بالمباشر … شيك ملكي بمليون درهم

عزيز بلبودالي

تعيش الرياضة الوطنية نهضة ملحوظة، بدون شك، تتجلى عناوينها أساسا في هذا الاهتمام المتصاعد بالبنية التحتية وإنجاز ملاعب وقاعات رياضية في مختلف الجهات بالمغرب، وكذا من خلال ما تحققه جامعات وأندية رياضية من نتائج بوأت المغرب أعلى المراكز القارية والعالمية.
في هذا السياق، لن نجانب الصواب بالقول إن ما يتحقق الآن من نتائج جيدة يتم بفضل مخططات لا ترتبط بتاتا بما يتم على مستوى القطاعات الحكومية الوصية، بل يجب أن نقر ونعترف أن الأمر يقدم مشهدا يسير فيه طرفان على خطين متوازيين لا يلتقيان، الوزارة الوصية في واد والرياضة الوطنية في واد آخر.
هو ليس بالأمر الجديد على رياضتنا الوطنية، فالتاريخ يؤكد أننا افتقدنا، دائما ومنذ فجر الاستقلال، لسياسة عمومية رسمية تحدد مفهوم الدولة إزاء الرياضة، وحدها المؤسسة الملكية التي كنا نلامس علاقتها الوطيدة بالرياضة وبالرياضيين، وكم وقفنا على كثير من الإشارات الملكية التي تبعث من حين لآخر بهدف تصحيح المسار أو بهدف وضع بوصلة أخرى للرياضة، وكثيرا ما تحولت تلك الإشارات، في محطات عدة، إلى مبادرات عملية ساهمت في إيجاد الحلول، كما كان الشأن مثلا وجلالة الملك يمنح اللجنة الوطنية الأولمبية، مباشرة بعد مناظرة 2008 حول الرياضة، هبة ملكية بلغت قيمتها 33 مليار سنتيم لتغطية تكاليف برنامج إعداد رياضيي النخبة، أو عندما صدرت تعليمات ملكية لمجموعة من المؤسسات الاقتصادية الكبرى بضخ 25 مليار سنتيم سنويا في صندوق الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكثير من المبادرات الملكية الأخرى التي وضعت الحلول الناجعة والعملية لفك أزمات الرياضة، ونفس الأمر حدث أيضا على مستوى تحيين القوانين وتجديدها، ونتذكر هنا ما حملته الرسالة الملكية في مناظرة 2008 بالصخيرات من إشارات واضحة رصدت كل عناوين الاختلالات وسطرت الخطوط العريضة لخريطة الرياضة الوطنية المستقبلية.
إشارات ملكية عديدة من أجل إصلاح أحوال الرياضة الوطنية، بعضها تم استيعابه، وكثير منها للأسف، زاغ المسؤولون عن فهمه أو استيعابه، نتذكر هنا مثلا، كيف بعث الملك إشارة واضحة، قبل حوالي عشر سنوات، ترمي إلى الاهتمام بالرياضة في مدينة الحسيمة، حدث ذلك في صيف 2009، خلال وجود الملك في عاصمة الريف المغربية، حيث ترأس حفل افتتاح قاعة رياضية بإمزورن، وكانت مناسبة سأل خلالها الملك عن فريق شباب الريف الحسيمة لكرة السلة الصاعد في تلك السنة للقسم الوطني الأول، فكانت الفرصة لرئيس الفريق الحسيمي مصطفى أوراش، الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، للسلام على الملك، وأيضا لاعبي ومؤطري الفريق، وأثناء حديثه مع مكونات الفريق، هنأهم الملك على تحقيق الصعود. يومان بعد حفل الافتتاح، يتوصل رئيس الفريق بمكالمة هاتفية تبلغه بأنه سيتم استقباله في اليوم الموالي من طرف جلالة الملك محمد السادس بمقر الإقامة الملكية بمدينة الحسيمة، وخلال الاستقبال الملكي، عبر جلالته عن سعادته بصعود شباب الريف الحسيمة للقسم الوطني الأول، وقال إنه سعيد بالعمل الذي يقام من أجل النهوض بالرياضة في الحسيمة ثم قام بمد رئيس الفريق بشيك يحمل مبلغا بقيمة مليون درهم، هي مكافأة للفريق مقابل تحقيقه للصعود ولمساعدته على التحضير للمستقبل.
حدث ذلك في 2009، وفي 2018، مازالت خطوات الرياضة في الحسيمة بطيئة في تحقيق النهضة المرجوة، كما كان الشأن مع خطوات اللجنة الوطنية الأولمبية وهي تستفيد من 33 مليار هبة ملكية، فالمال بقدر ما كان داعما ومحفزا، بقدر ما كان رسالة واضحة تحمل كل الإشارات نحو إيلاء الرياضة الوطنية الاهتمام اللائق بها…

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 20/02/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *