مكتسبات حقوق الإنسان نتاج النضال الوطني

الاتحاد الاشتراكي

اللقاء الذي احتضنه البرلمان الأوروبي، حول حقوق الإنسان بالمغرب، يعد بالفعل حدثا له أهمية في توضيح جوانب متعددة بالنسبة لهذا الموضوع الذي له مكانة محورية في علاقة المؤسسة الأوروبية مع شركائها، خاصة الدول التي تربطها والاتحاد الأوروبي اتفاقيات اقتصادية وسياسية…
لقد شهدت اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التي انعقد اللقاء في ضيافتها مداخلات مهمة، تفاعلية، توقفت عند العديد من الجوانب التي تعرفها الحالة الحقوقية بالمغرب. وكان عرض رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان محور النقاش. وهو عرض نسجل موضوعيته وتوضيحه وإبرازه لما أنجزته بلادنا تشريعا ومؤسسات وآليات وممارسة، عرض لم يغفل بعض الاختلالات التي تعترف بها المملكة، بدون مركب نقص، وتعمل جاهدة على تجاوزها، بفضل إصلاحات شجاعة ونقاش صريح وشامل، والانفتاح على جميع مكونات المجتمع. « أطلقنا مسلسل الإصلاح في بلادنا لأننا أردنا ذلك، وقررناه بأنفسنا، لم يملِه علينا أحد، إنه اختيار جلالة الملك والمواطنين المغاربة، نريد حقوقا لأنفسنا نحن «.
وهنا نشير إلى تصريح رئيس اللجنة الفرعية الذي اعتبر أن اللقاء كان « جد مهم « بالنظر إلى أنه مكن من الوقوف على تطور مسلسل حقوق الإنسان بالمغرب.
إن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أكد مرة أخرى أنه آلية مهمة في تتبع أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب باستقلالية تامة وبشكل ملموس ودائم، سواء بصفة مباشرة أو عن طريق لجانه الجهوية (زيارة السجناء وهنا نشير الى أنه تم تسجيل تواجده بالمؤسسات السجنية بمعدل 300 يوم في السنة لمعالجة قضايا وتظلمات والتحقيق الميداني ومساعدة ودعم العائلات … التحري في أحداث ووقائع … ).
لكن هناك ملاحظتان برزتا أثناء وبعد هذا اللقاء لابد من الإشارة إليهما :
أولا، هناك إصرار لدى بعض النواب الأوروبيين على عدم التعامل بموضوعية مع ملف حقوق الإنسان بالمغرب، لهم من جهة أحكام مسبقة ولم يعملوا على تحيين المعلومات والمعطيات المتعلقة بالموضوع، أوهم مجرد أصوات تنقل أطروحة خصوم الوحدة الترابية للمغرب بادعائهم أن هناك «انتهاكات فظيعة « لهذه الحقوق بأقاليمنا الصحراوية، وهؤلاء تكون تدخلاتهم حسب الطلب والمقابل وهذا موضوع تم فضحه أكثر من مرة، وتم توضيح الغايات التي يرى بصددها هؤلاء النواب المغرب بنظارات حقوقية سوداء.
ثانيا، دأب الإعلام الجزائري وخاصة وكالة الأنباء الرسمية على بث قصاصات لاعلاقة لها بالمهنية، إذ تحولت هذه الوكالة إلى أداة متحاملة بشكل سافر ضد المغرب، بإقحامها مواقف وتعاليق لاعلاقة لها بالموضوع ولم ترد مطلقا بالاجتماع، وهنا نشير إلى قصاصات يوم أمس حول اللقاء الذي نظمته اللجنة الفرعية حول حقوق الإنسان بالمغرب.
إن بلادنا حققت مكتسبات بفضل نضال الشعب المغربي الذي قدم تضحيات جساما من أجل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، نعم هناك ممارسات لاتزال تمس بالحقوق واختلالات اجتماعية واقتصادية يجب تداركها وتصحيحها، وكل ذلك يتم بإرادة المغاربة ولاحاجة لهم بدروس من هذه الجهة أوتلك أو وصاية من هذه المؤسسة الخارجية أو غيرها . وهذه هي روح العرض الذي قدمه رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهي الروح التي يعتمدها النسيج الحقوقي والسياسي الوطني في نضاله، من أجل مغرب حقوق الإنسان.

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - بتاريخ : 21/05/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *