بالمباشر: مونديال 2026.. قضية من؟!

عزيز بلبودالي

قررت شركة «طيران مصر» صباغة ثماني طائرات من أسطولها بلون العلم المصري، مع وضع صور لنجوم منتخبها الكروي، وانطلقت طائرة ب» اللوك» الجديد، صباح أمس الثلاثاء، في اتجاه زيوريخ بسويسرا، وبداخلها أعضاء الاتحاد المصري للكرة ومسؤولين وإعلاميين وكل مكونات المنتخب المصري الذي يستعد لمواجهة منتخب البرتغال وديا، مساء الجمعة المقبل بالعاصمة السويسرية.
أول أمس الاثنين، نظم حفل كبير احتفاء «باللوك» الجديد لطائرات مصر، واحتفاء، في نفس الوقت، بمنتخب الفراعنة بمناسبة تأهله لمونديال روسيا الصيف القادم، حفل حضره وزراء الحكومة الذين ما إن أنهى الرئيس السيسي كلمته في مؤتمر القمة المصرية – السودانية، الذي أقيم في نفس اليوم، حتى غادروا القاعة وسارعوا للالتحاق بحفل منتخبهم الذي حضره أيضا
« باطرونات» كبريات المؤسسات الاقتصادية في القطاعين الخاص والعام، وفعاليات من المجتمع المدني والفني والرياضي.
كل هذه الحركية النشيطة في بلد النجم محمد صلاح، هي ابتهاج بمشاركة منتخب مصر في المونديال الروسي، ونتخيل كيف سيكون الحال لو أن المشاركة في مونديال روسيا امتزجت بالترشح لاحتضان كأس العالم أو أية تظاهرة كروية ورياضية بحجم المونديال وقيمته!
ترى أين نحن من استعدادات منتخبنا للمشاركة في المونديال القادم بروسيا؟ وأين نحن من التحدي الذي رفعناه في البحث عن اعتراف العالم بأحقيتنا في احتضان كأس العالم 2026؟ أليست القضية قضيتنا جميعا؟ وزراء، حكومة، باطرونات كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية الخاصة والعمومية وشبه العمومية، مثقفين، فنانين، إعلاميين.. ألسنا كلنا معنيون؟ ألا يتعلق الأمر بتحد كروي بأسس ونتائج مؤثرة رياضيا، اقتصاديا واجتماعيا؟
غريب حقا هذا اللاهتمام، هذا « البرود» أمام ملفين من الأهمية بمكان مرتبطين ببلدنا، المشاركة أولا في كأس العالم المقبلة، والترشح والتنافس ثانيا على انتزاع شرف تنظيم مونديال 2026؟!
للأسف، لم نلاحظ مبادرات تعطي للملفين معا قيمتهما ووزنهما، وكأن القضية، فقط، قضية الجامعة واللجنة المشرفة على ملف المونديال ليس إلا..
الفرصة مازالت قائمة أمامكم لتعلنوا ولتبادروا إلى التحرك بروح وطنية من أجل منح تأهلنا للمونديال المقبل قيمته التي يستحقها، ومن أجل دعم ملفنا للترشح لاحتضان مونديال 2026. الفرصة فرصتنا جميعا لنهيئ أفضل الظروف نبعث من خلالها رسالة إلى العالم، مفادها أننا بلد طموح وبلد رياضي، وبلد مجتهد يعمل ويشتغل. الفرصة ممكنة ولجنة تقنية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم ستحل بالمغرب يوم 17 أبريل المقبل للقيام بزيارة تفقدية واستطلاعية، وللوقوف، عن كثب، على الملاعب والمدن، التي رشحها المغرب لاحتضان المونديال.
يجب أن نتحرك، نجحنا أم لم ننجح في رهاننا، يكفي أننا سنكسب، حسب ما أكده رئيس اللجنة المكلفة بملف الترشح في ندوة السبت الماضي، من الإرث الذي سنرثه من التزامنا المتعلق بدفتر التحملات الخاص بتقديم ملف الترشح، والحديث هنا عن بناء أكثر من عشرين مصحة استشفائية من المستوى العالي، و130 ملعبا للتداريب، علاوة على خلق 110 آلاف منصب شغل سنويا ابتداء من تاريخ التعيين …
لا نتمنى أن يستمر هذا « البرود» ولنتحمس جميعا لمنتخبنا ولملفنا المونديالي، ولعل مثل هذا البرود، بالإضافة إلى أشياء أخرى، هو ما خلق لنا تلك الثغرات التي فوتت علينا فرصة تنظيم هذا المحفل الكروي العالمي في أربع محاولات منذ مونديال 1994… حتى لا ننسى!
حاولنا سابقا وفشلنا في إقناع صناع القرار في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونحاول اليوم بروح تفاؤلية عالية.. على الأقل، كي لا ننطلق مكسورين منهزمين منذ البداية…
يوم 17 أبريل القادم، يصل مراقبون من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»..يجب أن يعاينوا، يلاحظوا، يشاهدوا، يحسوا، ويقتنعوا أننا كلنا معنيون وكلنا مهتمون، وأننا بلد « قد كلمته قد فعله»!.

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 21/03/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *