On n’a pas Messi.. ليس لدينا ميسي معندناش ميسي

 

لم يكذب وحيد خليلهودزيتش حين قال في ندوته الصحفية التي عقدت بعد نهاية مباراة المنتخبين المغربي والموريتاني: On n’a pas Messi أي ليس لدينا ميسي وبتاعرابت المغربية:» معندناش ميسي» وإلا كانت كل الفرص التي أتيحت لخط هجوم الفريق الوطني قد تحولت إلى أهداف منحتنا النقط الثلاث.
صحيح «معندناش ميسي” ولكن في نفس الوقت يجب أن نقر أننا معندناش مدرب يحسن توظيف اللاعبين الذين وجدهم جاهزين ومتوفرين أمامه. ومعندناش جامعة تعرف كيف تضع “دفتر تحملات تواصلي” يلتزم به هذا المدرب الذي يبدو من خرجاته الإعلامية التي يجد فيها فيما يبدو كل المتعة في إطلاقها منذ ظفر بهذا المنصب وكأنه يستخف ليس فقط بمشاعرنا ويصر على استفزاز أحاسيسنا، بل ويحتقر معرفتنا كجمهور وكإعلام وكمكونات المنظومة الكروية المغربية بعالم الكرة.
لم يكذب الرجل فنحن لا نتوفر على ميسي حتى نحلم بانتزاع نقط الفوز على منتخب موريتانيا الذي لايزال يحبو ويخطو أولى خطوات البناء والتأسيس ونجح مع ذلك في إفشال كل «مخططات» مدرب اعترف على لسانه أنه جرب كل أنواع التكتيك دون جدوى.
منتخب موريتانيا نجح في الوقوف ندا للند أمام المنتخب الوطني وهو الذي لا يتوفر لا على ميسي ولا على مدرب بمائة مليون سنتيما كراتب شهري ولا يتوفر على جامعة لا تبخل على مدربيها الأجانب بالمال الوفير وبكل ظروف الراحة،جامعة تفقد «هيبتها» بسرعة أمام المدرب وتتنازل عن حقها في المسائلة وفي المراقبة وفي إبداء الرأي والتوجيه حتى أنها لم تحرك ساكنا ولائحة اللاعبين يسقط منها اسم أجمع خبراء الكرة في ألمانيا أنه الأفضل والأحسن في الدوري الألماني وببساطة مستفزة يخرج وحيد هاليلوزيتش ويفجرها: لا مكان لأمين حارث في صفوف المنتخب، وببرودة دم أسقط لاعبا فضل بلده الأصلي واجتهد وعمل الكثير من أجل أن يكون جاهزا لحمل القميص الوطني. وبنفس البرودة قصف في وقت سابق لاعبي البطولة الوطني ولم يتردد في الحط من شأنهم عندما صرح قبل مباراة المغرب والغابون الودية التي جرت سابقا بمدينة طنجة: «سأخبركم بمسألة في غاية الأهمية وأقدم لكم مقارنة تختصر كل شيء في هذا الموضوع، فحين تقارن بين أشرف حكيمي لاعب دورتموند وأحد لاعبي الدوري المغربي، تصل لخلاصة أن الأول يلعب كرة القدم والثاني يمارس رياضة أخرى».
أين الجامعة من كل هذه التصريحات غير الموضوعية وغير المقبولة؟
معندناش ميسي، هكذا قالها وحيد خليلهودزيتش  غير مبالي بمدى تأثير ذلك على معنويات اللاعبين المحبطين بسبب نتيجة التعادل أمام موريتانيا والمطالبين في نفس الآن بالتحضير لمباراة غد الثلاثاء في رحلتهم الطويلة و الصعبة لمواجهة بورندي، والمضحك أو المثير للاستغراب أن المدرب يسمح لنفسه بمس أحاسيس اللاعبين والحط من عزيمتهم ويطالب في نفس الوقت من الجمهور والإعلام بعدم انتقادهم والعمل على الرفع من معنوياتهم.
ربما نسي هاليلوزيتش أنهم نفس اللاعبين الذين أشاد بهم، قبل حوالي شهر، و تغنى بمستواهم التقني وقدرتهم على التأقلم مع «خصائص كرة القدم الحديثة المتسمة بالسرعة والقوة والفعالية»، وربما نسى أنه لم يتردد عند قدومه في التنويه بالأجواء «الطيبة» التي تسود داخل المنتخب المغربي.
معندناش ميسي، والواضح أنه معندناش مدرب، والأكيد أنه معندناش جامعة تعرف كيف تدبر أمور المنتخب الوطني وكيف تختار المشرف عليه. معندناش جامعة تعرف كيف تستعين بخبرات أطرنا المغربية من مدربين ولاعبين سابقين.
معندناش ميسي، لكن عندنا المئات من اللاعبين الموهوبين داخل أو خارج المغرب، يكفي فقط أن يكونوا تحت إشراف مدرب يعرف كيف يوظفهم ويوظف إمكانياتهم على المستطيل الأخضر.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 18/11/2019