير وأنت تنهي تدخلك في الندوة وتصرخ في وجه الحضور: «لن تنقلوا لي عدواكم، سأظل متفائلا..!»
نحن متفائلون، كما أننا كلنا معنيون بملف ترشح بلدنا لاحتضان مونديال 2026.. وكنا نتمنى أن تمنحنا ندوتكم السيد الوزير جرعة إضافية في درجة تفاؤلنا.. لكن مع الأسف، لا أعتقد أن ذلك حصل!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 19/03/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *