بالمباشر :أين تذهب أموال الوداد؟

عزيز بلبودالي

لا يشك أحد في أن الوداد أضحى فريقا غنيا و « ذا مال»، خاصة مع كل الأخبار المحيطة بالفريق، المرتبطة أساسا بصفقات بيع لاعبيه، أو بما تحصَّل عليه بعد إحرازه كأس عصبة أبطال إفريقيا، وكذا تلك الأخبار التي تشير إلى اقتنائه مركزا رياضيا ترفيهيا فخما، وعدم ظهور أي مؤشرات توحي بكون الفريق يعاني من أزمة أو ضائقة مالية.

يصعب، في الحقيقة، تخيل الوداد فريقا فقيرا، كل شيء يحيط به يمنح الانطباع بأن وداد الأمة يعيش بحبوحة مالية ورغد ومال وفير، وإلا كنا سمعنا أو قرأنا عن تشكي الرئيس أو من ينوب عنه، ومناشدات باللون الأحمر لمساعدة الفريق ودعمه، أو ، على الأقل، كنا سمعنا عن تذمر اللاعبين أوالمدربين أو الموظفين من عدم توصلهم بمستحقاتهم، كما يحدث في فرق أخرى، وبعضها لا يفصله عن مقر الوداد سوى أمتار معدودة، أو شاهدنا معارضة تنادي بالتغيير أوتطالب بعقد جمع استثنائي.
يصعب التأكد من حالة الوداد المالية، وتحديد أرقام صناديقه، والإجابة بالتدقيق على سؤال: هل الوداد فريق غني أو فقير، أو إنه بين «البينين»، يعني في الوسط.
نسمع عن ملايير ضخت في الحسابات، بدون أن نعرف لمن هي تلك الحسابات، وكم من حساب يوجد باسم الوداد، ومن يشرف على تلك الحسابات، ومن يوقع على المعاملات والشيكات، بل ولا نعرف كم عدد أعضاء المكتب المسير، ومن هم، وما هي مهامهم، وكيف تدار شؤون الفريق وأموره ؟
ما نعرفه، هو اسم الرئيس، وعضو مكلف بالتواصل والإعلام، ينطق باسم الرئيس، يجيب ويحاور «محطات إذاعية» محددة ويفتح لها هاتفه الجوال، ويغلقه في وجه أي راغب إعلامي غير مقرب في الاطلاع على أحوال الوداد..
رئيس الوداد، هو في نفس الوقت رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، الجهاز الذي منحته الجامعة تفويضا كاملا لإدارة شؤون كرتنا وأنديتنا الاحترافية، وهذا يعني أن العصبة ضلع أساسي من أضلاع الجامعة، ورئيسها يعتبر من رجالات فريق عمل رئيس الجامعة، وعلى هذا الأساس، يعملان على نفس الوتيرة كما يفترض، بنفس المخطط، وبنفس الهدف والطموح، إلا أن الملاحظ، ونخاف من حدوثه ونصبح معه أمام الأمر الواقع، هو أن تتقوى هذه العصبة على من منحها الحياة، وأن يتحول رئيسها إلى «مستقل» يقرر ويخطط دون الرجوع إلى الجامعة، أو أن يثور ويرفض الالتزام بقراراتها ومذكراتها، وإلا ما معنى عدم إعلان عقد جمع عام الوداد والأجل الذي حدده رئيس الجامعة على وشك الانتهاء؟ وما معنى كل هذا الغموض في مالية الفريق والجامعة تعمل، عبر لجانها، بمواكبة الأندية في تدبيرها المالي؟
أليس في ذلك تحد صارخ ومباشر من رئيس الوداد في وجه رئيس الجامعة؟ أليس في ذلك خروجا عن الالتزام بالقواعد وبالقانون، وعدم الاكتراث بتعليمات «الرايس»؟
سيظل الغموض يكتنف مالية الوداد، أكيد، مادام الرئيس يرفض عقد الجمع العام، ويرفض منح المنخرطين والإعلاميين والجمهور ورواد الموقع الرسمي للفريق، تفاصيل المعاملات المالية والملايير التي تضخ في صندوق الفريق ويجهل الجميع تفاصيلها.
نعم، الوداد شرف الكرة المغربية وهو يتوج بطلا لإفريقيا، نعم الوداد فريق عريق بتاريخ كبير وهو أحد أعمدة منظومتنا الكروية، نعم الوداد منح المنتخب الوطني للكبار قبل المحليين أجود العناصر التي ساهمت عبر التاريخ في إحرازنا للبطولات والنتائج الجيدة، لكن، ومع كل ذلك، التاريخ لا يشفع لمن يسبحون ضد تيار القوانين والأنظمة بتدوين أسمائهم في سجلات الأبطال.
نعم، الجامعة تتمسك بكبريائها ولا تسمح بأي تجاوز مؤكدة ما جاء في تصريحات سابقة لرئيسها أشار فيها إلى أن كل الأندية سواسية أمام القانون، حيث لم تتردد، وهي تقرر في وقت سابق، حرمان الوداد من مبلغ 200 مليون سنتيم، وهو الجزء الأول من منحة النقل التلفزي، على اعتبار تأخره في عقد جمعه العام السنوي، الذي تنص الجامعة على ضرورة عقده قبل 31 من يوليوز.
نريد ودادا رائدا قائدا حقيقيا كما عهدناه منذ زمن كروي بعيد، رائدا وقائدا وقدوة في احترام أنظمة الجامعة، في احترام منخرطيه وجمهوره، نموذجا ومثالا يحتذى به..!
نريد ودادا تدار شؤونه بمنهجية علمية وباستراتيجية واضحة وبتدبير مالي شفاف..  أليس هو وداد الأمة؟
نريد ودادا بنمط تسييري مؤسساتي وليس ودادا «احتله» فرد وجعله من ممتلكاته الخاصة!
نريد ودادا غنيا ثريا بشرط أن نعرف جميعا من أين تأتي وأين تذهب أموال وداد الأمة؟!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 15/02/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *