حماية الشعب الفلسطيني من «وباء كورونا الاحتلالي»

سري القدوة

 

ضمن تقارير منظمة الصحة العالمية حصلت فلسطين وبكل فخر على تصنيف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية بالمرتبة الأولى عالميا وهذا يدفعنا إلى ضرورة الاستمرار في الجهود المبذولة وتعزيزها عبر اتخاذ المزيد من الإجراءات ولو كانت صعبة من أجل أن لا تخرج الأمور من تحت السيطرة ومن أجل الحفاظ على النظام الصحي رغم كل المعيقات والعقبات التي تتخذها سلطات الاحتلال.
لقد بات واضحا أن سلطات الاحتلال تتعمد نشر فيروس كورونا في المناطق الفلسطينية ولم تبدِ على الإطلاق او تساعد السلطة الفلسطينية في مكافحة الوباء بل أبقت على العمال وقامت بترحيلهم وتركهم دون تقديم العلاج لهم أو معاينة حالتهم وفحصهم وفقا للإجراءات الدولية المتبعة، وتتعمد أيضا عدم فحص الأسرى وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول، وبالمقابل تقوم بحملة اعتقالات والزج بالمعتقلين في سجونها وتعرض المواطنين المعتقلين بالقوة إلى الاحتكاك مع جنود الاحتلال دون اتباع المواصفات والمعايير الطبية حيث تتعمد الاحتكاك بالمواطنين واستمرار سياستها القائمة على المداهمات الليلية من قبل جنودها الذين من المحتمل أن يكونوا مصابين بفيروس كورونا، وبالتالي يقومون بنقل العدوى للمعتقلين وأسرهم بشكل مباشر وخاصة أن هذه الاعتقالات ليس لها أي مبرر للاستمرار، وأن تلك الاعتداءات الإسرائيلية وسياستها القائمة على استمرار الاعتقالات تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وبات على المنظمات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي التدخل لدى الاحتلال من أجل وقف هذه السياسة والمداهمات الليلية لمنازل المواطنين، وخاصة في القدس المحتلة، والعمل على الضغط على الاحتلال لإطلاق سراح الأسرى المرضي الفلسطينيين وخاصة الأسير فؤاد الشوبكي، أكبر المعتقلين سنا، والذي يعاني من أمراض متعددة، وأن حياته باتت مهددة بالخطر بعد انتشار وباء كورونا في أوساط السجانين وبعض المعتقلين الفلسطينيين.
وبات من المهم أن تتخذ الهيئات والمؤسسات الفلسطينية والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني موقفا داعما للجهود والإجراءات التي يقودها الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية لحماية الشعب الفلسطيني من خطر وباء كورونا الذي يهدد الإنسانية ودعم تلك الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة، والتي من شأنها حماية المجتمع الفلسطيني وصحة السكان ولا بد من توحيد أي جهود وتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية لمواجهة فيروس كورونا وحماية الصحة العامة في دولة فلسطين وأهمية تطوير وتعاون الجميع لتعزيز كافة الجهود التطوعية، وفي هذا السياق لا بد من الجاليات الفلسطينية ورجال الأعمال الفلسطينيين في الوطن والشتات دعم (صندوق وقفة عز) الذي أنشأته الحكومة لمساندة جهودها في توفير المستلزمات الطبية اللازمة في هذه الظروف التي تحتاج إلى تكاتف وتعاون وتضامن كافة قطاعات الشعب الفلسطيني أينما تواجد للحفاظ على السلامة والصحة والقيمة البشرية الفلسطينية.
إننا في مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني وفي ظل تلك الصراعات وتكالب الاحتلال وأجهزته القمعية واستمرار عدوانه على الشعب الفلسطيني بات المطلوب من المجتمع الدولي ومؤسساته وبرلماناته بتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يواجه أبشع سياسات الاحتلال والوباء والضغط على الاحتلال للتوقف عن سياسته وإجراءاته من اعتقال واستيطان وهدم البيوت والإفراج عن الأموال الفلسطينية التي صادرتها بغير وجه حق ورفع الحصار عن قطاع غزة والضغط على الاحتلال لوقف عرقلة جهود الحكومة الفلسطينية في مواجهة الوباء وتحمل مسؤوليتها كقوة احتلال تجاه العمال الفلسطينيين وتجاه أهلنا في مدينة القدس.

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 08/04/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *