مبادرة تبرز مجهودات المغرب لحفظ السلام بافريقيا

تنظم القوات المسلحة الملكية هذا الأسبوع معرضا يحتضنه مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يبرز مساهمات المغرب في عمليات السلام والعمل الإنساني بافريقيا . إنها مبادرة تستحق التنويه والإشادة . فمن خلال مضامين هذا المعرض والفعاليات والأنشطة، التي تقام بمناسبته، يتضح مدى المجهودات التي بذلتها بلادنا، والتضحيات التي قدمتها من خلال قواتها المسلحة على مدى نصف قرن .
لقد انخرط المغرب منذ حصوله على الاستقلال في المحافظة على استتباب الأمن والسلام العالميين، وذلك من خلال نشر 5 تجريدات عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية داخل القارة الإفريقية، في بلدان كانت تعاني من محاولات التمزق الوطني والمواجهات المسلحة. ومن هشاشة الأوضاع الاجتماعية، نذكر هنا دولا مثل كونغو الستينات وبداية الألفية الثالثة والصومال والكوت ديفوار وإفريقيا الوسطى .
وإلى جانب حمل أكثر من خمسين ألف جندي للقبعات الزرق في هذه الدول، فإن المغرب قام بنشر 11 مستشفى عسكريا ميدانيا لبعض دول القارة الإفريقية، سواء في إطار العمل الأممي أو في إطار الشراكة الثنائية مع هذه البلدان. أو بإيصال المساعدات الإنسانية المباشرة لفائدة سكان بعض البلدان الإفريقية،التي أصابتها كوارث طبيعية أو استهدفتها تداعيات اللااستقرار.
إنه نداء الواجب الذي يجعله المغرب من أولويات خياراته، واجب المساعدة على وقف إراقة دماء الشعوب والانخراط في عمليات إنسانية، هدفها الأول هو استتباب السلم والحفاظ عليه في مناطق انزلقت نحو حروب داخلية بين فرقائها السياسيين أو إثنياتها الاجتماعية . ومشاركة المغرب تاريخيا، كانت في إطار مبادئ وميثاق الأمم المتحدة. وقد أكد الدستور الجديد هذا التوجه بنصه على أن المملكة المغربية « العضو العامل النشيط في المنظمات الدولية، تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها من مبادئ وحقوق وواجبات(…)،كما تؤكد عزمها على مواصلة العمل للمحافظة على السلام والأمن في العالم».
لقد استشهد العشرات من أفراد القوات المسلحة الملكية، وهم يؤدون واجب السلم والعمل الإنساني. وخصص المعرض شاهدا يحمل أسماء هؤلاء الذين استشهدوا من أجل إعلاء مبادئ الأمن والسلام العالميين في إطار العمليات العسكرية الأممية.
إن مبادرة القوات المسلحة الملكية، التي تأتي عشية انعقاد قمة الاتحاد الافريقي، ترمي بالأساس إلى إبراز تشبث المغرب بخيار السلام، ودعمه للاستقرار ووقوفه إلى جانب الوحدة الترابية للدول، وانخراطه في عمل الأمم المتحدة، التي تعد قوات حفظ السلام الأممية إحدى أبرز الأدوات المتاحة لها، لمساعدة البلدان على وضع حد للصراعات. هذا التوجه أكد عليه جلالة الملك في خطابه بالقمة الاقريقية بداية السنة الماضية، حينما قال:»لقد اختار المغرب سبيل التضامن والسلم والوحدة. وإننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي.فنحن، شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *