قراءة تقنية في لقاء اليوم يومير ومومن يتوقعان ضغطا أقل على المنتخب الوطني ويطالبان بالسرعة في الهجوم

يجد المنتخب الوطني في وضع صعب ومعقد عندما يواجه منتخب البرتغال، يومه الأربعاء في موسكو، حيث يتعين عليه أن يتخلص من الآثار النفسية والمعنوية التي خلفتها الهزيمة غير المنتظرة أمام إيران، في الجولة الأولى.
ويجمع العديد من المتتبعين على أن لقاء اليوم يختلف شكلا ومضمونا عن مواجهة أيران، لأن المنتخب الوطني لن يكون مطالبا بصنع اللعب والتحكم في مجربات اللقاء، بالنظر إلى قوة المنتخب البرتغالي، الذي سوف يبادر إلى التحكم في اللقاء، وفرض إيقاعه على النخبة الوطنية.
ويرى الإطار الوطني عبد القادر يومير أن المنتخب الوطني وضع نفسه تحت ضغط كبير أمام إيران، لأن اللاعبين كانوا يريدون تحقيق الانتصار بأي وجه، حيث تحكموا في اللقاء وسيطروا وكانوا الأفضل، لكنهم فوجئوا بهدف قاتل.
وتوقع يومير أن تخرج البرتغال إلى اللعب، وأن تستحوذ على الكرة، الأمر الذي قد يكون في صالح النخبة الوطنية، مستحضرا هنا نموذج المكسيك، التي عذبت ألمانيا بالهجمات المرتدة السريعة، وأيضا إيسلندا مع الأرجنتين، وسويسرا مع البرازيل.
وقال يومير في اتصال هاتفي مع الجريدة إن المنتخب الوطني يمكنه أن يخلق المفاجأة إذا ما أجاد التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهذا يفرض التوفر على مهاجمين بإيقاع سريع، وهو الدور الذي يمكن أن يقوم به حكيم زياش إذا توفرت لديه المساحات الفارغة، والذي وجد صعوبة في فرض أسلوب لعبه في لقاء إيران، الذي أغلق المساحات ولم يترك للاعبين المغاربة المجال للتحرك بحرية. ويمكن لحاريث، إذا ما جدد فيه رونار الثقة، أن يخلق متاعب للدفاع البرتغالي، الذي بات ثقيلا بحكم تقدم لاعبيه في السن، وخاصة بيبي.
وأضاف يومير، أول مدرب مغربي يتوج بلقب قاري، أن حمزة منديل يتميز بالسرعة ويمكن الاعتماد عليه في الجهة اليسرى، شأنه في ذلك شأن نبيل درار، وهو ما قد يخلق بعض الامتياز ، لأن المحاولات المرتدة تكون في أحسن الأحوال بلاعبين اثنين، وتمريرة ساقطة من العمق، وهو ما يحسنه زياش كثيرا.
وأكد يومير على رونار يتوفر على خطة بديلة، وسيلجأ إليها في لقاء اليوم، بشرط أن يخرج البرتغاليون إلى الأمام، وبالتالي ترك مساحات في خط الظهر، أما إذا لم يبادروا إلى الهجوم وترك الفرصة لاعبي المنتخب الوطني، فإنهم حينها قد يكونون أكثر خطورة.
وبشأن مراقبة رونالدو، أحسن لاعبي في العالم خمس مرات، قال يومير إن رونار أمامه خيارين لا ثالث لهما، ويتجلى الأول في اعتماد أسلوب الحراسة اللصيقة، والتضحية بلاعب، وحينهما سنصبح أمام منتخبين بعشرة لاعبين فقط، وإما اعتماد دفاع المنطقة، وهذا يتطلب درجة عالية من التركيز والتواصل بين اللاعبين.
أما حسن مومن، الناخب الوطني السابق، فيتعقد أن رونالدو يمكن أن يتكلف به بنعطية، وقد لاحظ الجميع كيف حاصره في مدريد بين الريال وجوفتوس في دوري أبطال أوروبا، في الوقت الذي فعل فيه ما شاء بجنوة في لقاء الذهاب، وفي غياب العميد المغربي.
واعتبر مومن، في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن لقاء اليوم سيكون فيه الضغط النفسي أقل على المنتخب الوطني، عكس المباراة الأولى أمام إيران، حيث فرض اللاعبون المغاربة ضغطا رهيبا على أنفسهم، الأمر الذي استنزفهم نفسانيا وبدنيا مع مرور الوقت، خاصة في ظل عجزهم عن بلوغ المرمى.
وأشار الناخب الوطني السابق إلى أن الفريق الوطني أظهر في السنتين الأخيرتين فعالية كبيرة باعتماد الضغط على حامل الكرة، في خطي الدفاع ووسط الميدان، وهو ما افتقده أمام إيران.
وبخصوص السينارو المتوقع في لقاء اليوم، يرى مومن أن هيرفي رونار لن يغامر، وسيعمل على ترك الخصم يندفع، وبالتالي استغلال الفراغات التي قد يتركها وراءه، مشددا على أن المنتخب الوطني يجب أن يعتمد على نقط قوته، وهي الضغط على حامل الكرة، والدفاع المستميث.
وشدد مومن على أن الهجوم البرتغالي، وباستثناء رونالدو، لم يعد بتلك القوة المعهودة، وذلك بسبب غياب ناني وتراجع أداء كواريسما، فضلا عن حضور العامل التاريخي بقوة، حيث أن المنتخب الوطني سيدخل بأفضلية الانتصار الكبير في مكسيكو 1986، وهو ما قد يضع البرتغال تحت الضغط، لأنها ستكون مجبرة على التعويض ورد التأثر.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 20/06/2018