الوطنية وتغذية الانفصال وأشياء أخرى ..

ابكير عمر*

قد يتبادر إلى الذهن أسئلة كثيرة عن فحوى هذا العنوان البسيط في تركيبته ، المعقد في تحليله ، في كلميم الوطنية التي كانت إحدى القواعد الوطنية لجيش التحرير والتي ضمت آلاف المتطوعين في المسيرة الخضراء المظفرة والتي شهدت اندحار الغزاة الاستعماريين على مر التاريخ حتى إن استعمارها جاء متأخرا بسبب الممانعة التي أبداها السكان ، هم سكان وادنون المتشبثون بوطنيتهم وبانفتاحهم على الآخر ، هم أجيال برهنت أن كرامتها فوق كل اعتبار ، وهم الملجأ لمن لا ملجأ له وهم المكمن الذي لا يفرق بين هذا وهذا .. سنين طوال عاشها الأجداد والآباء حتى إن الوطنية فيهم روح وريحان  ، فمن يا ترى يريد إلصاق تهمة الانفصال بهم وما غايته في ذلك وإلى ما يرمي من تخوين أبناء قبائل وادنون ؟؟؟
الجواب معلوم وواضح وضوح الشمس في النهار .. إنهم أولئك الباحثون عن قشة الوطنية كملاذ أخير لتنقذهم من الغرق المحقق في وحل « دعوة سيدي الغازي « كما يسميها الأسلاف ، إنهم أولئك الذين عاثوا في الأرض فسادا متربصين بالوطنيين الأخيار فاغتصبوا الأراضي وهلكوا الحرث وهجروا أبناء وادنون نحو المجهول في بحر الظلمات تأكلهم حيتانه وتحرقهم ملوحته .. إنهم أولئك الذين بنوا أهرام ثرواتهم من المال العام في وادنون .. إنهم أولئك الذين أشعلوا نار الفتنة بين الامازيغي والصحراوي الذين استماتا في الدفاع عن حوزة الوطن جنبا إلى جنب .. إنهم أولئك الذين تجبروا وسطوا على أراضي العباد دون حسيب أو رقيب ..
هؤلاء من يصنعون الانفصال ويغذونه طالما أنهم منفلتون من الحساب والعقاب ، هؤلاء الذين يصنعون الانفصال في كل شبر في الوطن هذا الوطن الذي يحبه الجميع فهلا تسآءلنا  كم كان عدد الانفصاليين أمس وكم أصبح اليوم ؟ من رفع عددهم ومن حصن نفسه كمدافع عن الوطن وهو من يبارز الوطن بالعداوة .. من أسهم في هجرة أبناء وادنون إلى أوروبا لتكون جالية جديدة تحت يافطة « لاجىء سياسي « هل حقيقة هؤلاء يخدمون الوطن ؟ أم أن الخوف كل الخوف على الوطن من هؤلاء ؟
أخيرا أمامنا ملفات كبرى وتحقيقات طالت السنين ونهب للمال العام أصبح يعرفه الصغير قبل الكبير وأجيال تبصم لأجيال تمدها بمشعل محاربة الفساد أمام هذا التسونامي المتزايد الرافض للانصياع للحق  والمتشبث بالتعالي بالباطل ..
أما حان الأوان  يا دولة الحق والقانون لاسترجاع الثقة الموعودة من طرف وزير الداخلية ؟ أما حان الأوان  للقبض على أولئك الذين يشتغلون من أجل إغلاق باب « إن الوطن غفور رحيم « ؟
أما آن الأوان  لتقول العدالة كلمتها ونعلم أن بطء العدالة يقتلها ..
ثقتنا كبيرة في قضائنا، وثقتنا كبيرة في دولتنا، وحبنا للوطن كبير، حب يجعلنا نقول للغاضبين على الوطن أمهلونا قليلا فستعلمون أن يد العدالة لن يفلت منها الفاسدون ..
ووطنكم ينتظركم ..

*الكاتب الاقليمي لكلميم

الكاتب : ابكير عمر* - بتاريخ : 06/06/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *