الموت بالأنفلونزا حلال!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 
يخطئ المواطنون المغاربة، ومنهم الأطفال الرضع وحديثو الولادة، بأنهم لا يتركون موتهم عاديا!
فلا شيء يدل على أننا نموت، بالحفاظ على الأنفة التي تعودنا عليها..
انظروا مثلا، كان كافيا أن يموت 11 مغربيا لكي يتغير المغاربة، وتخف موازينهم ويتأثروا بالفزع….
والحقيقة، كما يقولها المسؤولون، هي »لا داعي لأي نوع من الفزع بهذا الخصوص….
طبيعي إذن أن نموت بعطسة،
وإن حدث وتطورت إلى موت بسبب الخنازير
فلا يجب أن نقلق: البشرية منذ القديم تسير باتجاه أن تصبح إسطبلا
وطبيعي أن نموت
ونحن نتعلم كيف تتحول أنفلونزا عادية إلى انفلونزا حرام!
ولا يتم اعتبارها كذلك:
والسؤال إلى مفتينا الأعزاء:
هل تعتبر العدوى بأنفلونزا الخنازير حراما ومبطلة للوضوء، أم هي فقط مبطلة للحياة؟
لا شيء يجعل الأنفلونزا عادية ولا تدعو إلى الفزع سوى أن نطرح عليها الأسئلة المعتادة:
هل تجوز الصلاة بأنفلونزا الخنازير؟
ما حكم من مات بها؟
ولكن هل تجوز طاعة المسؤول الحكومي الذي يرى بأن الموت بالأنفلونزا حق على كل مواطن حسن السلوك، ثابت القوة، قوي العزيمة وصبور؟
المغاربة وجدوا ما يكفي من السخرية في واقعهم لكي يردوا على الفزع بقصص ومستملحات لا يسبقهم إليها أحد..
أمس الاثنين، ذهبت رفقة صديقي صباحا إلى أحد المحلات المعروفة بتوفير البيصارة صباح كل يوم، كنا اتخذنا لنا مقاعد في الحانوت، وبدأنا تناول الوجبة الساخنة للإطاحة بالبرد.. حين دخل علينا ثلاثة رجال، وهم يستعجلون حظهم من الحار والحرارة في البيصارة..وبعد سلام الله الواجب عليهم نطق أحدهم فقال للبائع:» اعطينا واحد ثلاثة بيصارة ودير فيهم الحار وإتش وان إين وان عفاك»..
انفجر الجميع ضاحكين، أحد الحضور علق:» المغاربة علاااام!»
هذا دليل على أن المغاربة لا يهولون ولا يفزعون، وكل شيء يضعونه في قالب السخرية.. وهم في ذلك لا يحتاجون إلى بلاغات …تؤكد أننا كمغاربة لم نأخذ حصة أكبر من السنوات الماضية..
الحالة الوبائية في المغرب لا تختلف عن السنوات الماضية ولا تدعو للقلق، هكذا يقال لنا..
وبالتالي فلن يزيدوا حصتنا من موت الخنازير هذه السنة،
الكوطا هي نفسها و»البون» الذي أنفقناه السنة الماضية، هو نفسه تجدد..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/02/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *