أكد المغرب مرة أخرى حرصه الدائم على دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في محنه وهو يواجه غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه التي تبصم مساره منذ اغتصاب فلسطين قبل سبعين سنة.
لقد عبرت بلادنا عن هذا الدعم من خلال المستشفى الميداني الطبي الجراحي للقوات المسلحة الملكية، الذي أعطى صاحب جلالة الملك تعليماته السامية بإقامته في غزة بالأراضي الفلسطينية.
المبادرة، تأتي في مرحلة يعيشها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، الذي يرزح تحت حصار إسرائيلي قاسٍ ولاإنساني، له تداعيات كثيرة على عدة مستويات. المبادرة، تأتي في إطار التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية بهذا القطاع . فمنذ الثلاثين من مارس الماضي يوم الأرض إلى اليوم، بلغ عدد الشهداء من أبناء فلسطين مايقارب 120 شهيدا من بينهم 13 طفلا ، بالإضافة إلى العشرات من الجرحى، الذين يوجد ضمنهم من إصابتهم جد خطيرة . ومعلوم أنه خلال هذه الستين يوما، نفذ الفلسطينيون «مسيرات العودة» للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ورفع حصار قطاع غزة، الذي تفرضه إسرائيل منذ منتصف عام 2007.
وللإشارة، فإن المستشفى الميداني سيوفر للجرحى والمصابين، الذين سقطوا خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها القطاع، علاجات وخدمات استشفائية في تخصصات مختلفة يشرف عليها طاقم طبي يتألف من 13 طبيبا، و21 إطارا شبه طبي، وطاقم للدعم قوامه 63 شخصا، والذي ستهم تدخلاته تخصصات الطب العام، وطب الأسنان، وطب المستعجلات، وأمراض القلب والشرايين، وطب العيون، وأمراض الأنف والحنجرة، والنساء والتوليد، وأمراض العظام والمفاصل، وطب الأطفال والفحص بالأشعة. وإلى جانب الدعم الطبي الذي سيوفره المستشفى الميداني الطبي الجراحي، حرصت المملكة على إرسال مساعدة إنسانية تقدمها كل من مؤسسة محمد الخامس للتضامن والوكالة المغربية للتعاون الدولي والقوات المسلحة الملكية، والتي تتألف من 113 طنا من المساعدات الغذائية و5000 من الأغطية، بما يجسد الحس التضامني المتجذر في تقاليد وعادات المغاربة، لاسيما وأن الأمر يتعلق بأشقاء لهم تجمعهم بهم علاقات قرابة راسخة.
إن المبادرة الملكية، لهي تعبير تضامني امتدادا لما دأب عليه المغرب بمختلف مستوياته الرسمية والشعبية من وقوف مستمر ودعم مطلق للشعب الفلسطيني وهو يواجه احتلالا اغتصب أرضه، وهجر أبناءه، واستهدف هويته.
ويعد الإشراف الشخصي لجلالة الملك على تدشين هذه المبادرة، وافتتاح للجسر الجوي، تأكيدا على هذا التضامن التاريخي، واللامشروط، والذي تنخرط فيه كل القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية .وهنا نشير إلى تأكيد رئيس مجلس النواب أول أمس لدى استقباله لسفير فلسطين بالرباط، على الدعم المطلق للمملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية العادلة ولحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كافة أراضيه. وإبرازه أن مبادرات جلالة الملك، وإشرافه الشخصي مؤخرا على عملية إرسال المساعدة الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني وإعطاء جلالته تعليماته لإقامة مستشفى ميداني للقوات المسلحة الملكية، تؤكد المواقف الواضحة للمملكة المغربية ودعمها الميداني والعملي للشعب الفلسطيني الشقيق.
إن الظرف الراهن يقتضي بالفعل تعزيز التضامن والمساندة للنضال الفلسطيني واتخاذ المبادرات الانسانية التي تسعى إلى التخفيف من محنة أبناء فلسطين بكل الأرض الفلسطينية. وهو الالتزام الذي مافتئت تعبر عنه المبادرات المغربية وبالأخص مبادرات جلالة الملك والتي تنسجم والإيمان الوطني بضرورة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.