بالمباشر : حكاية 60 ألف ريال

عزيز بلبودالي

 

تعود أندية كرة القدم النسوية للمنافسة وتفتح موسمها الكروي بداية من نهاية الشهر الجاري من خلال منافسات كأس العرش.
على هذا المستوى،عدة فرق انطلقت في تحضيراتها واستعداداتها،وسط مجموعة من الإكراهات صحيح، لكنها مع ذلك نجحت في لم شمل «بناتها» وجمعتهن في حصص تدريبية تجرى في غالب الأحيان وفق شروط جد بئيسة، فيما ما تزال فرق أخرى تعاني للعثور على « مختفيات” أجبرتهن عوامل مختلفة على عدم الامتثال لنداء الفريق. ولعل السخط من واقع مزري مفلس تعيشه لاعبات كرة القدم وتتكرر صوره كل موسم، يدفع العديد منهن للشعور بالتقزز من محيط كروي فيه كثير من الجهد والعرق،وقليل من الاعتراف،محيط تنعدم فيه الحوافز المالية وتغيب فيه كل أسباب ضمان الحياة الكريمة.
من يهتم؟ المهم أننا نتوفر على فرق وعلى منافسات وعلى رخص وعلى لاعبات،المهم أننا نتوفر على منتخبات ببعض الفئات العمرية، ونتوفر على لجنة جامعية تشرف على تدبير كرتنا النسوية، بل، هاهو فوزي لقجع،رئيس الجامعة، وقد نجح في إقناع إسم كبير في عالم الرياضة العالمية والأمر يتعلق بنوال المتوكل في تولي قيادة كرتنا النسوية..المهم،هو أن ترضى عنا «الفيفا» ونكون في مستوى منحتها السنوية السخية التي تخصصها كدعم لتطوير كرة القدم النسوية. وعلى لاعباتنا الصبر وعليهن التحلي بروح الوطنية والمواطنة والتضحية ويقبلن بلعب دور الكومبارس المؤثث للديكور.عليهن تقبل اللعب في ظروف بئيسة،عليهن تقبيل أيديهن راضيات قانعات ب” زوج فرانك” التي تتسلمهن المحظوظات منهن كمنح مقابل الفوز، وكمنح مقابل إحراز اللقب أو الكأس.. عليهن تقبل هذا الواقع الذي يصر على التمييز بينهن وبين زملائهن الذكور، الواقع الذي يزيد من عمق الهوة بين الطرفين،ويوسع المسافات بين الكرتين النسوية والذكورية، ويقبلن بأن تخصص مثلا لفريق نسوي حقق الصعود من القسم الثاني للقسم الأول كمكافأة من الجامعة عشر كرات، نعم، عشر كرات حسابيا لا تتجاوز قيمتها 60 ألف ريال، في الوقت الذي تمنح فيه نفس الجامعة 100 مليون سنتيم مكافأة لفريق رجالي صعد من بطولة القسم الثاني لبطولة القسم الأول،بل أن الجامعة لا تبخل على الفريق المحتل للصف الثاني بمكافأة تصل لثمانين مليون، والثالث أيضا، والرابع إلى الصف الثامن.
أيام معدودة وينطلق الموسم الكروي النسوي، والفرق ماتزال تنتظر ماذا أقرته الجامعة وماذا قررته. أيام معدودة والمنافسات الرسمية تنطلق،والفرق انخرطت في تحضيراتها وترتيباتها التقنية والإدارية معتمدة على الأخبار المتداولة في الكواليس خاصة فيما يتعلق بنظام البطولة ،هل بشطرين أو بثلاثة أم شطر واحد.
الموسم الجديد على الأبواب والحال هو نفسه لم يتغير، الخصاص بل العوز المالي، مسيرون ومدربون تحولوا لمتسولين تخصصوا في الاستجداء وطرق أبواب المحسنين من أجل « توني” للفريق أو « صطافيت” للتنقل لهذا الملعب أو ذاك..وعلى اللاعبات رفع التحدي أمام قساوة ظروف يبدو أن جامعة لقجع ولجنته المكلفة بتدبير الكرة النسوية لا علاقة ولا نية في تحسين الوضع..
بين كرة القدم عند الرجال وكرة القدم لدى النساء فوارق شاسعة على مستوى شروط الممارسة، إلا أنهما معا، اللاعبون بملايينهم، واللاعبات بسنتيماتهم، يلتقون ويتشابهون في نقطة واحدة: لا أحد من الطرفين يؤدي الضرائب.
وتلك حكاية أخرى!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 18/09/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *