برنامج للتجاوب مع اللحظة الراهنة‮ ‬ 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

 

ما يمكن أن ينقذ الأغلبية من شياطينها، التي تستطيع أن تخلق تفاصيل كثيرة تسكن فيها بدون الحاجة إلى مشروع كبير، هو أن تتفرغ إلى ما هو أكبر من توازنات غرائزية..
المطلوب، أن تأخذ المشاريع السياسية المشتركة حقها من التفكير المشترك.
هل هذا هو الحاصل الآن؟
لا أحدَ يغامر بذلك…، فالحاضر هو أن المطلوب من الأغلبية التفرغ إلى مهام كبيرة تستحق النفوس القوية:
-1 فتح الحوار الوطني المهيكل والهادف، حول مشروع النموذج التنموي، وهو الحوار الذي سيكون الفصل الثاني، بعد المبادرات التي اتخذها كل حزب على حدة، وكل تجمع مهني أو نقابي على حدة، وعرض فيها المشروع الذي يراه كفيلا بنقل التفكير العمومي، من التفصيل الصغير إلى المشروع الكبير.
لقد أعفتنا مرحلة العهد الجديد من العديد من الثنائيات والخطابات: ثنائية أن المعارضة، هي التي تنتج الخطاب النقدي، وأن الدولة حكومة ومؤسسات ومركزا، تعطي لممارساتها كل المديح والتقريض.
اليوم نحن أمام تحليل جوهري:الدولة بكل مكوناتها، تلتزم خطاب الحقيقة المرة ضد المشاكل وليس خطاب المديح الذاتي، الموجه ضد مشاريع المعارضة….
جزء أساسي ووطني كبير من المعارضة يتكلم من داخل بنية الدولة، وهذا شيء يمكن أن يكون مسهلا للنقاش وعنصر أومعامل تسهيل أكثر مما يكون معامل تعقيد، والنقاش الذي ستجريه الأغلبية، من داخل الحكومة والمؤسسات الأخرى، سيعطيها أولويةَ أن تبادر إلى تقديم مشاريع الحلول، والتصورات العملية لما سينتجه الحوار الوطني حول النموذج التنموي..
– أمام رئيس الحكومة مبادرة عليها أن تنجح في توحيد الحكومة حول:
-1 توحيد التحليل لما يجري في البلاد، وتوحيد تفسير التفاعلات الاجتماعية الكبرى، وتوحيد التحليل حول المآلات المحتملة..
-2 النظر في القانون المالي، من زاوية أكثر قربا من مشاكل الناس، وأمامه في هذا السياق برنامج متكامل، بإجراءات ملموسة يلزمها الذكاء الجماعي والقوة في القرار، وهذا البرنامج يتمثل في النقلة التالية، كما يراها الاتحاديون اليوم:
* اتخاذ إجراءات لتحسين الدخل والزيادة في الأجور.
* اتخاذ إجراءات لتحسين التعويضات العائلية.
* إدماج خصم ضريبي لصالح الأسر التي تدرس أبناءها في التعليم الخاص.
* وترشيد نفقات التسيير.…
أمام الأغلبية فرصة لتقديم تصور عام لعملها والإطار المهيكل الذي تشتغل ضمنه، وعليه فهي مطالبة ب :
– تحديد أدوار الفاعلين، السياسيين والإداريين والتقنيين، في ما يستوجب من حلول، ومآلات قد تدخلها البلاد، «وهو ما يستوجب الشروع في تبني سياسات وحلول استعجالية، لتقديم أجوبة ملموسة للمشاكل المتراكمة، التي تعاني منها فئات واسعة من الجماهير الشعبية، التي طال انتظارها، لا سيما فئة الشباب،» كما ورد في بيان المجلس الوطني للاتحاد الأخير..
– تمكين البلاد من سلاسة سياسية، من شأنها أن تقدم إغراء للمواطنين، بمتابعة الفعل السياسي، وانتظار الحلول الممكن أن يقدمها، عوض البحث عن أشكال أخرى في الاحتجاج، وأشكال أخرى في المواجهة……

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 06/10/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *