وأعياد بيت فحم …حلال؟ 2/2

عبد الحميد جماهري

ولا أعرف لهم نهاية إلا ما سيقترحه عليهم اليأس، ووقتها لا ندري ما ستقدره الأيام! هل يعقل أنه لحد الساعة، وقد مضت سنة على تأسيس شركة الفقراء، ووجدوا من دفع المال لكي يخربها من الداخل، ولم تحرك السيدة الدولة حفظها لله ساكنا، أو سكانا؟ هل يعقل أن نستمر في وضع كهذا؟ ونسأل ماذا في المغرب يشبه تونس؟ لا يمكن أن نخفي الشمس بجرادة! إما أن يشعر هؤلاء أنهم جزء من مغرب محمد السادس أو يعتبرون فعلا أنهم في خارطة بلد آخر؟ لم يعد معقولا أبدا أن الفساد والرشوة وشراء الذمم يمكنها أن تترك عائلات كلها نهبا للضياع واليأس والشعور بالذل. لا يمكن أبدا أن يقبل المنطق اليوم، أن يشتغل موظفون في وزارة كوزارة الطاقة والمعادن مجرد جواسيس لأحد مستغلي الفحم أو لثلاثة منهم ضدا على مدينة بكاملها وشعب مازال يحب أن يموت في بلده. لا يعقل أن تكون الحلول في يد عامل أو والٍ ويتركها للتآكل لأن له فيها أشياء أخرى.. لقد حكى لي أستاذ مناضل كيف أن الشبيبة هناك بدأت تستعين بالنكتة، وقال إن أستاذا سأل تلميذه سؤال: أين توجد جرادة؟ فجاءه جواب صادم: قرب سيدي بوزيد بتونس!! وهي صناعة محلية محضة، كما هو الفساد والتسويف والرشوة أيضا في ردهات السلطات المعنية! لقد تشكلت شبكات محلية للفساد المحلي تجمع بين قضاة ورجال سلطة ومنتخبين وأصحاب سلط إدارية وحتى وسطاء سياسيين. وهم يشتغلون ساخرين من الدولة ومن أهلها ومن إرادة الإصلاح لدى رئيسها . وهم يسخرون منا جميعا، لأنهم حصلوا على السلطة والمال والغطاءات السياسية المناسبة في اللحظات المناسبة، لكن الحقيقة اليوم لم تعد تتطلب أكثر من صرخة في شارع. فليتحملوا مسؤولياتهم ..كلهم! غدا وجدة ستوجد في ..مصر بسادتها القضاة الميامين!
قبل ذلك،
منذ 11 سنة
كتبت ..عن جرادة التي تسكن في أغنية من نفس متقطع..
وفي أغنية :هوما مين ·····واحنا مين
وقتها تذكرت أغنية الإمام الشيخ، صوت مصر قبل عصر أرداف البنت نانسي عجرم وسيليكون المفعوصة هيفاء وهبي، قبل أن تطفو على جلد الكنانة مسامير عمرو دياب..
وتذكرت منها : هوما مين واحنا مين،
وتذكرت منها أيضا: هما بياكلو حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ. رأيت امرأة مسنة في طابور الجوع القادم من جرادة، فقلت هذه أمي وأنا لا أعرفها. ورأيت الزمن المغربي كله في تجاعيد وجهها، فقلت هي ذي امرأة مني وأنا منها…
رأيت طفلا يحمل أثاث أهله القليل يجر قدميه في يوم بارد جدا: فقلت أي أثاث هذا الذي يكفيه طفل عمره سبع سنين لكي يجمعه كله…؟
فيا من يحرمون أعياد بيت لحم،
هل أعياد بيت فحم
وموت بيت فحم..
حلال ؟؟؟

أي موت يليق بنا
كي نعجبكم؟
أتحبون موت الفحم
في جرادة
أم رائحة الزيت
في الصويرة؟؟؟
أم تحبون رائحة السردين
في الريف
ليحلو عطر
الحداد
علينا
قولوا فقط ما تحبون
ونحن سنبذل جهدنا
كي نموت
ميتة تليق بقلوبكم
حزنها قليل
وعارها …طوييييل!

الكاتب : عبد الحميد جماهري - بتاريخ : 28/12/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *