«مهرجان العنب» بجماعة شراط : اختلالات في التنظيم وإكراهات تواجه زراعة الكروم بالمنطقة

 

عبر بعض المنتجين على هامش مهرجان العنب المنظم بجماعة شراط التابعة لإقليم بنسليمان، عن بعض الإكراهات التي تواجه زراعة العنب بالمنطقة، حيث أشار في هذا الصدد الكاتب العام لجمعية رواد لتنمية قطاع العنب المنظمة للمهرجان، وهو بالمناسبة نائب رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية بجهة الدار البيضاء – سطات، إل « أن منتوج العنب بالمنطقة يواجه – في الآونة الأخيرة – بعض التحديات والإكراهات، ومن أهمها أن السنة الأخيرة عرفت جوا باردا ونزول الأمطار حتى وقت متأخر من الموسم الفلاحي، وهو طقس لا يناسب إنتاج العنب، مما أثر بشكل ملحوظ – تضيف كلمة ممثل الغرفة الفلاحية – على جودة ووفرة المنتوج الفلاحي، بالإضافة إلى مشكل تسويق منتوج العنب سواء بالأسواق الداخلية أو الخارجية».
وتابع المتحدث «بأن العنب هو أهم مصدر اقتصادي لعيش ساكنة شراط، نظرا لعدة عوامل مشجعة على زراعة العنب وفي مقدمتها توفر التربة الملائمة لزراعة الكروم، حيث بلغت المساحة المخصصة للعنب بالمنطقة 280 هكتارا من أصل 2000 هكتار المزروعة بإقليم بنسليمان، أي بنسبة 6% من المساحة الإجمالية لهذا النوع من زراعة الكروم، الشيء الذي جعل المنطقة رائدة في إنتاج العنب الذي تطورت زراعته بشكل كبير بجماعة شراط، بعد استعمال أساليب ووسائل عصرية للإنتاج».
ولتجاوز المعيقات والإكراهات التي تحول دون نطور وتنمية زراعة العنب بالمنطقة ، أكد ممثل الغرفة الفلاحية الجهوية على أن جمعية رواد لتنمية قطاع العنب بجماعة شراط بصدد إنجاز شراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري في شخص المديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان قصد تثمين وتحسين جودة إنتاج العنب وتخزينه وكذا البحث عن أسواق جديدة لتسويق المنتوج، وتوسيع المساحة المخصصة لزراعة الكروم. وهو مشروع يهدف إلى تحويل زراعة الحبوب إلى أشجار العنب على مساحة تقدر ب500 هكتار بمناطق المنصورية وبوزنيقة وشراط ، حيث سيستفيد منه 500 فلاح بتكلفة مالية تقدر ب 40.157.000 درهم على مدى 5 سنوات، وذلك من أجل توفير دخل إجمالي سنوي يفوق 120 مليون درهم، وخلق 400.000 يوم عمل في السنة» وفق نفس المصدر .
وبالعودة إلى فعاليات مهرجان العنب المنظم بجماعة شراط في دورته الحادية عشرة تحت شعار : « دعامة أساسية لتحقيق التنمية المحلية» في الفترة الممتدة ما بين 6 و11 شتنبر الجاري، فإنه عرف تراجعا في بعض المجالات والمستويات، حسب ارتسامات بعض الملاحظين والمتتبعين، حيث يرى هؤلاء بأن الساكنة « كانت تنتظر أن يقفز المهرجان قفزة نوعية نحو أفق أكثر إشعاعا يتجاوز المحلي والوطني للوصول إلى العالمية» ، وبحسب بعض الفعاليات المهتمة بتنظيم المهرجانات « فإن الجلسة الافتتاحية لم تكن في المستوى المأمول حيث عرفت نوعا من الارتباك والتأخر عن الموعد المحدد لانطلاقها، وغاب عن حضورها الوفد الوزاري الذي اعتاد إعطاء الانطلاقة للمهرجان خلال السنوات الخمس الأخيرة خاصة المسؤول الحكومي الوصي على قطاع الفلاحة والصيد البحري الذي لوحظ غيابه عن حضور الحفل الافتتاحي؟ في المقابل سجل حضور قوي لمسؤولين حزبيين للحزب الذي ينتمي إليه رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان؟ وعلى مستوى فقرات وبرامج المهرجان فإنه لم يحصل أي تطور أو تجديد أو تنوع في مضامينها، حيث نجد أن الأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية للمهرجان تكرر نفسها كل سنة رغم تنوع وتعدد مصادر تمويل المهرجان، وهو ما يفسر عدم عقد الجهة المنظمة لندوة صحفية لتسليط الضوء على فعاليات المهرجان وميزانيته . وسجل بعض المهتمين بفن التبوريدة غياب بعض الأسماء الوازنة لسرب الفروسية التي اعتادت المشاركة في المهرجان. كما استغرب المتتبعون للتوقيت الذي تم اختياره لتنظيم المهرجان الذي تزامن مع الدخول الاجتماعي والمدرسي، حيث لم تأخذ الجهة المنظمة هذا العامل الأساسي بعين الاعتبار مما كان له الأثر السلبي على فعاليات المهرجان.


الكاتب : بوشعيب الحرفوي

  

بتاريخ : 12/09/2018