وداعا عزيز الوديع: تعالي يا لغتي، سنعود إلى حزننا! 2/2

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

لأن الذي يواسي عائلة في الفقيد

ليس كمن يواسي البلاد في الفقدان..
وليست هناك مواساة عادلة في مغرب نعرفه لعائلات بعينها…
عائلات استثنائية جربت القيامة، هنا، فوق الأرض
وعلى مرأى من لله،
وشعوب العالم
وكل الديانات
وبعد رحيل كل الأنبياء؟..
اليوم والتراب يعانق ابنها، عزيز، عائلة الوديع يعرفها الطين
وتعرفها الجدران
وحروف الطباعة
وتعرفها النخوة
وتعرفها الدموع
وحبر القلب
ووردة الجوري
وحساسين الليل المرتبكة
وكثير من الملائكة..
ويعرفها قلبي
ويعرفها حزني
وامتناني..
أحياء وأموات يكتبون على متحف العاطفة
طيور الجنة
وأيائل المحبة
وأسود الشجاعة
وهيروغليفيات النمور ..
كم أحبهم أحياء
وكم أبكي عندما يموت واحد منهم ..بمحض عفويتي
وفي منأى عن رسائل …سياسية قد تعتبر كل مديح في الأموات من هذه الطينة
هو تعريف لها بالضد
والحق أن القلب خالص للحزن لا غير
سليم من الضغائن..طهره الألم يا فقيدي العزيز!
عزيز علي …وديع في الماوراء…
يجب أن أصدق أنه قابل للموت …لكي أفسح القلب للحزن
يجب ألا يموت لكي أتدرب على غيابه
عزيز الوديع الذي عاش بتلقائية من جاور الموت حتى كدنا نراه الدليل المستعصي على النهايات…
عزيز الذي خرج من متاهات الرصاص بمصنف عن الضحك
أصغر قلب كان على جلادي سنوات الرصاص أن يكسروه ليكسروا عائلة خرجت من صلب الخلود..في آخر مرة مازحني وأنا أغادر مصحة القلب وقد جاء متزامنا مع مغادرة سرير الوجع …هاأنت ترى لقد جئت بألمي لكي أدفعك إلى الحياة ….خجلت من مرضي وهو يزورني ويقترف /يسرق ضحكا أمام غرفة العيادة
عزيز الوديع يجب أن تكون الحياة بلا معنى حقا حتى تسمح لنفسها أن تودعك…ياشقيق العالم، دم صديقي وحدث الخالدين عني…عن قلب تركته في طبيعة ميتة….
ذكرني العندليب الأزرق، الفايسبوك
بأننا لما نزل …
بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا..
فتعالي يا لغتي سنعود إلى حزننا..
سنعود إلى ما نجيده في حياتنا:موت الأحبة!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 05/09/2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *