Tango del viudo تانجو الأرمل

بابلو نيرودا من مواليد 12 يوليو 1912 واسمه الحقيقي ريكاردو إليسير نيفتالي ،عاش سنوات في المنفى إلى حدود عام 1952 حيث عاد إلى الشيلي ،رفض الترشح إلى الرئاسيات ببلاده تحت يافطة الحزب الشيوعي وفضل دعم سلفادور أليندي،وبعد فوز هذا الأخير عين بابلو نيرودا سفيرا لبلده بفرنسا ،حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1971 ،شاعر وكاتب وديبلوماسي تميز شعر بالملحمية والالتزام بقضايا الإنسان والطبيعة ، من أعماله الشعرية :
«عشرون قصيدة للحب وأغنية محبطة» 1924 و»إقامة فوق الأرض»(1933 / 1935) و» إسبانيا في القلب» 1937 و»كل الحي» 1953 ثم «نصب تذكاري للجزيرة السوداء» 1964 ،توفي في 1973 .

آه، أيتها الشريرة
تكونين قد عثرت على الرسالة، وبكيت
من الغضب.
نسيت ذكرى أمي
ناعتة إياها بالكلبة الخاسرة.
وبأم الكلاب. وقد تكونين قد شربت وحدك ،وحيدة ،
شاي المساء
ناظرة إلى أحذيتي القديمة الفارغة دائما.
و الآن
لا تستطعين تذكر أوهامي ، أحلامي
الليلية وأكلاتي ، دون أن تلعنينني بصوت عال كما لو كنت
مازلت هناك.
مشتكيا من الطقس الاستوائي، ومن
الحمى المسمومة التي كانت تؤذيني كثيرا، ومن الإنجليز المروعين
الذين مازلت أمقتهم .
أ الشريرة ،الحقيقة ،ما أعظمها من ليلة، ما أقسى الأرض وحدة
وصلت مرة أخرى إلى غرفة النوم الوحيدة
إلى حد الغذاء في المطاعم ،غذاء بارد، ومرة أخرى
ألقي أرضا بسراويلي وقمصاني .
ليس ثمة شماعات في غرفتي، ولا بورتريهات
لأحدهم على الجدران .
كم من الظل في روحي أمنحه لأستعيدك ؟
و كم هي مهددة أسماء الشهور،
ولفظة شتاء ، أي قرع طبل
كئيب تمتلكه ؟
مدفونة مع جوز الهند ستعثرين بعدئذ
على المدية التي خبأتها هناك خوفا من أن تقتلني
والآن، وبندم ، أود أن أشم فولاذ مطبخك
متعودا على وزن يدك وعلى لمعان جلدك :
تحت رطوبة الأرض ، بين الجذور الصماء
للغات البشرية، وحده المسكين يعرف اسمك،
أما سماكة الأرض لا تفهم اسمك
مكونا من مواد إلهية غير قابلة للاختراق .
هكذا يحزنني التفكير في وضاءة
ساقيك
المتكئتين كمثل مياه قوية معتقلة
وفي السنونو النائمة محلقة تحيا
في عينيك .
وفي كلب الغضب الذي نفيته في قلبك،
هكذا، أيضا، أرى الموتى الذين بيننا
منذ الآن .
وأتنفس في الهواء الرماد ،الدمار،
الفضاء الساشع الوحيد الذي يحيط
بي دائما.
سأمنح هذا الهواء البحري العظيم للبحث
عن أنفاسك
المسموعة في الليالي الطوال دون أن يطالها
النسيان
أضمك إلى الأرض كمثل السوط إلى جلد الحصان
و لكي أسمعك، تتبولين ، في الظلام ،
في عمق الدار كما تسكب
عسل رفيعة، تهتز ، أرجنتينا،
كم مرة سأسلم هذه الجوقة من الظلال
التي أملك
وصليل السيوف غير المجدية والتي نسمع
صليلها
في روحي ،
وحمامة الدم الموجودة وحيدة على جبيني
تنادي على كائنات منقرضة وضائعة .

 
*شاعر مترجم وباحث
المغرب


الكاتب : ترجمة وتقديم : محمد العربي هروشي

  

بتاريخ : 31/12/2019

أخبار مرتبطة

  رن الهاتف ، كنت في الحمام مستمرئا الدوش الفاتر، تلففت بفوطة، شربت كوبا من محلول عشبة اللويزة، موطئا لنوم

  جلست على شاطئ الحيرة أسكب المعاناة على الورق، وأشكل أمواج الغضب، تطاردها الجروح ويرافقها السؤال واحد يدعي الحضور! على

الحياة التي نحارب من أجلها… الحياة التي نمارسها أمام العلن… والحياة التي نتمنى أن نعيشها… لا علاقة لها بما نعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *