بالمباشر : عندما انهزم منتخبنا في.. مكتب الوزير

عزيز بلبودالي

 

ختم المنتخب المغربي لكرة السلة مشاركنه في بطولة إفريقيا للأمم (أفروباسكيت 2017) في المركز الرابع، بعد تعثره أمام نظيره السنيغالي بحصة (73 – 62) في اللقاء الترتيبي الذي جمع بينهما يوم السبت برادس. وقبل ذلك، انهزم أمام نظيرة التونسي في مباراة دور نصف النهائي،في المباراة التي جرت يوم الجمعة بحصة 60 مقابل 52.
أكيد أن منتخبنا قدم الأداء الممتاز الذي أسعد االمغاربة، ليس كلهم، لكنهم كثيرون وممكن أن تصل نسبتهم إلى 99،999 بالمائة. والأكيد أيضا، في هذا الباب، أن هناك من يتربص بمنتخبنا لسبب تافه يربط نتائجه باستمرارية مكتبه الجامعي كما يحصل عادة عند كثير من الفرق والأندية الرياضية خاصة في كرة القدم الوطنية.وكم من فريق لم ينجح في تجاوز خصوم يحاربونه في الكواليس وليس على أرضية الميدان، بمؤامرات خبيثة، ومناورات لا رياضية.وشخصيا، وقفت على حالات عديدة يكون فيها مسير سابق أشد قساوة على فريقه من الفريق المنافس على أرضية الملعب.
منتخبنا لكرة السلة، وبشهادة مدربه، حقق قفزة نوعية، مقارنة بالدورة السابقة من بطولة إفريقيا، التي اكتفى خلالها بالمرتبة 13. ولا يختلف اثنان أنه شهد تطورا وتحسنا في المردود التقني والانسجام الجماعي للاعبين، رغم العوائق التي اعترضته خلال دورة هذه السنة.
منتخبنا فاز في المباريات الثلاث الأولى بالدور الأول، وحتى عندما انتقل من السنغال لتونس، عاد ليحقق الإنجاز وينتصر على منتخب مصر ليمر عن جدارة واستحقاق إلى دور نصف النهاية.وفي هذه المحطة بالذات وقعت أشياء ليس صعبا القول أنها خلفت تأثيرا سلبيا على الفريق الوطني، بعد ،ما تسببت في زرع تشويش على مستوى التركيز الذي من المفروض أن تكون له الأولوية في إعداد اللاعبين. الحكاية بدأت فصولها في مقر وزارة الشباب والرياضة.
تقول الحكاية بأن الوزير  وجه دعوته للمنتخب الوطني العائد من السنغال بنتائجه الجيدة والذي كان يتهيأ للتنقل إلى تونس لمواصلة صتع الإنجاز، بكل مكوناته،لاعبين،أطر تقنية وإدارية، إلى جانب المسؤولين في الجامعة. الجميع صفق للمبادرة على اعتبار أن المنتخب يستحق استقبال الأبطال كما يستحق المكافأة.
ولج اللاعبون مقر الوزارة وهم يمنون النفس بالتزود بشحنة معنوية تضخ تيارا كهربائيا في بطارياتهم، ولجوا المقر وهم يتهيؤون لأجواء احتفالية كانوا يعتقدون أنها ستلف المكان فالمناسبة حفل استقبال من طرف الوزير  على شرف ما حققوه من إنجاز هناك في السنغال.
ولج اللاعبون مقر الوزارة وهم يمنون النفس بالنهل من كرم الوزارة، فإذا بهم يتلقون صدمة لم تكن على البال.
لقد تحول الحفل إلى محكمة أسدل قضاتها السوط يجلدون به من «سولت» له نفسه الإشراف على تدبير شؤون منتخبهم وقيادته لما تحقق من إنجاز.
أمام ذهول اللاعبين، وعوض أن يلقي الوزير كلمة إشادة في حقهم،اختار توجيه تهما تحمل التشكيك في ذمة المشرفين عليهم.اختار الوزير كلمات فهم الجميع أن لا مدلول تحمله سوى أنها محاولة للتشويش على علاقة اللاعبين بمسؤولي جامعتهم،وزعزعة خيوط الثقة التي من المفروض أن تربط بين الطرفين. وما زاد الطين بلة وبلاء،هو قيام الوزير بإشهار مجموعة من الشيكات قال أنها تحمل مستحقاتهم لكنها تحتاج لتوقيع صاحبها..اللجنة الوطنية الأولمبية.
مر حفل الاستقبال وكأنه مأتم بأجوائه المكهربة والكئيبة، وليغادر اللاعبون مقر الوزير محبطين مشتتي الذهن والفكر. ولم تتوقف الحكاية  عند الوزير، بل تواصلت فصولها هناك في تونس، عندما تفاجأ اللاعبون بمندوب عن الوزير يلتحق بهم في الفندق،ويقتحم عليهم تركيزهم مكررا مضمون خطاب ترك في نفوسهم ما تركه من تشويش وهم في حضرة الوزير هناك في الرباط.
التحق مندوب الوزير باللاعبين في تونس، وأعطى لنفسه،بتعليمات من الوزير، الحق في تولي منصب المسؤول الأول عن شؤون منتخب جامعته ماتزال  تتمتع بالشرعية.
في ظل تلك الظروف، تواصلت باقي فصول الحكاية حيث العنوان الأبرز هو خروج المنتخب من المنافسة.
هي ليست نهاية للحكاية..أكيد توجد بين سطور فصولها أسرار ستكشفها الأيام القادمة.. وأكيد لو احترم الوزير نفسه ووضعه الاعتباري كمسئول عن احترام القانون، فالصلاحيات التي يمنحها له منصبه تعطيه الحق في اتخاذ قرار حل الجامعة إن وجدت المبررات القانونية لذلك.وإن وجدت هذه المعطيات، وكانت هناك اختلالات مالية كما ألمح الوزير في لقاءه باللاعبين، فليرفع الملف إلى القضاء.
هنيئا لمنتخبنا على كل ما قدمته من نتائج أسعدتنا جميعا.. ولا عليكم يا أبطال، انتصرتم هناك في السنغال وفي تونس، وهزيمتكم القاسية كانت في مكتب الوزير..للأسف

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 19/09/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *