من تداعيات الجائحة.. بعد معاناتهم مع عزلة الحجر الصحي الأطفال في مواجهة تعطيل أنشطة الترفيه والتخييم

لم يكن العالم مستعدا لجائحة كوفيد 19، ولكنه كان عليه أن يبادر ويتكيف مع ظروفها، والمغرب لا ينكر أحدا أنه اتخذ مبادرات مستعجلة وقد تكاد تكون موسومة بالخصوصية المغربية اجتماعيا وصحيا،عنوانها التضامن و الابداع،لكن أهم ضحايا هذه الظرفية القاسية هم الأطفال الذين عانوا الأمرين: عزلة الحجر الصحي وما لها من آثار نفسية،وتعطيل أنشطة الترفيه والتخييم الذي كانت متنفسا لهم وعامل توازن إجتماعي بعد موسم دراسي زاخر…اليوم في هذه الورقة نقارب وضع الطفولة في الحجر وبعد الحجر من خلال مساءلة الفاعل الأساسي والمركزي في العملية …المجتمع المدني التربوي وندعم هذا الملف بآراء أكاديمية في انتظار أن تبلور الوزارة وعودها وتفتح النقاش العمودي والافقي لإنقاذ ما يمكن تداركه عبر تصورات مبدعة كما دعا لذلك المرصد المغربي لنبذ التطرف والإرهاب في أكثر من مناسبة وكل النسيج التربوي المدني…هذا الملف يقارب وضعا مازال غير واضح المعالم…وضع هو لحد الساعة مجرد تعبير عن نوايا…وكلما طال زمن الفراغ ….ضاق طوقه على الوجدان الجمعي للطفولة المغربية.

 

أنشطة الترفيه في زمن كورونا

محمد ايت الحلوي / باحث في مجال الطفولة والشباب

لقد شكل اجتياح فيروس كورونا المستجد لمعظم دول العالم فن لم نقل كلها ،تحولا كبيرا في نمط عيش الدول الغنية منها والفقيرة على حد سواء ،هذا التحول أدى الى توقف نبض الحياة في العديد من القطاعات الحيوية بالدرجة الأولى ،خاصة الاقتصادية مع استمرار بعض الوظائف في أداء مهمامها رغم تطور الحالة الوبائية وهو ما دفع أيضا مقاولات الى تغيير وتوجيه نشاطها لتلبية الطلب الأني الذي فرضته حالة الطوارئ الصحية وبالتالي تحقيق ارباح مالية في ظل الأزمة .
وبفعل ما فرضته هذه الوضعية من إجراءات وقائية واحترازية تبعا للتوصيات الصحية ،خاصة مسالة التباعد الإجتماعي أو الجسدي وهي ظاهرة جديدية وغريبة على سكان العالم الذين شملهم المرض كما أنها غير منسجمة مع طبيعة الإنسان المعتمدة على ما هو اجتماعي، ما أدى الى ظهور وسائل واليات بديلة لضمان استمرار أداء المهام لدى العديد من المرافق الإدارية والاجتماعية عن طريق توظيف التكنولوجيا للعمل عن بعد .
من جانب اخر فقد أدت جائحة كورونا الى الغاء كل التظاهرات التي كانت مبرمجة ما بين الفترة الربيعية والصيفية :نذكر على سبيل المثال لا الحصر -الألعاب الأولمبية التي كانت مقررة في طوكيو شهر يوليوز ،الغاء أو تأجيل التظاهرات العالمية والوطنية الرياضية والفنية والثقافية ، إنهاء المواسم الرياضية للعديد من البطولات لجميع التخصصات الرياضية الجماعية أو الفردية ، ألأمر الذي أدى الى توقف كافة الفضاءات الرياضة والثقافية والفنية بدون استثناء عن ممارسة نشاطها، كما الغيت العديد من ألأنشطة خاصة التي تنظم خلال العطل المدرسية وأصبحت برامج عطل الأسر تتارجح بين الإلغاء والتأجيل مع ما تفرضه الظروف الصحية من تقليص أعداد المستفيدين من خدمات السياحة وتوجيه الطلب نحو السياحة الداخلية كبديل لإنعاش هذا القطاع الذي تضرر بشكل كبير غير مسبوق ولنا أن نتصور حجم الضرر الاقتصادي والاجتماعي الذي سببه هذا التوقف المفاجئ للعديد من المقولات الرياضية والفنية أو شركات الصناعات الرياضية وانشطة الأعمال الفنية والثقافية والأنشطة المرافقة لها كالإشهار والبث التلفزي علما بأن هذه المؤسسات والفضاءات تشغل نسبة هامة من اليد العالمة .
ولم يقتصر تأثير الجائحة على الضرر المادي بل هناك ضرر معنوي خلفه توقف أو إلغاء انشطة وبرامج الترفيه خاصة الأضرار النفسية لدى الفئة التي كانت تستفيد من تلك الأنشطة والتي كانت تعتبر ضرورية للترويح عن النفس في الظروف العادية فما بالك ونحن نعيش حالة من التقيد بالإجراءات الوقائية خاصة وضعية الحجر الصحي .
إن انشطة الرياضة والترفيه كانت أول ضحايا جائحة كورونا حيث ان المؤسسات والمقاولات التي تعنى بذلك كانت من بين المجالات الأولى التي طبقت عليها حالة الطوارئ الصحية وبالتالي أغلقت أبوابها مبكرا نظرا لطبيعة أنشطتها التي يستحيل تطبيق التباعد الجسدي بها ،كما ستكون اخر مجال سيتم رفع الحجر عليه كذلك .
من ناحية أخرى فإن وضعية الحجر الصحي خلفت أثارا سلبية لدى فئة فئة عريضة لمجتمع خاصة الأطفال والشباب والتي تضررت بشكل كبير خاصة عندما يتعلق الأمر بأنشطة الرياضة والترفيه حيث توقفت كل النشطة سواء لدى الممارسين داخل الفضاءات المخصصة لذلك أو لدى المؤسسات والمرافق كما ان طبيعة العديد من الأنشطة لا يمكن توظيفها عن بعد .
فإذا كانت جل القطاعات خاصة الاستهلاكية قد استطاعت تطوير الياتها للحفاظ على مكانتها في السوق وبالتالي تلبية طلبيات الزبناء عبر الشراء عن طريق الأداء عبر الأنترنيت أو المنصات الرقمية فإن انشطة الترفيه والرياضة وغيرها لم تجد نفس المسار وظلت تمارس داحل البيوت في ظروف مختلفة و غالبا ما يشكل الفضاء المنزلي عائقا لممارستها إضافة الى ما تحتاجه من تفاعل بين أفراد المجموعات وبين المتلقي والمستقبل .
وحتى مع استئناف أنشطة الترفيه والرياضة في إطار إجراءات الرفع التدريجي لحالة الحجر الصحي فإن تلك الأنشطة لن تمارس بالشكل الذي اعتادت عليه من قبل لأن توقفها الحضوري كان له بالغ الأثر وتحتاج الى كثير من الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد خاصة التقيد بإجراءات الوقاية .
وتبقى فئة الأطفال والشباب هي الأكثر تضررا بفعل حالة تقييد الحركة والمكوث بالبيوت حيث تحتاج هذه الفئة الى إعادة نسج العلاقات الاجتماعية خاصة وأن اهتمامات الشباب والأطفال وما تحتاجه من وسائل للترفيه والترويح تصطدم بإجراءات عديدة منها : التباعد الجسدي و الإجتماعي و احترام الشروط الصحية وتقليص الطاقة الاستيعابية بالفضاءات مع أخذ الحيطة والحدر من تفشي الفيروس كما توصي بذلك المؤسسات المسؤولة عن تدبير هذه الجائحة .
أمام هذا فان البدائل لم تحظى باهتمام كبير لدى فئة الأطفال والشباب -مع استثناءات قليلة- نظرا لاستحواذ الألعاب الإلكترونية والشاشات الإفتراضية ووسائل التواصل الإجتماعي على اهتماماتهم بنسبة كبيرة جدا .
ولا شك أن المنظمات الجمعوية التطوعية والتي تعتمد جل أنشطتها التربوية والثقافية والفنية على التقارب الإجتماعي والتفاعل الحضوري بين مكوناتها وجدت نفسها –أيضا-في وضعية شلل لدى أغلب مكوناتها وتوقفت أنشطتها و برامجها بفعل حالة الطوارئ كما أن معظم إن لم نقل كل المشاريع التعاقدية مع الشركاء إما ألغيت أو أجلت لاعتبارات مالية تهم الجهات المانحة وهو ما سيجعلها غير قادرة على مواجهة التزاماتها المادية ونفقاتها التسييرية لضمان استمراريتها خاصة نحن نعلم أن جزئا لا بأس به من هذه الجمعيات «تشغل يدا عاملة» لا بأس بها وتضمن لها دخلا .
فرغم المجهودات الطيبة و المبادرات الجميلة التي قامت بها بعض الجمعيات التربوية والثقافية والفنية لتنشيط الحياة التربوية والجمعوية عن بعد وملإ الفراغ القاتل الذي خلفته هذه الجائحة فإن ذلك لم يكن كافيا لسد الفراغ لأسباب كثيرة من بينها على سبيل المثال لا الحصر:
– محدودية اليات التواصل وعدم وجود منصات رقمية خاصة متاحة
– غياب ما هو رقمي في برامج وأنشطة العديد من التنظيمات والإعتماد على ما هو حضوري وورقي
– استعمال اليات تواصلية مفتوحة للعموم لم يتم الاستئناس عليها من قبل
– غياب برامج موحدة والاقتصار على مبادرات متفرقة
– ندرة المهرات التقنية الرقمية الاحترافية والاقتصار على مبادرات هاوية لضعف امكانياتها المادية … الخ
ورغم كل ذلك فإن تمرين كوفيد 19 شكل طفرة نوعية لدى بعض فعاليات النسيج الجمعوي عبر ادماجه لتقنيات التواصل عن بعد واستعمال الرقمنة والتواصل المفتوح وتبادل الخبرات عبر الوسائط الإجتماعية التي مكنت فئة عريضة من المتتبعين من التعرف على برامج تربوية وترفيهية كانت مغمورة ولم تكن تجد لها صدى كما سجلت بعض الأنشطة ولوجا قياسيا لعدد المتتبعين والمتفاعلين عن بعد.
ومما زاد الأمر صعوبة التوقف المفاجئ لأنشطة الترفيه والرياضة التي كانت تقوم بها الجمعيات حيث الغيت انشطة و برامج لم يكن من الممكن تنظيمها بأي حال من الأحوال في ظل الوضعية الوبائية كما أدت الى خسائر من الواردات المالية وهو ما سيؤثر على خزينتها المالية وبالتالي إنهاء او تأجيل برامجها الى وقت لاحق. الأمر الذي يحتاج الى مواكبة كبيرة لمرحلة ما بعد كوفيد 19 عن طريق اعتماد اليات جديدة ومبتكرة نذكر منها: مواكبة تلك التنظيمات عن طريق برامج داعمة لاستعادة أنشطتها وفق منظور جديد يستخلص الدروس من الأزمة الحالية و دعم قدرات العاملين فيما يخص الرقمنة واليات التواصل الحديثة.
خلاصة القول فإن حاجة الفرد الى برامج وأنشطة الترفيه تبقى ضرورية ومن بين الحاجيات الأساسية التي تساعد الإنسان على خلق توازن نفسي في علاقاته الإنفعالية وتخفيف ضغط الحياة اليومية وتنمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد لذلك فإن درس كوفيد 19 يحثم على الفاعلين الأساسين مراجعة مختلف المنظومات الموجهة لأنشطة الترفيه من أجل تكييفها مع مستجدات وسياق زمن كورونا المستجد لتجديد الأليات واقتراح بدائل تضمن ديمومة الأنشطة وتحافظ على روابطها الإجتماعية والإنسانية.

 

علينا الخروج من الانتظارية إلى المبادرة لحماية الطفولة والشباب من تداعيات الحجر الصحي

عبد النبي فندو /   نائب رئيس المرصد المغربي  لنبذ الارهاب و التطرف

لا زلنا في المرصد المغربي لنبذ الارهاب و التطرف ننتظر بعرض استراتيجية واضحة لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة لتدبير مرحلة الحجر الصحي وما بعد الحجر الصحي بما يخدم الطفولة والشباب، علما أن قطاع التخييم تدبره بالشراكة عدد من مكونات المجتمع المدني والفاعلين التربويين كالجامعة الوطنية للتخييم التي نتقاسم معها أفقيا جل تصوارتها وبرامجها الرائدة في أجرأة البرامج الوطنية والتنزيل السليم لفلسفة الدولة في القطاع دون أن ننسى الأطر الكفأة للوزارة التي كانت في عدة محطات مصدر إلهام وإبداع وجسر تواصل بين مختلف الأطياف بحس وطني عال وكفايات تدبيرية متميزة جدا…فوزارتكم يا سيدي مشتل للطاقات الحية والعقول المبدعة من أطر زودت القطاع دوما بأفكار مجددة ومشاريع رائدة.
نتظر الوزارة إ فتح مشاورات متعددة أفقية وعمودية مع النسيج المدني و وكل المتدخلين المدنيين في قطاع الطفولة والشباب إيمانا منا أننا شركاء، ومع التمثيليات الوطنية كالجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية. وباقي المكونات التي تتقاطع اهتماماتها وقضايا الطفولة والشباب ، فلا يمكن القبول بأي ردة عن قيم وآليات المقاربة التشاركية في التخطيط وصياغة البرامج الكبرى.
مازلنا في زمن الحجر الصحي، ومازالت الوزارة لم تعلن عن تصورها لتدبير قطاع الطفولة والشباب تحت إكراهات هذه المرحلة الصعبة، إن الوضع المعطل حاليا وفي ضوء قيم الحكامة يعد هدرا خطيرا للزمن و للطاقات والموارد. مما يفرض علينا أن نخرج من الانتظارية إلى المبادرة حماية للطفولة والشباب من تداعيات الحجر الصحي وما بعده.
نحن مع الغاء مخيمات صيف 2020 و لكن نريد بدائل متفق عليا من اجل تنفيدها و نحن الان في بداية الموسم الصيفي.

 

وجوب استخلاص الدروس من جائحة كورونا و التفكير في الآفاق المستقبلية للطفولة المغربية

محمد تبيوي /  رئيس منظمة الكشفية  المحمدية المغربية

في إطار الظرفية الصعبة التي يعيشها المغرب – شأنه شأن باقي دول العالم – و التي تتمثل في انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19»، وانعكاساتها وتداعياتها على المجتمع ككل وعلى الأطفال بشكل خاص، والذين وجدوا أنفسهم فجأة وسط أزمة صحية أطاحت بحياتهم العادية، وألزمتهم البيوت.
وانطلاقا من أهداف الرابطة الكشفية المغربية الرامية إلى بناء وتكوين شخصية الأطفال واليافعين وتنمية طاقاتهم وقدراتهم وحماية وصيانة حقوقهم ، انخرطت جميع منظماتها و جمعياتها و محلياتها وفروعها في كل ربوع الوطن ،في تخفيف الآثار النفسية والاجتماعية لجائحة كورونا على أطفال المغرب، إيمانا منها بأن الطفل هو الرأسمال البشري الذي يجب أن تهيئ له الظروف المواتية لضمان سلامته وأمنه وصيانة حقوقه.
ومن هذا المنطلق عملت منظمة الكشفية المحمدية المغربية على تبني مجموعة من المبادرات واللقاءات والمتمركزة حول ثلاثة محاور رئيسية: الدعم التربوي، والدعم الاجتماعي، والدعم النفسي للأطفال، بهدف جعل المنزل فضاء للتعلم و التفاعل والتنشيط والمشاركة ،من خلال تخطيط و تفعيل برامج تربوية، واجتماعية، وتوعوية، وتنشيطية لفائدة الأطفال عن بعد، و المتجلية في:
المساهمة في الاستمرارية البيداغوجية من خلال تمكين أطفال ينتمون لأسر فقيرة، من أجهزة إلكترونية تساعدهم على متابعة دراستهم عن بعد، وتزويدهم ببطاقات تعبئة الهواتف.
التحسيس والتوعية عبر وسائط التواصل الاجتماعي من خلال إنجاز عدة ملصقات وكبسولات للتعريف بخطورة هذا الوباء، وبتنمية وعي الأطفال بأهمية القراءة.
عقد لقاءات وندوات تواصلية عن بعد ،لحث الأسر على تعويد الأطفال على الالتزام بقواعد الوقاية الصحية، و جعل المنزل مجالا حيويا للمظاهر الفنية، كتزيين أركان البيت، مع توفير جو الاطمئنان والاستقرار النفسي للأطفال.
التخفيف من الآثار السلبية النفسية للجائحة على الأطفال من خلال خلق مسابقات فنية وثقافية، و تحفيزهم بجوائز تشجيعية.
مساعدة الأطفال على وضع برنامج عام وقار، يتضمن كل ما يجب القيام به خلال اليوم، بغية تمكينهم من تنظيم وقتهم، واستثماره على أحسن وجه، في التعلم، وممارسة التمارين الرياضية، والقيام بالواجبات المنزلية، وممارسة الأنشطة والهوايات…
خلق ندوات حوارية افتراضية للأطفال واليافعين حول عديد من المواضيع، من بينها: الوقاية ـ أهمية القراءة، حقوق الطفل، الاستعمال الآمن للأنترنيت…
و لطالما اعتبرت الرابطة الكشفية المغربية فترة الحجر الصحي فرصة للتأمل في واقع الطفل المغربي لتجديد الالتزامات ،وترجمتها إلى إجراءات ملموسة، ترمي إلى تمتيع الأطفال بحقوقهم المشروعة.
واستشرافا للمستقبل وجب استخلاص الدروس من جائحة كورونا، والتفكير في الآفاق المستقبلية للطفولة المغربية، والاستعداد لفترة ما بعد كورونا ، التي تستدعي تكثيف الجهود و العمل وفق مقاربة تشاركية بين جميع مكونات الدولة و المجتمع المدني بغية وضع قطار مستقبل الطفل المغربي على السكة الصحيحة ،لأن الطفل مرادف للمستقبل.

 

في الحاجة لخطة متكاملة تتدخل فيها كل القطاعات الوزارية والمهتمين بقضايا الطفولة

محمد الصبر / رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة


لا أحد يجادل في الأثار السلبية لهذا الوباء الذي عم بلاد المعمور، إذ لم تعد تداعياته تشمل ما هو جسدي فحسب، بل انسحب تأثيرها على الوضعية النفسية للجميع من جراء فرض السلطات المختصة لحجر صحي في المنازل . كما لا نحتاج في هذا السياق أنه في ظل إعلان حالة الطوارئ الصحية، هناك فئات معرضة أكثر من غيرها لمختلف التأثيرات النفسية، ونخص بالذكر فئة الأطفال وكل ما يتعلق بصحتهم ونموهم ووجودهم اليومي المفعم بالحياة، بالنظر لطبيعة عمرها وما يتميز به من حركية و من هذا المنطلق نلتمس النظر في وضعية أطفالنا، والتفكير في سبل التنشيط والترويح عن نفس هذه الفئة. ونعتقد أن أولى الإجراءات التي يمكن لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة القيام به تنظيم مخيمات القرب الحضري بدون سفر و بدون مبيت بفضاءات الوزارة و ملاعب القرب و المدارس …
ولتحقيق ذلك لابد من خطة متكاملة تتدخل فيها كل القطاعات الوزارية المعنية بقضايا الطفولة و السلطات و المنتخبين وكل الفاعلين في المجتمع المدني العاملين في مجال الطفولة.

 

 


الكاتب : إعداد محمد قمار

  

بتاريخ : 27/06/2020