بالمباشر : أعلن تضامني مع الزملاء

عزيز بلبودالي

معلق رياضي، أو واصف رياضي أو محلل، بالنسبة لي وبالنسبة للجمهور وللمتلقي، هي صفة واحدة نعني بها الصحفي الذي ينقل لنا المباريات الرياضية إذاعيا أوتلفزيا .
سأقولها وأعلنها..أنا متضامن مع زملائي المعلقين الرياضيين المغاربة بطبيعة الحال، والأمر هنا في الملف الذي نقدمه يعنيهم بالدرجة الأولى.
أتضامن وأشفق على حال زملائي، وأنا أتابع كيف يشتغلون، وفي أية ظروف وشروط ينقلون ويصفون ما يجري في ملاعب تغيب فيها أدنى الشروط الصالحة للعمل الصحفي، يتعذبون، يعانون من أجل الحصول على المعلومة،على تشكيلة الفريقين المتنافسين، بل يواجهون كل الصعوبات في إيجاد أماكن مخصصة للتعليق في ظروف مقبولة..وكم من صحفي ومعلق رياضي وجد نفسه وسط الجماهير وصوتها يعلو على صوته، وعدد منهم لم يغادر الملعب إلا وهو
حامل لآثار اعتداء لفظي أو جسدي.
أشفق بكل صدق لحالهم، وهم يشتغلون في منافسة غير متوازنة تحت سماء مزدحمة ومليئة بالقنوات المتخصصة العالمية والخليجية، بشكل خاص، والتي برزت وظهرت وسط دائرة تلك الشروط الخيالية والإمكانيات الهائلة المرصودة والموضوعة رهن إشارة المعلقين المنتسبين لها.
أشفق لحالهم، لأنهم يشتغلون في مجال اسمه «الصحافة الرياضية» التي لم تجد بعد في بلدنا موقعها الذي تستحقه، ولابد هنا أن أتذكر زميلا تخرج من المعهد العالي للصحافة والإعلام في فترة الثمانينيات، وهو يحكي عن غياب شعبة تسمى الصحافة الرياضية، وكيف رفض الطلبة المتخرجون وقتها الاشتغال في «الرياضة» إلا مجموعة قليلة منهم ولجوا الميدان مسلحين بحبهم للرياضة، وبما يتوفرون عليه فقط من معطيات تخزنت لديهم من معاشرتهم لملاعب الكرة.
في مصر، قبل عدة سنوات، حضرت حفل توقيع كتاب قيم بعنوان « فن التعليق الرياضي» لمؤلفه الزميل أشرف محمود، يقول في ورقة تقديمه شيخ المعلقين العرب فهمي عمر: إن التعليق الرياضي فن قائم بذاته مثله مثل الفنون الأخرى، وهو أحد فروع فن الإعلام الذي هو رافد من روافد فن الاتصال وهو أحد أهم فنون الإعلام، لأن المعلق يبقى على صلة مباشرة مع المتلقي طيلة زمن المباراة لا يضاهيه في ذلك إلا الممثل المسرحي الذي يتفاعل مع جمهوره طيلة زمن العرض المسرحي..
في مصر دائما، قال الشاعر الكبير الراحل فاروق شوشة : المعلقون الرياضيون الآن هم النجوم الحقيقيون في الملاعب .. المعلق هو الذي يحول المباراة من مجرد ألعاب وحركات صامتة إلي قصيدة أحيانا أو إلى أغنية أحيانا أو إلى صورة من الخيال الرائع أحيانا أخرى.
تحية تقدير لزملائي المعلقين الرياضيين…

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 06/01/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *