وجهة نظر على هامش اللقاء الذي نظمه عامل إقليم تاوريرت مع منتخبين مدينة العيون سيدي ملوك

حيمري البشير

جميل جدا أن يعقد العامل الجديد لقاء مع المنتخبين في مدينة العيون ،ويحكي عن تجربته الطويلة كرجل سلطة في العديد من الأقاليم، ويستمع في نفس الوقت لوجهة نظر أعضاء المجلس البلدي الغير المتجانسين ولا متحابين بل متصارعين كما عاهدناهم ومختلفين .لكن ماورد على لسانه فيما يخص المدينة والمنجزات التي تحققت فيها بعيد كل البعد عن الواقع ،ولا أساس له من الصحة ،لأن المدينة تعيش إقصاء وتهميش، وساكنة المدينة متدمرة جدا من كل المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تدبير شؤون هذه البلدية ،ومغاربة العالم المنحذرين من هذه المدينة غير راضين على مايجري من إهمال يتعلق بالبنية التحتية من طرق معبدة ومرافق اجتماعية وثقافية وصحية ورياضية باستثناء الملعب ،الذي كسوه بعشب اصطناعي ولم يكملواماوعدوا به من إعادة بناء المدرجات والمرافق التابعة له ،أذكر السيد العامل صاحب التجربة الطويلة في تدبير عدة عمالات وأقاليم أن العديد من العناصر الموجودة في المجلس أصبحت بقدرة قادر من أغنياء المدينة بفضل التجزءات السكنية التي تسابقوا في تفريخها في غياب تصميم يشرف وجه المدينة وأنهم لسنوات أهملوا المنجزات التي تعطي الانطلاقة الحقيقية للتنمية ومن جملتها المنطقة الصناعية ،وأنهم لسنوات لم يعيروا اهتماما بالجالية والدور الذي يمكن أن تلعبه في التنمية .وأنهم اهتموا فقط بتوسيع المدينة في كل الجهات في غياب الفضاءات الترفيهية .
السيد العامل ماقلته في أول لقاء استمعنا له بإمعان ،واعتبرناه وعودا مثل الوعود التي سمعناها ولم تتحقق، ولن نكون عدميين رغم أننا فقدنا ثقتنا في المجلس ، وفِي التنمية وغيرنا وجهتنا لمدن أخرى تعرف إلى حدما تحول ،لكن نبقى دائما مرتبطين بهذه المدينة وتاريخها ، ونريد باستمرار أن يفتخر أبناؤنا المزدادين في مختلف الدول الأروبية بمسقط رأس آبائهم . فهم يعتبرون المدينة بمآثرها التاريخية والدور الإستراتيجي الذي لعبته والتنوع الثقافي الذي كانت تزخر به ،والتعايش والتسامح الذي عاشته الساكنة مسلمون ويهود فيحقبة زمنية ،تاريخ يجب أن نفتخر به كمغاربة
إن الذاكرة التاريخية والمعالم التي ترمز لها يجب أن تبقى ونسعى لصيانتها فالقصبة الإسماعيلية يجب أنتكون مزارا ،والمقابر الموجودة والتي تحتضن آباءنا وأجدادنا يجب أن تكون في الصورة اللائقة ، كماأشرتم السيد العامل والمقبرة اليهودية يجب أن ترمم حتى تبقى شاهدة على التعايش والتسامح الذي عرفتهالمدينة ،وماتنتظره الساكنة هو الإهتمام بها قبل الإهتمام بالمقابر ،لأن الأحياء الذين يمشون على الأرض يموتون في غياب الكرامة ،وهم يتعذبون يوميا ،هذه هي الحقيقة التي يجب أن تعرفها ،أدعوك السيد العامل لكي تقوم بجولة تفقدية في كل الأحياء لكي تقف على حجم الخصاص الكبير الذي تعاني منه المدينة والساكنة
سأكون صريحا معك وبصدق. إن ماتحتاجه المدينة كبير جدا ،لايتعلق فقط بالميزانية وإنما في وعي طبقتهاالسياسية التي تدبر شأن المدينة والتي يغيب لدى غالبيتها الضمير والوعي السياسي والحس الوطني
هناك الكثير ينتظرك السيد العامل وعليكم أن توقفوا جشع بعض بارونات العقار الذين نهبوا الوعاء العقاري وأصبحوا في ظرف وجيز يمتلكون المليارات وتراموا حتى على الغطاء الغابوي الذي يشكل متنفس للمدينة
يجب أن تعلموا السيد العامل أننا فقدنا ثقتنا كمغاربة في الخارج من عبث المجالس المنتخبة في هذه المدينة، ولم نعد نحلم بالمدينة التي بقينا مرتبطين بها رغم سنوات الغربة ،يجب أن تعلموا السيد العامل أننا سنبقى منفتحين وقابلين للحوار لأننا عشنا وتربينا في بلدان أروبية منحتنا كل الحقوق بما فيها الحق في التعبيروالإنتقاد

 

مواطن مقيم في الدنمارك

الكاتب : حيمري البشير - بتاريخ : 27/07/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *