عين على التلفزة: إحباط..

جمال الملحاني

مرة أخرى .. لا يوجد ما يشد الانتباه إلى البرامج في هذا «الموسم التلفزيوني الرمضاني»، في معظم قنوات ما يسمى بالقطب العمومي، لم تقع المفاجأة الجميلة التي تخلق الحدث وتتحدث عنها الألسنة بالثناء و الاستحسان ..، كل ما هنالك برامج عادية، وأقل من عادية.. بل إن بعضها أقل ما يقال عنها إنها «خواء تلفزيوني» وضحك على الذقون.. ليس إلا ؟؟؟، الأمر، الذي خلق، ولا زال، الكثير من الاستياء و الإحباط، وحتى الملل من تكرار و اجترار الملاحظات والانتقادات نفسها التي تطرح كل سنة من قبل المتتبعين في ما يتعلق بهاته البرمجة جد الحساسة لدى المشاهدين المغاربة الذين يطمحون إلى مشاهدة ««شيء» قريب منهم، فيه فن وإبداع واحترام للذكاء… وليس الاستبلاد والاستخفاف و«الاحتيال»، كما هو حال بعض الإنتاجات التي تسمى «ظلما وعدوانا» كوميدية بالاسم فقط ، أما الجوهر فهو بعيد عنها بـ «مليارات السنين الضوئية على مستوى الفكرة، والموقف وأحيانا الأداء المتقن و الخلاق التي ترتكز عليه هذه النوعية من الأعمال في القنوات العالمية..
هاته «الضحالة الكوميدية»، التي أصبحت مرتبطة بإفطارنا الرمضاني منذ سنوات كثيرة، وأضحت شرا لا بد منه في نظر «استراتجيي» البرمجة في قنواتنا الوطنية الوقت، ينبغي بكل الحزم إعادة النظر في جدواها، بعد ثبوت فشلها الذريع في تحقيق المراد وهو تقديم خدمة عمومية لعموم المواطنين أينما كانوا وعلى رأسها الترفيه.. ولن يتحقق هذا إلا بالإنصات الصادق إلى «نبض» ما يعبر عنه كل مرة في الإعلام الوطني كتابيا وإذاعيا وحتى تلفزيونيا وفي مواقع التواصل الاجتماعي..، وأول ما ينبغي اتخاذه في هذا الإطار التخلص خلال فترة الإفطار من بعض «الكوارث الكوميدية» وتعويضها على الأقل ببعض الأعمال التلفزيونية الاجتماعية التي تترك بعض الاستحسان مثلما لوحظ في رمضانات سابقة، وستكون قنواتنا قد فعلت خيرا.

الكاتب : جمال الملحاني - بتاريخ : 01/06/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *