مـهـلا أيـهـا الـقـلـب

 توفيق الوديع

عزيزي…أخي…صغيري…عزيز
من حيث أنا …من عاصمة الريف الشامخة…أناجي قلبك…لأطلب منه التريث قليلا…
أيها القلب الحبيب…أعلم أنك تحملت الكثير منذ وأنت لا تزال في مرحلة الطفولة استحملت غياب الأب وأنت بعدُ في سن الثامنة…ومرة أخرى وأنت ابن السابعة عشر…وسايرت الجسد الغض الذي قرر الالتزام وتحمل مسؤولية الالتزام…وكان السجن وكانت المعاناة التي لم تظهر منها إلا ابتسامة بريئة على شفتي طفل حالم… وبعد استعادة الحرية منحْت الجسد مساحة من السعادة لعله يستعيد ما غيبه السجن
أعلم، يا قلب أخي، أنك لم تستحمل فراق «حبيبي عبد الرحيم» وأنت تغادر أسوار السجن…وكم كنت محبّا متعلًقا بالفنان..السقاط.
أعلمُ، يا قلب أخي، حجم معاناتك وأنت تُمنعُ من مغادرة البلد لوداع ثريا وإلقاء التحية الأخيرة هناك في عاصمة الأنوار…ولم يستحمل الجسد رؤية النعش فانهار للحظات…ولكنك كنت شامخا، أيها القلب الحنون، فداريت الألم واستحملت مرة أخرى وعاهدت الجسد على الاستمرار…
أَعْلَمُ يا قلب أخي حجم معاناتك وأنت تفقد الشامة التي انتظرتها طويلا…وكم كنت حنونا وأنت تودع فلذة كبدك الثرى كعادتك.
وأعلم يا قلب أخي أنك لم تعد تستحمل هاته الغيابات المتكررة…فكأني بأخي لم يعد يكثرت لها بالنظر لحجمها…الوالد آسية ثم العربي…
وأعلم علم اليقين، أيها القلب المرهف والحساس، وقع غدر الأحبة الذين منحتهم حبك الدافق وكرمك وبقيت وحدك تداري فلم تجد إلا المنزل الذي عشت فيه جزءا من طفولتك ليحميك من عقوق الحب…
أعلم كلّ هذا وأكثر…وأتوسل إليك أن تمنح جسد عزيز فرصة أخرى لحياة جديدة…
رأفة بنا أيها القلب…رأفة بروح عزيز المرحة فلا يزال في تلك الروح الكثير مما يستحق الحياة….
دعواتكم لعزيز وهو يجتاز مرحلة حرجة من حياته..
دعواتكم لخالد الذي يبدأ مرحلة طويلة من علاج كيميائي..
دعوتكم لنا جميعا…لن أقول طفح الكيل…فعلى هاته الأرض ما يستحق الحياة…

الكاتب :  توفيق الوديع - بتاريخ : 04/06/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *