أجوبة وأسئلة لم تجد جوابا:ظلال طويلة في سماء الجزائر

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 
يبدو للوهلة الأولى أن الشارع الجزائري قد نجح في فرض مطلبه على الرئيس بإسقاط العهدة الخامسة، عبر قرار ترشيح عبد العزيز بوتفليقة للجزائر.
وقد يعد ذلك انتصارا للشارع، باعتبار أن الرسالة التي بعث بها الرئيس السابق، عبر مدير حملته، قد أجابت عن ذلك..
من حيث التوقيت الزمني، لم تطل مدة الاحتجاج، إذ أن ثلاثة أسابيع كانت كافية لكي يخرج الرئيس عن صمته ويتجاوب مع المطلب المركزي في الشعارات الجزائرية.
بالإضافة إلى التجاوب السريع نسبيا مع هذا المطلب، والذي قد يكون أملاه ارتفاع الاحتجاجات وتزايد أعداد المحتجين ودخول قطاعات واسعة لم تكن من المحتجين الأوائل، القضاة والمحامون وا مجاهدون، وتفكك بعض بنيات الجناح الحاكم كاتحاد العمال الجزائريين مثلا، نجد أن القراءات التي كانت تلوح بالعدو الخارجي والجهات التي تسعى للإساءة إلى الجزائر، وغير ذلك من أدبيات البحث عن عدو خارجي لتبرير الانغلاق، تراجعت نهائيا، بل غابت في الخطاب الثاني لرئيس الأركان قايد صالح وفي رسالة الرئيس بوتفليقة الأخيرة.
كل هذه عناصر يمكن اعتبارها نقطا بيضاء في الوضع الحالي،
غير أن الأسئلة الثانية تهم المضامين المعبر عنها في الرسالة:
ندوة وطنية مستقلة وذات سيادة: المثير فيها أنها وصفة سياسية تعود إلى التسعينيات من القرن الماضي، اعتمدتها دول إفريقية كثيرة، ابتداء من بنين في فبراير 1990 ـ19/28إلى آخرها في تشاد -15يناير إلى مارس 1993.
وبالتالي فهذا عنصر ينبئ بأن شعورا كبيرا بضرورة الانتقال الديموقراطي قد صار من أدبيات الرئاسة والمحيط، كما أن الحديث عن جمهورية جديدة، هو موضوع شيق للتاريخ ومغرٍ للشبيبة، بل قد يكون ترجمة عملية لمطالب إسقاط النظام.
غير أن هذا الانتصار يبقى في نصفه، نظرا للظلال التي ما زالت تخيم على باقي المطالب…..
ومن ذلك مثلا سؤال:
متى تكون الانتخابات؟
ولماذا لم تتحدث الرسالة عن رحيل الرئيس نفسه؟
وهذا الانتقال من يقوده ؟
إلى حد الساعة إنه كرئيس سيستمر وسيبقى وبالتالي فإنه سيقود هذا الانتقال هو ومربع الثقة الذي يحيط به…، وكان لافتا أنه عين
رجال ثقة ممثلين في الثنائي رمطان لعمامرة ونورالدين بدوي للإشراف على المرحلة……
إنها ظلال طويلة في سماء الجزائر……

يتبع

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 13/03/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *