موندياليات حزينة

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

لم نهزم جالوت،

لكننا مع ذلك لم ننس درس النملة
وهي تعلم الإسكندر الكبير فن العناد، بعد هزيمته في الحرب.
هكذا يمكن تلخيص ما قام به المغرب في وجه أمريكا
ثم ما قام به بعد أن جاء التصويت ضده..
حيث جاءت التعليمات الملكية تدعو إلى تقديم الملف من جديد لما بعد 2026..
سيذكر التاريخ أننا وقفنا أمام جالوت وجنده
لم يرهبنا جالوت القوي
لكننا تواضعنا للنملة فاتخذناها قدوة في التفكير
وفي العناد..
والذين قالوا لا قِبل لنا بجالوت وجنده، ربما لم يغفروا للمغرب أنه وقف في وجه أكبر قوة اقتصادية وعسكرية ورياضية وبشرية ونووية..
لهذا بعض الجبن يكون أقسى من الرهبة
ومن الطمع ..
بعض الجبن، موهبة الدول التي تستطيع الشجاعة..
والنملة هي ما يتبقى لنا، وسنواصل..
سنواصل بناء ما قدمناه كتعاقد دولي
وبناء إنسانيتنا الرياضية من موقع ما اخترناه لأنفسنا..
لقد نظمنا مونديالات كبيرة، ليس أقل شأنا، وإن كانت أقل عددا: في المناخ وفي حقوق الإنسان وفي التجارة الدولية وفي الطاقات، كان المغرب ملعب العالم الكبير..
وعلينا أن نواصل، فالشعوب التي لا تجازف أحيانا تموت في مغارات مكيفة وبدون أرجل
ولا خيال…
قصة النملة والقائد العظيم:
تقول القصة إن «الإسكندر المقدوني، بعد انهزامه في إحدى المعارك، واختلائه بنفسه للتفكير في المصيبة التي حلت به. ..بينما هو مستلق إلى جانب صخرة في الجبل لفتت انتباهه نملة كانت تجر حبة قمح، تريد الصعود بها لكنها كانت تسقط منها، مما جعلها تعيد الكرة عدة مرات، إلى أن نجحت في مهمتها…لقنت النملة هذا القائد العظيم درسا مهما، كان له عظيم الأثر في ما حققه من انتصارات..».
غير جالوت
ونحن، الباقي تفاصيل ..!
****
سيذكر مبدعو الدعابات أن أول مشكلة كبيرة واجهها المغرب في المونديال
وبعد المباراة الأولى كانت مشكلة
برأسين:
رأس لعبت ضد فريقها، كانت من نصيب الخصم الإيراني
ورأس لعبت لفائدة الفريق
فكانت من نصيب طبيب يهوى دروس التجريب
رأس أمرابط..

****
اعتادت العرب أن تجعل من بعض القصص أمثلة تسير بذكرها الركبان..
وبهندوز أو بوحندوز، حسب المصادر، كان له حظه من التاريخ:
أتعس من بوهندوز يوم العيد، تصلح كمثال عن التعاسة التي يشعر بها شاب مغربي، طموح ومحب لبلاده لكنه تسبب بالفعل في تعاسة قرابة 35 مليونا من مواطنيه..
وكان أتعس إنسان في المونديال
والأكثر حزنا..
الولد كان يحمل بلاده في قلبه
كدمعة
لهذا بكى بكاء حارا عندما أراد أن يحبها علانية ..
..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/06/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *