خبراء ومختصون يناقشون سبل إنجاح رفع الحجر صحيا واقتصاديا ويدعون إلى تعزيز الثقة في نفوس المواطنين ما بعد 10 يونيو

التدابير الاستباقية مكّنت من تفادي أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات،

وعدم إثقال كاهل مصالح الإنعاش والعناية المركزة

 

أكّد الدكتور مولاي سعيد عفيف، على ضرورة إعادة زرع وتعزيز الثقة في نفوس المواطنين في هذه المرحلة التي وصفها بالحسّاسة، على بعد أيام قليلة من انتهاء موعد مرحلة التمديد الثانية للحجر الصحي، من أجل إنجاح الفترة الانتقالية المقبلة ما بعد 10 يونيو والعودة إلى الحياة شبه الطبيعية، بشكل يضمن بإحياء الدينامية الاقتصادية والاجتماعية مع تأمين الشقّ الصحي. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية على أنه بفضل التدابير التي تم اتخاذها بناء على التعليمات الملكية السامية، فقد توفقت بلادنا في اجتياز مرحلة الحجر الصحي بكل نجاح، موضحا على أن الرهان اليوم معقود على الجميع من أجل مرحلة ما بعد رفع الحجر، مبينا على أن الكل مجنّد لتحقيق هذا الهدف، وبأن إجراءات كثيرة جرى اتخاذها، لتدارك ما فات اقتصاديا واجتماعيا في أقرب وقت وبنجاعة أكبر، وتحقيق القفزة المطلوبة للنهوض ببلادنا مرة أخرى، مبرزا أن ما عاشته بلادنا خلال الجائحة الوبائية والطريقة التي تم من خلالها التعاطي معها، تبعث على الاعتزاز والافتخار بوطن له الكثير من الأطر والنخب والكفاءات القادرة على مواجهة كل الصعاب والتحديات.

وأكد الدكتور عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن الجمعية المغربية للعلوم الطبية مقبلة بمعيّة الفدرالية الوطنية للصحة وبشراكة مع وزارة الصحة وجملة من الفاعلين الصحيين والاقتصاديين، على تنظيم ندوة افتراضية يوم الأحد 7 يونيو انطلاقا من الساعة الثانية زوالا، موجهة لنساء ورجال الإعلام تحديدا، والفاعلين في مجالي الصحة والاقتصاد عموما، حول سبل إنجاح رفع الحجر، صحيا واقتصاديا، من أجل تحقيق النتائج المتوخاة والمرجوة، بما يضمن عودة سلسة للمواطنين والمواطنات إلى الحياة ما بعد الجائحة الوبائية لفيروس كورونا المستجد. وشدّد الدكتور عفيف، على أن هذه الندوة، تأتي على بعد أيام قليلة من موعد رفع الحجر الصحي بعد تمديده للمرة الثانية يوم 20 ماي، من أجل المساهمة في الحدّ من انتشار العدوى، مشددا على أن التدابير الاستباقية التي اتخذتها بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مكنت من تفادي سيناريوهات قاتمة، وحققت الأهداف المسطرة من حيث تفادي أعداد كبيرة من الوفيات والإصابات، وعدم إثقال كاهل مصالح الإنعاش والعناية المركزة، وهو ما تحقق بفضل التعبئة الجماعية لكل المتدخلين.
وأوضح رئيس الفدرالية الوطنية للصحة، أن مرحلة ما بعد الحجر الصحي تتطلب نقاشا موسعا بين كافة المتدخلين، خاصة في الشق الصحي والاقتصادي والإعلامي، لإنجاح المرحلة المقبلة بما يضمن إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية والاجتماعية مع الالتزام بالتدابير الحاجزية الوقائية للحيلولة دون ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس من جديد، وتعبئة الموارد الصحية العمومية والخاصة لتكون رهن إشارة المرضى بشكل عام، الذين يعانون من أمراض أخرى، مزمنة وغيرها، وليس بالضرورة الاقتصار على فيروس «كوفيد 19»، للإجابة عن احتياجاتهم وانتظاراتهم الصحية.
وشدّد الدكتور عفيف، على أن الجمعية المغربية للعلوم الطبية باعتبارها جمعية رائدة في المجال الصحي، وتضم مجموعة من الجمعيات العالمة، حرصت إلى جانب باقي الشركاء، على أن تفسح مجال النقاش، في موضوع أساسي يهم الوطن والمواطنين، في وجه ممثلي وسائل الإعلام المختلفة، للاستماع إلى أسئلتهم وملاحظاتهم والإجابة عن كل استفساراتهم، ولتمكينهم من المعلومة الكاملة، وإشراكهم في بلورة خطة عمل جماعية، انطلاقا من المهام والأدوار الأساسية للسلطة الرابعة، مؤكدا على أن الجمعية ومعها باقي المتدخلين يوجدون رهن إشارة الجميع لتعزيز العلاقة بين كل الأطراف والمتدخلين بما يخدم الوطن مستقبلا بشكل إيجابي، في إطار علاقة تكاملية بين كافة المعنيين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/06/2020